10 سبتمبر 2019
الدرس الموريتاني
محمد الأغظف بوية (المغرب)
أشاد الرئيس الموريتاني الجديد، محمد ولد الشيخ الغزواني، بحليفه الرئيس السابق، محمد عبد العزيز، كما عبّر عن ارتياحه لاستجابة غالبية الشعب ودعمه من أجل الوصول إلى حكم موريتانيا. الإشادة هي اعتراف بما قام به رئيس سابق، علما أن العرف السياسي العربي المعاصر لا يعترف بلغة التخلي أو التنازل عن الحكم بهذه الطريقة الجديدة.
طريق الديمقراطية وعر، والتخلي عن الحكم بطريقة الانتخابات جنون يراه من امتهن مهنة السطوة والبقاء في الحكم من دون قيد أو شرط.
لم تكن هذه الإشادة متوقعة، لأن التجربة السياسية في العالم العربي تقطع مع هذا الشكل، فالحاكم ينصّب ليبقى مخلدا خلود زعيم الحزب أو النقابة، ففي التجربة العربية كل من وصل للحكم عليه البقاء.
التجربة الموريتانية الجديدة، وقد سبقتها تجربة التناوب في الحكم بالجارة الشمالية لموريتانيا، أعني المغرب، حيث كانت التجربة المغربية مبعث افتخار، لأنها أذنت بوجود كيان سياسي مبني على الاختيار الديمقراطي، يسمح بتنافسية حزبية جعلت إمكانية وصول الاتجاهات الإسلامية أو الراديكالية إلى موقع التسيير الحكومي أمرا عاديا وسليما.
لم تكن التجربة الموريتانية وليدة لحظةٍ ساورت النظام الموريتاني، بل إنها استجابة لحراك شعبي، وتخوف من مصير مجهول يقود البلاد إلى حالة الفوضى، أو إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي.
الشعب الموريتاني عبّر مرة ثانية عن نضجه، ولكن ماذا ينتظر من هذه التجربة التداولية على السلطة؟ على الموريتانيين التحرر من قيود ما بعد الاستقلال. كما عليهم تطوير قدراتهم وتنمية مجالهم الاقتصادي وعدم البقاء رهينة الفساد والريع. لا بد أن الموريتاني كما نجح في الانتقال الديموقراطي وتخطي حالة الانكسار وإعادة إنتاج الماضي السياسي، عليه أن يطور منطلقاته الفكرية والثقافية، بإحداث ثورة تنقل البلاد إلى مصاف الدول التي تسعى إلى تنمية حقيقية.
الدرس الموريتاني وقبله التونسي، وقبل ذلك بكثير التناوب المغربي، سيشكل درسا للمشارقة وللمصريين، فالديمقراطية الحقيقية هي جعل الشعب يملك خياراته بدون وصاية.
طريق الديمقراطية وعر، والتخلي عن الحكم بطريقة الانتخابات جنون يراه من امتهن مهنة السطوة والبقاء في الحكم من دون قيد أو شرط.
لم تكن هذه الإشادة متوقعة، لأن التجربة السياسية في العالم العربي تقطع مع هذا الشكل، فالحاكم ينصّب ليبقى مخلدا خلود زعيم الحزب أو النقابة، ففي التجربة العربية كل من وصل للحكم عليه البقاء.
التجربة الموريتانية الجديدة، وقد سبقتها تجربة التناوب في الحكم بالجارة الشمالية لموريتانيا، أعني المغرب، حيث كانت التجربة المغربية مبعث افتخار، لأنها أذنت بوجود كيان سياسي مبني على الاختيار الديمقراطي، يسمح بتنافسية حزبية جعلت إمكانية وصول الاتجاهات الإسلامية أو الراديكالية إلى موقع التسيير الحكومي أمرا عاديا وسليما.
لم تكن التجربة الموريتانية وليدة لحظةٍ ساورت النظام الموريتاني، بل إنها استجابة لحراك شعبي، وتخوف من مصير مجهول يقود البلاد إلى حالة الفوضى، أو إلى حالة من عدم الاستقرار السياسي.
الشعب الموريتاني عبّر مرة ثانية عن نضجه، ولكن ماذا ينتظر من هذه التجربة التداولية على السلطة؟ على الموريتانيين التحرر من قيود ما بعد الاستقلال. كما عليهم تطوير قدراتهم وتنمية مجالهم الاقتصادي وعدم البقاء رهينة الفساد والريع. لا بد أن الموريتاني كما نجح في الانتقال الديموقراطي وتخطي حالة الانكسار وإعادة إنتاج الماضي السياسي، عليه أن يطور منطلقاته الفكرية والثقافية، بإحداث ثورة تنقل البلاد إلى مصاف الدول التي تسعى إلى تنمية حقيقية.
الدرس الموريتاني وقبله التونسي، وقبل ذلك بكثير التناوب المغربي، سيشكل درسا للمشارقة وللمصريين، فالديمقراطية الحقيقية هي جعل الشعب يملك خياراته بدون وصاية.
مقالات أخرى
04 سبتمبر 2019
29 اغسطس 2019
20 اغسطس 2019