في تجسيد حي لأهم ملامح تراث رمضان، بدأ مسحراتي الحي الثقافي (كتارا) في الدوحة، يجوب أروقة الحي بطبلته الشهيرة في تقليد جميل ومظهر محبب يعد من أبرز وأهم مظاهر شهر رمضان المبارك، ناثراً الفرح والبهجة والسرور في القلوب.
واسترجع رواد الحي الثقافي مع المسحراتي أجواء الشهر الفضيل في السنين الخوالي، حينما كان المسحراتي يطوف في الحارات والأزقة، يدور على بيوت الناس قبل وقت الفجر ليوقظهم من خلال طبلة يدق عليها دقات منتظمة، ليتناولوا وجبة السحور ويستعدوا للصيام، عبر عبارات وأشعار شعبية محفوظة تعودوا على سماعها على الرغم من مرور الزمن وتعاقب الأجيال.
ويطوف مسحراتي (كتارا) دروب الحي برفقة مجموعة من الأطفال وممثلين يرتدون دمى شخصيات محببة للصغار والكبار، مردداً الأهازيج الشهيرة التي عرفت، منذ القدم، مثل "يا نايم وحد الدايم، يا نايم وحّد الله، ربي قدرنا على الصيام"، بالإضافة إلى إنشاده مقاطع تهلل لرمضان والقيام والصيام بكلمات تضفي على ليالي الحي الثقافي (كتارا) نسائم رمضانية وأجواء تراثية ساحرة.
وأعرب كثير من رواد "كتارا" عن سرورهم بهذه الفعالية، التي تتواصل من العاشرة مساءً وحتى الواحدة بعد منتصف الليل، والتي أعادت روح الأحياء القديمة حية نابضة، بعدما كادت هذه المهنة العريقة التي تعد من التفاصيل الأساسية لشهر رمضان في البلدان العربية، أن تندثر، عبر استدعاء نجمها الرئيسي "المسحراتي" الذي يطوف الأحياء، في صورة من أجمل صور التراث والفلكلور الشعبي في شهر رمضان المبارك.