ليس في كوبنهاغن وحدها يصادفك مشهد الدرّاجين والدراجات، من كل الأعمار والطبقات الاجتماعية والمستويات الوظيفية، بل أينما اتجهت في هذا البلد ستكون مضطراً لملاحظة أن الشوارع الرئيسية فيها شبكة طرق موازية للدراجات الهوائية، حتى في موازاة الطرق السريعة الرابطة بين مدن الدنمارك من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
قد تكون ثقافة الدراجات الهوائية أمراً عاماً في أوروبا، لكن وضع الدنمارك مختلف. إذ إن هذا البلد يعد واحداً من الدول القليلة التي يستطيع فيها المواطنون قطع بلادهم ومدنهم بالدراجات الهوائية، مما يجعلهم فخورين فيما يطلقون عليه بلغتهم "فورس سُوكٍل كولتور" (ثقافة دراجاتنا).
ويعتبر الدنماركيون من أكثر الشعوب استخداماً لهذه الوسيلة في التنقّل و"الرياضة الصحية الشعبية"، وهي ليست فقط ممارسة في أوقات الفراغ والهوايات، بل يستخدمونها للوصول إلى أماكن عملهم ودراستهم، وأحياناً للمزج بينها وبين المواصلات العامة، إذ يمكن لهم أيضاً نقل الدراجات في القطارات ومترو الأنفاق لمواصلة طريقهم ذهاباً وإياباً.
ليس غريباً أن تجد مواقف مخصصة للدراجات في المشافي والجامعات، فقد تجد الطبيب والمريض والأستاذ والطالب يستعملون ذات وسيلة التنقل بدون فروق بين المستويات الاجتماعية. لا فرق في الدنمارك بين رجل وامرأة، لذا تجد كثيرا من الفتيات يستخدمن هذه الوسيلة مثل أي شاب، ولا فرق بين يافع ومسن، فقد يصادفك من تجاوز السبعين وهو ما يزال يستخدم دراجته كنوع من التنزه والرياضة.
هذه الثقافة تبدأ عندما يبدأ الطفل بالمشي فيشتري له أهله دراجة بثلاث عجلات أولا. ثم حين يكبر قليلاً ترى الأهل يدربون أطفالهم الصغار على ركوب الدراجة وقوانين السير الخاصة بها. وليس بأمر غريب أن يكون تلاميذ الصفوف الأولى من المراحل الابتدائية يستخدمون الدراجات كوسيلة انتقال إلى مدارسهم ويضعون الأضواء الفسفورية العاكسة في الصباح الباكر وفي رحلة العودة، وخصوصاً في فصل الشتاء عندما تغيب الشمس مبكراً في دول الشمال.
وتفيد الأرقام بأن أكثر من 33 بالمائة من الشعب الدنماركي يستخدمون الدراجات الهوائية كوسيلة تنقل يومية من وإلى المسكن، وباتت تستخدم أكثر في التبضع من المتاجر، وخصوصاً مع التصاميم الجديدة للدراجات، وأشهرها تلك المسماة "دراجة كريستيانيا"، نسبة إلى مدينة كريستيانيا، التي تتسع لطفلين صغيرين باتجاه الروضة أو الحضانة، وبذات الوقت لشراء مستلزمات منزلية.
وزارة المواصلات الدنماركية تهتم جداً بتقديم الخدمات عبر البلديات في مسألة استخدام الدراجات، وتعد دائماً دراسات وقوانين سير لتأمين هؤلاء، فمعظم سيارات الشحن الكبيرة بدأت تستخدم كاميرات جانبية لتجنب حوادث صدم أو دهس الدراجين في الزوايا الميتة أثناء الانعطافات يميناً أو يساراً.
الدراجات الهوائية التي يتم فقدانها تُجمع من قبل الشرطة، ويقام سنويا مزاد ليعاد بيعها للمواطنين بعد أن يكون أصحابها قد حصلوا على ثمنها من شركات التأمين.
وبدأت هذه العادات والممارسات تنتشر في مجتمعات الجاليات العربية والمسلمة، حيث كان استخدام هذه الوسيلة غير منتشر في السابق. أما اليوم، وخصوصاً في العاصمة كوبنهاجن، يمكنك مشاهدة الكثير من العربيات والمحجبات أيضاً يقدن دراجاتهن في الصباح الباكر مثلهن مثل الدنماركيات مع صغارهن.
الأمر مرتبط بالضريبة أيضا، فالرفاهية يدفع ثمنها المواطن نفسه لتعيدها الحكومة على شكل خدمات مفيدة له. وقد فسر لنا " سورن" صاحب محل درجات هوائية "ثقافة الدراجات الهوائية" على نحو يرتبط بقياس ما تقدمه لبلدهم من لياقة بدنية وتسابق السياسيين والوزارات على تشجيع وخدمة هؤلاء.
الدنمارك وهولندا تتربعان على عرش استخدام الدراجات الهوائية والأمان بالنسبة للدراجين، حيث يصل متوسط الرقم في البلدين 1000 كيلومتر لكل مواطن سنوياً، بينما في بريطانيا وفرنسا أقل من 100 كيلومتر. لكن ما يعطي ميزة للدنمارك أنها تتقدم على ألمانيا والسويد (250 كيلومتراً) وعلى هولندا في الشبكة الرابطة بين كل المدن الدنماركية.
