الدول المستجيرة بالرمضاء من الفقر..!

12 فبراير 2020
+ الخط -
كثيرة هي مداخل السلوك المنحرفة والإغواء المتراكم على جسد الدول والبلدان التي تتحكم في مصيرها حكومات لا تراهن إلا على ذاتها المنحطة، وقد تكون انصرافية في قضايا وموضوعات تؤثر على مداخل الوطن الذي تعض عليه جماعات النفوذ والمحصصات والمضاربات في بورصة الثراء المتداول على أسماء الجنرالات والمستوزرين ورجال الأعمال الذين تربيهم تلك الحكومات لكي لا تفصح عن مداخل ثرائهم الفاحش.

المتابع اليوم في عوالم متفرقة في مناطق الجغرافية الأفريقانية المترامية النفوذ والقائمة على تلابيب أنظمة عسكرية تقوم سياساتها على كتابة حياة شرائح المجتمع بناء على تفاصيل قاعدة "جوع كلبك يتبعك" والإملاءات الخارجية ذات الدروب الضيقة التي لا تعرف غير طقّ الحنك وتذيل التبعية.

لهذا خرجت تلك البلدان منهارة ومتآكلة بالرغم من أنها ترقد على خيرات متعددة المصادر ومتنوعة، لكن غياب الرؤية والبرامج للاستفادة من تلك "الثروة الحيوانية - السمكية - الذهب الأسود - الذهب - القطن - الصمغ العربي - .. إلخ"، واليوم لا تعليم صحيحاً، ولا خطط لمواجهة أي أخطار تضرب تلك البلدان الواقعة في كماشة الديون والمرهقة بالقروض المضروبة.

هل يسلم بذلك أي بلد أفريقي غير نماذجه التي نهضت بموارده البشرية وتتفوق على سرعة المتغيرات من حولها؟ هل طوفان الأوبئة والأمراض المستعصية التي تضرب العالم الآن "كورونا - فيروس لاسا الذي يحصد أرواحا في الجارة نيجيريا"، فهل يحسم القادة الأفارقة المخاطر التي تزحف نحو دولهم ويكونون بذلك قد جنبوا شعوبهم الموت بالمجان بعيدا عن الحروب التي ما تزال تأكل بنيرانها مناطق في القارة السمراء؟

إلى متى يقف الجميع موقف المتفرج والأمية والبطالة والفقر والمجاعة والهجرات الموسمية تدوس بأنيابها شعوب المنطقة؟ وهل مخرجات القمة الأفريقية الأخيرة قد ترسم بارقة أمل في التنمية والنهوض بالشباب والمرأة والحريات الأساسية وإسكات الأسلحة في ليبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى؟ هل يستطيع المجتمعون وإن اختلفت مسمياتهم دراسة خطط ترفع الاقتصاد وتحدد منطقة استثمار تجمع شعوب القارة؟

كلها أسئلة استهلاكية مشت على أنقاضها القمم والمؤتمرات واللقاءات التي شهدتها دول الساحل التي أرهقت الموازنات العامة التي ترسمها في محاربة الإرهاب، وشماعات التداوي بالتراضي للوقوع في أحضان التكتلات الغربية والشرقية وعملاء القارة وسماسرتها الذين أنهكوا بلدانهم في الوصول إلى الطاعة العمياء.. نقطة من أول المصائب.
دلالات
DCDA8F68-FEF8-4439-9CD6-C2BDBF199BE7
أبو بكر عبد السلام

إعلامي وناشط في الشأن التشادي والأفريقي، وسكرتير تحرير صحيفة "انجمينا الجديدة".