قال تقرير صادر عن شركة نفط الهلال، وهي شركة إماراتية خاصة، اليوم السبت، إن الدول المنتجة للنفط ما زالت تقف عاجزة عن السيطرة على مسارات الأسواق الخام والتحكم في المعروض، بما يحقق لها أفضلية في الإنتاج والتحكم بتذبذبات السوق في كافة الظروف.
وأوضح التقرير، الذي صدر اليوم، ونقلته وكالة "الأناضول"، أن: "ذلك يأتي علي الرغم من كل الخطط والاستراتيجيات التي تتبناها تلك الدول لتعظيم الاستفادة من الدورات الاقتصادية المتعاقبة التي تتأثر بها اقتصادياتها".
وأضاف: "قضية المعروض من النفط والسيطرة عليها ترتبط بتحديات لا حدود لها، وليس باستطاعة طرف واحد أو أطراف بعينها، إدارتها بالكفاءة المطلوبة".
وتابع: "الضغوط التي تتلقاها أسواق النفط تتراوح بين مسار مخزونات الطاقة لدى الولايات المتحدة الأميركية، والتي غالباً ما يتم تضخيم تأثيراتها على الأسواق من قبل المضاربين لتتجاوز نتائجها السلبية في أغلب الأحيان خطط وقرارات كبار المنتجين متوسطة وطويلة الأجل".
وتظهر البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات النفط زادت بمقدار 7.6 ملايين برميل، فيما تراوحت آراء المحليين بأن يزيد المخزون على 2.9 مليون برميل، وسواء صحت هذه التقديرات أم لا، فإن هذا الإجمالي لا يتجاوز إنتاج السعودية ليوم واحد، وفقاً للتقرير.
وذكر التقرير، أن: "البيانات المتداولة تشير إلى أن الأسواق النفطية شهدت تخمة على المعروض النفطي خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري بنحو نصف مليار برميل، قام كبار مصدري النفط بضخها في الأسواق".
وأغلقت أسعار النفط للعقود الآجلة منخفضة، أمس الجمعة، بعد أن تخلت عن مكاسبها الأولية مع تجاهل المتعاملين خفضا لأسعار الفائدة في الصين، وتركيزهم على صعود الدولار وضعف أسعار البيع الحاضر للخام الأميركي، مع تضرره من وفرة في الإمدادات الفورية.
وأنهت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت لأقرب استحقاق جلسة التداول، منخفضة 9 سنتات أو 0.19% لتسجل عند التسوية 47.99 دولاراً للبرميل.
وتشير البيانات الصادرة عن منظمة "أوبك" إلى أن المنظمة قد ضخت في المتوسط 31.2 مليون برميل يومياً، خلال نفس الفترة وبزيادة تصل إلى مليوني برميل يومياً فوق معدل الطلب على منتجاتها.
وبحسب التقرير، فقد بات من الواضح أن اتخاذ قرارات تخفيض الإنتاج من النفط بشكل مباشر لن يسهم في إعادة الاستقرار للأسواق، ذلك أن متطلبات إدارة الأسواق تقتضي مزيداً من التنسيق واقتراب الخطط والأهداف من قبل كل المنتجين ومزيداً من التشاور مع المستهلكين.
وأشار إلى أن: "استمرار مستويات الأداء علي حالها سيجلب أضراراً تتجاوز تأثيراتها مبررات الحفاظ على الحصص لدى أسواق المستهلكين".
وأفاد أن دخول منتجين جدد أو زيادة الإنتاج عن المستوي الحالي من المعروض سيعمق خسائر القطاع، سيطيح بكل الخطط والاستراتيجيات الاستثمارية لدى المنتجين، سواء كانت تلك الجاري تنفيذها أو تلك التي في طور التنفيذ.
اقرأ أيضاً: كبار منتجي النفط يستبعدون خفض الإنتاج