دعا وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني القوى الدولية بما فيها الولايات المتحدة إلى أن تكون "أكثر شمولا في مقاربتها للمنطقة"، وذلك في تصريحات خاصة لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية تطرق فيها إلى مجمل الأوضاع بالمنطقة.
وقال آل ثاني إن جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب أخبره أن "خطته للسلام بين إسرائيل وفلسطين ستكون جاهزة في غضون أسابيع".
وأوضح أنه رد على كوشنر بأن "قطر غير مهتمة بالموضوع طالما أنه لا يمثل حدود عام 1967، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين، فضلا عن تسمية مدينة القدس عاصمة فلسطين".
وأشار آل ثاني إلى أن "سياسة الاستقطاب والقمع في الشرق الأوسط ستؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة ما لم تتخذ الدول خطوات لإصلاح وتهدئة التوترات".
ويزور كوشنر، رفقة مستشار ترامب لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، هذا الأسبوع، دولاً خليجية عدة، لبحث ما يعدون ويروجون له من "خطة سلام" مجحفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باتت تعرف إعلامياً باسم "صفقة القرن".
ومن المقرر أن تعرض واشنطن "صفقتها" للسلام التي يرفضها الفلسطينيون، بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في التاسع من إبريل/ نيسان المقبل.
وتأتي الجولة الأميركية في وقت جمدت فيه القيادة الفلسطينية الاتصالات مع إدارة ترامب واتهمته بالانحياز بشكل فاضح لدولة الاحتلال، وهي تعتبر أن الولايات المتحدة أقصت نفسها عن دور الوسيط بعد اعترافها بالقدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل" أواخر عام 2017.
خاشقجي
وحول قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، قال الوزير القطري إن "ما حدث لخاشقجي جريمة وحشية، وعائلة الفقيد بحاجة إلى إجابات، ومعرفة ما حدث لأبيهم".
وأعرب آل ثاني عن أمله في أن "تتعاون السعودية مع التحقيق الذي تشرف عليه الأمم المتحدة بوصفه عملية دولية تخضع للقانون الدولي وعلى الجميع التعاون فيه".
وقتل خاشقجي، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، في قضية هزت الرأي العام الدولي.
وبعد 18 يوما من الإنكار والتفسيرات المتضاربة، أعلنت الرياض مقتل خاشقجي داخل القنصلية، إثر "شجار" مع أشخاص سعوديين، وتوقيف 18 مواطنا في إطار التحقيقات، دون الكشف عن المسؤولين عن الجريمة أو مكان الجثة.
النووي الإيراني
وعن العلاقة مع إيران، قال آل ثاني إن "موقفنا من الاتفاق النووي مع إيران مثل موقف الأوروبيين، نحن نؤيد هذا الاتفاق، ولا نريد سباق تسلح نووي في منطقتنا، وهذا في رأينا هو الخطر".
وشدد على أن قطر "لم تشكل مع إيران وتركيا محورا في المنطقة"، مضيفا أن "جغرافيتنا صعبة، إذا وقفت مع أي شخص فلن تكون مؤهلا للتوسط بين الخصوم".
وأردف بقوله: "إذا نظرت إلى جوهر القضية فإن مجلس التعاون الخليجي يحتاج إلى التوصل إلى تفاهم مع إيران، والأمر لا يقتصر على الرياض وطهران، كلنا نعيش في نفس المنطقة وبحاجة إلى التوصل إلى تفاهم".
وتابع: "كان هذا هو موقف دول مجلس التعاون حتى عام 2017، غير أن حصار قطر غير كل شيء".
وسبق أن قدّمت الكويت وساطة لحل الأزمة الخليجية التي نجمت عن إقدام السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطع علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران 2017، وفرض حصار بري وجوي على الدوحة، عقب حملة افتراءات واسعة، غير أنّ دول الحصار لم تستجب للوساطة.
من جانب آخر، تطرقت الصحيفة إلى دور الوساطة الذي تلعبه قطر بين حركة طالبان والحكومة الأفغانية، وأشارت إلى أن وزير الخارجية القطري أكد أن بلاده خصصت مليار دولار لتخفيف معاناة سكان غزة، و500 مليون دولار لدعم استقرار الاقتصاد اللبناني.
(العربي الجديد، الأناضول)