وسط توجه أميركي أحادي في سياسات "أميركا أولاً" وخلاف جيوسياسي أميركي أوروبي حول إيران، يحدث الدولار انقلاباً في سوق الصرف العالمي، حيث يواصل الصعود على حساب اليورو والعملات الأخرى.
وهبط اليورو نحو 0.5% إلى 1.1783 دولار، وهو أدنى مستوى منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول، بعد تقارير أفادت بأن حركة 5 - نجوم وحزب الرابطة اليميني الإيطالي المتطرف يعتزمان مطالبة البنك المركزي الأوروبي بإسقاط ديون إيطالية قيمتها 250 مليار يورو (296 مليار دولار).
ولم تتأثر العملة الموحدة في البداية بهذه الأنباء من إيطاليا، لكن مع استئناف الدولار موجته الصعودية بدأ اليورو يتراجع أمام ضغوط البيع.
وانخفض اليورو بشدة مقابل الفرنك السويسري، الذي يعتبر من عملات الملاذ الآمن، ليسجل أدنى مستوى في خمسة أسابيع عند 1.1799 فرنك. ويظل اليورو العملة الأفضل أداء في 2018 مع مراهنة المتعاملين على استمرار ضعف الدولار بسبب عجز التجارة والميزانية في الولايات المتحدة، وتوقع المستثمرين تخصيص مزيد من المال لمنطقة اليورو مع زيادة قوة اقتصادها.
ولم يطرأ تغير يذكر على الين الياباني بعد بيانات أظهرت أن الاقتصاد الياباني انكمش للمرة الأولى في تسعة أرباع متتالية في الفترة بين يناير/كانون الثاني ومارس/آذار. وارتفع الدولار الاسترالي 0.3% إلى 0.7491 دولار أميركي بعد انخفاضه 0.7% يوم الثلاثاء.
ومن العوامل التي أثرت على أداء اليورو، انخفاض معدل التضخم، وهو ما يعني تباطؤ الحركة الشرائية في أوروبا.
وقال مكتب الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي (يوروستات)، اليوم الأربعاء، إن معدل التضخم بمنطقة اليورو تباطأ في إبريل/نيسان، مؤكدا تقديرات سابقة، ما يزيد من المصاعب التي يواجهها صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي وهم يسعون إلى الإنهاء التدريجي للتحفيز النقدي.
وبلغ معدل التضخم في الدول التسع عشرة بمنطقة اليورو في إبريل/نيسان 1.2% على أساس سنوي و0.3%على أساس شهري.
ويناقش صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي إنهاء برنامج شراء السندات البالغة قيمته 2.55 تريليون يورو (ثلاثة تريليونات دولار)، والذي جرى تدشينه قبل أكثر من ثلاث سنوات لدفع التضخم صوب المستوى المستهدف عند أقل قليلا من اثنين بالمئة.