قد تكون ثقافة الدراجات الهوائية أمراً عاماً في أوروبا، لكن وضع الدنمارك مختلف. إذ إن هذا البلد يعد واحداً من الدول القليلة التي يستطيع فيها المواطنون قطع بلادهم ومدنهم بالدراجات الهوائية، مما يجعلهم فخورين فيما يطلقون عليه بلغتهم "فورس سُوكٍل كولتور" (ثقافة دراجاتنا).
ويعتبر الدنماركيون من أكثر الشعوب استخداماً لهذه الوسيلة في التنقّل و"الرياضة الصحية الشعبية"، وهي ليست فقط ممارسة في أوقات الفراغ والهوايات، بل يستخدمونها للوصول إلى أماكن عملهم ودراستهم، وأحياناً للمزج بينها وبين المواصلات العامة، إذ يمكن لهم أيضاً نقل الدراجات في القطارات ومترو الأنفاق لمواصلة طريقهم ذهاباً وإياباً.
ليس غريباً أن تجد مواقف مخصصة للدراجات في المشافي والجامعات، فقد تجد الطبيب والمريض والأستاذ والطالب يستعملون ذات وسيلة التنقل بدون فروق بين المستويات الاجتماعية. لا فرق في الدنمارك بين رجل وامرأة، لذا تجد كثيرا من الفتيات يستخدمن هذه الوسيلة مثل أي شاب، ولا فرق بين يافع ومسن، فقد يصادفك من تجاوز السبعين وهو ما يزال يستخدم دراجته كنوع من التنزه والرياضة.
هذه الثقافة تبدأ عندما يبدأ الطفل بالمشي فيشتري له أهله دراجة بثلاث عجلات أولا. ثم حين يكبر قليلاً ترى الأهل يدربون أطفالهم الصغار على ركوب الدراجة وقوانين السير الخاصة بها. وليس بأمر غريب أن يكون تلاميذ الصفوف الأولى من المراحل الابتدائية يستخدمون الدراجات كوسيلة انتقال إلى مدارسهم ويضعون الأضواء الفسفورية العاكسة في الصباح الباكر وفي رحلة العودة، وخصوصاً في فصل الشتاء عندما تغيب الشمس مبكراً في دول الشمال.
وتفيد الأرقام بأن أكثر من 33 بالمائة من الشعب الدنماركي يستخدمون الدراجات الهوائية كوسيلة تنقل يومية من وإلى المسكن، وباتت تستخدم أكثر في التبضع من المتاجر، وخصوصاً مع التصاميم الجديدة للدراجات، وأشهرها تلك المسماة "دراجة كريستيانيا"، نسبة إلى مدينة كريستيانيا، التي تتسع لطفلين صغيرين باتجاه الروضة أو الحضانة، وبذات الوقت لشراء مستلزمات منزلية.
وزارة المواصلات الدنماركية تهتم جداً بتقديم الخدمات عبر البلديات في مسألة استخدام الدراجات، وتعد دائماً دراسات وقوانين سير لتأمين هؤلاء، فمعظم سيارات الشحن الكبيرة بدأت تستخدم كاميرات جانبية لتجنب حوادث صدم أو دهس الدراجين في الزوايا الميتة أثناء الانعطافات يميناً أو يساراً.
الدراجات الهوائية التي يتم فقدانها تُجمع من قبل الشرطة، ويقام سنويا مزاد ليعاد بيعها للمواطنين بعد أن يكون أصحابها قد حصلوا على ثمنها من شركات التأمين.
وبدأت هذه العادات والممارسات تنتشر في مجتمعات الجاليات العربية والمسلمة، حيث كان استخدام هذه الوسيلة غير منتشر في السابق. أما اليوم، وخصوصاً في العاصمة كوبنهاجن، يمكنك مشاهدة الكثير من العربيات والمحجبات أيضاً يقدن دراجاتهن في الصباح الباكر مثلهن مثل الدنماركيات مع صغارهن.
الأمر مرتبط بالضريبة أيضا، فالرفاهية يدفع ثمنها المواطن نفسه لتعيدها الحكومة على شكل خدمات مفيدة له. وقد فسر لنا " سورن" صاحب محل درجات هوائية "ثقافة الدراجات الهوائية" على نحو يرتبط بقياس ما تقدمه لبلدهم من لياقة بدنية وتسابق السياسيين والوزارات على تشجيع وخدمة هؤلاء.
الدنمارك وهولندا تتربعان على عرش استخدام الدراجات الهوائية والأمان بالنسبة للدراجين، حيث يصل متوسط الرقم في البلدين 1000 كيلومتر لكل مواطن سنوياً، بينما في بريطانيا وفرنسا أقل من 100 كيلومتر. لكن ما يعطي ميزة للدنمارك أنها تتقدم على ألمانيا والسويد (250 كيلومتراً) وعلى هولندا في الشبكة الرابطة بين كل المدن الدنماركية.