الرئيس الأراجوز في مخبأ البيت الأبيض

02 يونيو 2020
خلال الاحتجاجات أمام البيت الأبيض أمس الاثنين (ياسين أوزتورك/الأناضول)
+ الخط -

مع وصول أول رحلة مأهولة أميركية إلى الفضاء منذ حوالي تسع سنوات، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يهرول نحو مخبأ البيت الأبيض بعد تصاعد وتيرة الاحتجاجات في وسط العاصمة واشنطن، ويعلن عن إجراءات لا معنى عمليا لها في مشهد سريالي يضع أميركا في مصاف الدول النامية التي يقودها رئيس مستبد برتبة أراجوز.

ترامب الذي يسعى لصرف الأنظار عن تداعيات فيروس "كورونا" وتردي الوضع الاقتصادي وسقوطه في استطلاعات الرأي، يشكك بالمسار الانتخابي الأميركي ويذكي الفتنة العنصرية عبر تشجيع الشرطة على مواجهة المواطنين، ويخوض معارك مجانية مع الإعلام التقليدي ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي ولا سيما "تويتر". هذا الرئيس الذي يرمي سمومه يومياً على "تويتر" ليستعرض عضلات الرئاسة، يتخذ قرارات لا أسنان لها وهي للاستهلاك المحلي، بعد تخليه عن الحكم ليتصرف كمرشح في الأشهر الأخيرة من ولايته الأولى.

القرار التنفيذي الذي أصدره لتقييد وسائل التواصل الاجتماعي لا يحقق غاياته بدون قانون في الكونغرس أو سوابق قانونية تمهّد الأرضية لإدانة أو ملاحقة أو إغلاق موقع "تويتر". لوم الصين على كل التداعيات الاقتصادية لوباء كورونا أصبح جزءا من الاستراتيجية الانتخابية، لكن هذا الخطاب التصعيدي ضدّ بكين فارغ المضمون، بحيث اكتفى ترامب بسحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية في قرار ليس واضحاً بعد كيف سيدخل حيز التنفيذ، وبإلغاء الاعفاءات التجارية الأميركية الممنوحة لهونغ كونغ رداً على فرض بكين قانونا للأمن القومي خاصا بالمدينة، وهي قرارات تعكس عدم قدرة ترامب على مواجهة الصين اقتصادياً مع بداية الركود الاقتصادي الأميركي، وعشية الانتخابات الرئاسية.

وفي التعامل مع الاحتجاجات الشعبية المستمرة في الولايات المتحدة، يهدد ترامب بنشر الحرس الوطني، لكن مستشاريه يقولون إنّ الرئيس لن يمسك بالقرار بشأن الحرس الوطني الذي يعود قرار نشره إلى حكام الولايات المعنية، وليس الحكومة الفيدرالية، وبالتالي تهديدات ترامب غير المسؤولة ليس لها أي معنى قانوني وتنفيذي سوى تعزيز الانقسامات العرقية.

يبدو كأن الرئيس الأراجوز في الرقصة الأخيرة لولايته الرئاسية المضطربة، يلعب كل أوراقه ليستر عيوب إدارته لأزمات تتكدس حوله، ولا يشفع له سوى كون الحزب الديمقراطي المعارض في حالة موت سريري غير معلن.

المساهمون