إذا سألت مواطناً مصرياً عن دور إدارة الدفاع المدني، قد لا يعرف ما المقصود بالدفاع المدني من الأساس، فالأمر متعلق بخبراته الحياتية التراكمية التي قد تخلص إلى أن "المواطن بيموت ويشبع موت، ثم تأتي المطافئ أو بوليس النجدة".
الأمر له علاقة أخرى أيضاً بأن الحكومة المصرية وحدها هي القادرة على الإنفاق على تأهيل كوادر الدفاع المدني، بإرسالهم لدورات تدريبية في أميركا أو دول أوروبا الشرقية، وغالباً ما يحصل عليها عدد من اللواءات، ثم يتقدمون باستقالاتهم، ويعملون مستشارين في الشركات والهيئات الحكومية أو الخاصة الكبرى، لا سيما تلك التي تعمل في مجالات البترول.
ويبدو أن الزحام الشديد الذي يسيطر على محافظات مصر الكبرى، يقف حائلاً هو الآخر أمام شعور المواطن بوجود فعلي لما يسمى بـ"إدارة الدفاع المدني"، فضلاً عن تقسيم مسؤولياته بين عدد من الوزارات المصرية، ممثلة في وزارات الداخلية والكهرباء والصحة والبيئة.
أخيراً، بدأ المواطن المصري يسمع كثيراً عن هيئة الدفاع المدني، لا سيما بعد الأخبار والأحداث شبه اليومية التي تفيد بـ"السيطرة على قنبلة بدائية الصنع"، أو "إبطال مفعول قنبلة بدائية الصنع"، أو "انفجار قنبلة بدائية الصنع"، هذا النوع من الأخبار الذي يقرأه أو يسمعه أو يشاهده المواطن المصري، بمعدل شبه يومي، جعله يشعر بدور إدارة الدفاع المدني.
ووفقا لرسالة ماجستير صادرة عن معهد الدراسات والبحوث البيئية، في جامعة عين شمس منذ عام 2004، فإن "مصلحة الدفاع المدني في وزارة الداخلية هي الجهة الرسمية المنوط بها قانوناً مواجهة الكوارث، ولكن أجهزة الدفاع المدني لا تعمل في مجال إدارة الكوارث بشكل منفرد، حيث يلزم لإدارة الكوارث بفاعلية تضافر جهود العديد من الجهات الرسمية وغير الرسمية. يضاف إلى ذلك، متطلبات مهمة يجب توافرها لقيام أجهزة الدفاع المدني بإدارة الكوارث ومواجهتها بفاعلية، وتتمثل في التنظيم، التشريع، التخطيط، التدريب، الاتصالات، التنسيق، اتخاذ القرار، والموارد المالية والبشرية، فجميع هذه العناصر ترتبط ببعضها البعض بعلاقة تبادلية قوية بحيث تؤثر إحداها على الأخرى، وبالتالي تؤثر في النهاية على مدى فاعلية أجهزة الدفاع المدني في مواجهة الكوارث".
وخلصت الدراسة إلى وجود علاقة جوهرية ذات دلالة إحصائية بين المستوى الحالي لأجهزة الدفاع المدني في مواجهة الكوارث، ودور الأجهزة الأخرى المعنية بمواجهة الكوارث، ووجود علاقة جوهرية ذات دلالة إحصائية تميل نحو الإيجابية بين الجهود المبذولة من قبل مصلحة الدفاع المدني في مواجهة الكوارث والمفهوم العلمي لمواجهة الكوارث، حيث بلغت النسبة المئوية للجهود المبذولة من قبل مصلحة الدفاع المدني في مواجهة الكوارث نسبة 71 في المائة، كما أوضح التحليل الإحصائي لنتائج الدراسة الميدانية أن درجة كفاءة أجهزة الدفاع المدني تتأثر سلبياً بدور الأجهزة الأخرى في الدولة المعنية بالاشتراك مع الدفاع المدني لتوفير المتطلبات الفعالة لإدارة الكوارث.
اللافت أن خدمة دليل الهاتف الرسمية في مصر، لا تعرض أرقام مصلحة الدفاع المدني، وتُبقيها "سرية"، بحسب موقع 140 أون لاين الحكومي، المختص بدليل الهاتف المصري. إلا أن البحث على مواقع مصرية مختلفة، قد يدلك إلى عدة أرقام مختلفة لمصلحة الدفاع المدني منها، أبقِها لديك، علّها تنفع.
العنوان: امتداد شارع رمسيس، بجوار مكتب بريد الجبل الأصفر
رقم التليفون: 0224014097 - 0224014092
رقم الفاكس: 0224014096 – 0224014095
اقرأ أيضا: نهب آثار الإسكندرية: هوس الثراء وتراخي المسؤولين
اقرأ أيضاً: المصري محمد سلام... من القاهرة إلى المريخ