حصل الذهب على دعم قوي من مؤشرات اقتصادية وسياسية عدة، وسط توقعات ارتفاع سعره إلى 1350 دولاراً للأوقية في 2019، وإضافة لقلق المستثمرين من تداعيات ارتفاع عجز الموازنة ومعدل الدين العام الأميركي ومخاوف من توقف الصين عن شراء السندات الأميركية، ارتفع صافي مشتريات البنوك المركزية من الذهب إلى أعلى مستوياته منذ العام 2015.
وارتفع سعر أونصة الذهب اليوم الخميس، نحو 2%، متعافيا من أدنى مستوياته خلال 3 أسابيع التي لامسها في الجلسة السابقة، مع هبوط حاد للدولار من مستوياته المرتفعة التي سجلها أخيراً، وهو ما يجعل المعدن النفيس أقل تكلفة على حائزي العملات الأخرى.
وزاد سعر الأونصة في السوق الفورية 1.6% إلى 1233.9 دولارا في أواخر جلسة التداول بالسوق الأميركي، بعدما قفز في وقت سابق 1.9% إلى أعلى مستوى له منذ 26 أكتوبر/ تشرين الأول عند 1237.39 دولارا. وصعدت العقود الأميركية للذهب 23.60 دولار، أو 1.94%، لتبلغ عند التسوية 1238.60 دولارا.
والخميس أيضاً، انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، 0.9%، متراجعا من أعلى مستوياته في 16 شهرا الذي سجله في الجلسة السابقة بفعل استمرار الأداء الاقتصادي القوي في الولايات المتحدة.
ونمت احتياطيات البنوك المركزية من الذهب بمقدار 148 طنا في الربع الثالث من عام 2018، بزيادة 22% على أساس سنوي، لتسجل أعلى مستوى من صافي المشتريات منذ 2015، وفقًا لتقرير مجلس الذهب العالمي الصادر اليوم الخميس.
واستمرت روسيا وتركيا وكازاخستان في الاستحواذ على نصيب الأسد من المشتريات، لكن انضم إليها عدد متزايد من البنوك المركزية من بينها الهند والمجر وبولندا.
وواصلت روسيا زيادة حيازاتها من الذهب، إذ بلغ صافي مشترياتها من المعدن الأصفر أعلى مستوياته على الإطلاق عند 92.2 طنا خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في شهر سبتمبر/أيلول، ليسجل احتياطيها الإجمالي أكثر من ألفي طن للمرة الأولى.
وقال رئيس استخبارات السوق لدى مجلس الذهب العالمي، لاليستير هيويت، إن البنوك المركزية تميل لتنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار، وأضاف: "الذهب هو وسيلة تحوط جيدة ضد الدولار، إنه السبب الذي عزز ذلك" .
وارتفع الطلب العالمي على الذهب بنحو 6.2 طن إلى 964.3 طن في الربع السنوي الثالث مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقفز الطلب على العملات والسبائك الذهبية بنسبة 28% إلى 298.1 طن، حيث أقبل المستهلكون على شرائها بالتزامن مع انخفاض أسعار المعدن النفيس ومحاولات التحوط ضد تقلبات العملات وهبوط أسواق الأسهم.
وارتفع الطلب من تجار الذهب بنسبة 6% في الربع الثالث بدعم أيضا من انخفاض الأسعار، بحسب بيانات مجلس الذهب العالمي.
وكان مصرف ميريل لينش الاستثماري قد توقع منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عودة البريق للذهب خلال العام المقبل. وقال المصرف في مذكرة للعملاء، إنه يتوقّع أن ترتفع أوقية الذهب "الأونصة" إلى أعلى من 1300 دولار، وذلك وسط قلق المستثمرين الدوليين.
وقال رئيس وحدة أبحاث السلع الأولية والمشتقات المالية في المصرف الأميركي، فرانسيسكو بلانش، إن أوقية الذهب ربما ترتفع إلى 1350 دولاراً في المتوسط في العام المقبل 2019.
وقال بلانش في مذكرة لعملاء البنك "لا نزال نرفع من معدل استثماراتنا في الذهب، بسبب القلق من مستقبل الاقتصاد الأميركي، على الرغم من قوته الحالية".
وأشار إلى أنه "على المدى القصير فإن قوة الدولار وارتفاع سعر الفائدة الأميركية يحدّان من ارتفاع الذهب، لكن على المدى الطويل، فإن ارتفاع عجز الميزانية الأميركية سيعمل لصالح رفع أسعار الذهب".
ويرتفع سعر الذهب الذي يباع معظمه بالدولار تبعاً لانخفاض سعر الدولار، كما أنه أحد أهم الملاذات الآمنة في أوقات القلاقل المالية.