الدراما اللبنانية في رمضان... قراءة في 3 مسلسلات

01 يونيو 2018
من مسلسل "كل الحب كل الغرام" لمروان العبد (LBCI)
+ الخط -
على الرغم من أن الدراما اللبنانية تحقق نسبة مشاهدة عالية، في لبنان، يبقى الضعف أحد أهم عوامل هذه الصناعة، والأسباب كثيرة، في وقت اعتاد فيه المنتج على هذا النوع من "الدراما" خصوصاً بعد دخول المحطات اللبنانية على خطّ الإنتاج ومساهمتها في تعزيز صناعة المسلسلات اللبنانية.

قبل سنوات، بدأت الدراما اللبنانية تغزو الشاشات المحلية. المحطات وجدت أن العروض تحقق نسبة مشاهدة عالية، ليبدأ التنافس العشوائي. في الظاهر، هناك إنتاجات، لكن معظمها يتجه إلى الميزانية الخفيفة، على قاعدة "هيا بنا نقوم أو نسهم بإنعاش الدراما اللبنانية". وهكذا، يتحول المنتج إلى مشاهد رئيسي في صياغة القصة والسيناريو والإخراج، ويتدخل في أمور ربما لا علاقة له بها كمنتج، ويفرض ما يريد على فريق العمل. لطالما تغيرت أو استبدلت أسماء المخرجين والممثلين في بعض المسلسلات في اللحظات الأخيرة قبل المباشرة بالتصوير، حتى أصبحنا أمام جيل جديد من المخرجين أو الكتّاب يحاول الدخول في اللعبة، لكنه يبقى رهينة في يد المنتج، حتى تسليم العمل.

في الموسم الرمضاني الحالي، تُعرض ثلاثة مسلسلات لبنانية؛ هي "الحب الحقيقي"(قصة مكسيكية-جوليان معلوف) و"كل الحب كل الغرام" (مروان العبد -إيلي معلوف) و"مشيت" (نص وبطولة كارين رزق الله-إخراج شارل شلالا).

ليس من تباعد بين المسلسلات التي تُعرض اليوم على الشاشات اللبنانية. قصص حب تتحول إلى حبكة يعتقد الكاتب أو المخرج أنه وصل إلى المبتغى عبر ما يُسمى بـ "الرايتنغ"، وتعمل الماكينة الخاصة بالإنتاج أيضاً على ذلك القول؛ أي أنها فازت ضمن المنافسة.

حقق الجزء الثاني من مسلسل "كل الحب كل الغرام" قرابة 30% من نسب المشاهدة في جزئه الأول؛ ما استدعى إنتاج حلقات جديدة لتلحق بموسم رمضان. وبالفعل هذا ما حصل، ولا يزال المسلسل محافظاً على جمهور عريض.

من المؤكد أن القصة "محترمة" قياسًا إلى النصوص الأخرى، هكذا يؤكد المتابعون للمسلسل كونه لا يقوم على الإثارة الجنسية. القصة تعود إلى العشرينيات، ومقاومة الانتداب الفرنسي. حالات إنسانية جيدة يعرضها المسلسل، لكنه في المقابل يفتقد لحرفية بعض الممثلين الذين ظهروا ضمنه.

يحاول باسم مغنية وكارول حاج العبور، في "كل الحب كل الغرام"، إلى عالم مختلف؛ لكنهما يقعان في فخ الإخراج. الواضح أن حركتهما في المسلسل كان ينقصها المُحرك أو الرؤية المطلوبة لما تقوم عليه القصة والسيناريو.



ومشيت

التسابق بين المحلي اللبناني والعربي في شهر رمضان دفع الممثلة والكاتبة كارين رزق الله إلى تقديم مسلسل "ومشيت". بعد نجاحها في الدراما اللبنانية بحسب ما أظهرته الأرقام قبل سنوات، بدت محاولة كارين رزق الله هذه السنة أضعف من السنوات السابقة. تُشكل رزق الله ثنائيا جيداً مع زميلها بديع أبو شقرا، لكنها أخفقت هذه السنة في مسلسل يروي حكاية امرأة تهجرت لسنوات وعادت مع ابنتها للبحث عن زوجها، تبدو القصة نوعاً من المجاملة للجيش اللبناني كون الزوج ضابطا في وحدات الجيش.




الحب الحقيقي


في الجزء الأخير من حكاية "الحب الحقيقي"، انقلبت القصة المكسيكية لتتناسب مع الواقع اللبناني، وما زالت من دون تقدم يذكر. الأم المتسلطة التي لا تقوى على العيش من دون مال، تحاول بشتى الوسائل أن تستغل كل المحيطين بها حتى ولديها في سبيل الحفاظ على مستوى اجتماعي معين، بعد أن خسرت كل شيء ورحل زوجها في الجزء الثاني.

تنامي ظاهرة التقليد، وقلة الخبرة، يسمان موسماً درامياً لبنانياً. لا تقدم، لكن الثبات على الإنتاج هو الغالب، وبالتالي يرسم علامات استفهام حول الفحوى التي بإمكانها أن تظهر العمل جيداً ونصبح مع الوقت مصدرين للدراما اللبنانية، بعد استيفاء الشروط كاملة، من قصة وسيناريو وإخراج وطاقم العمل. ربما السؤال البديهي، والأكثر إلحاحاً، هل تستفيد الدراما اللبنانية من النقد؟

دلالات
المساهمون