تحولت الدراجات النارية خلال السنوات القليلة الماضية إلى وسيلة النقل الأولى في العديد من المناطق والمدن السورية، أبرزها محافظتا إدلب ودير الزور ومعظم الأرياف والقرى. وباتت في الوقت نفسه المتسبب الأول في حوادث السير والوفيات الناجمة عنها، في ظل غياب المستشفيات المجهزة والمتخصصة بالقرب من المناطق التي تتركز فيها هذه الحوادث.
يقول محمد أصفري من مدينة إدلب إنّ "أعداد الدراجات النارية هنا أكثر من أعداد السيارات بكثير، وأحياناً يكون عددها أكبر حتى من عدد المارة. معظم من يقود هذه الدراجات يقودها بجنون من دون أيّ ضوابط".
من جهته، يوضح عبد الكريم الذي يعمل في تجارة المركبات في مدينة سرمدا على الحدود السورية التركية، أنّ سرّ انتشار الدراجات أكثر من غيرها في المنطقة هو أنّها "باتت أوفر وسيلة للنقل في ظل ارتفاع أسعار الوقود، فهي تستهلك كمية من البنزين أقل من السيارات بكثير، كما أنّ ثمنها أقل بكثير. ليس بمقدور كلّ الناس أن يشتروا سيارة، لكنّ معظم العائلات يمكنها تأمين ثمن دراجة نارية جديدة لا يتجاوز 350 دولاراً أميركياً، والمستعمل منها أقل ثمناً".
يضيف: "عدا عن التوفير، باتت الدراجات النارية هي الحلّ الأمثل للتنقل في الأرياف السورية. في ريف إدلب على سبيل المثال، وسائل النقل العامة شبه معدومة، أما الموجودة منها فتعمل بين المدن والبلدات الكبرى ليس أكثر. الكثير من السكان والنازحين يعيشون اليوم في القرى النائية والغابات والأراضي الزراعية ويحتاجون إلى ما يوصلهم إليها. الطرقات إلى هذه المناطق وعرة، والكثير من الشوارع العامة بات مخرباً أو مغلقاً، لذلك يعتمد الناس على الدراجة النارية للتنقل بين منطقة وأخرى بمرونة، فالدراجة النارية عكس السيارة يمكنها أن تسلك الطرق الوعرة. كذلك، يعمل بعض الشبان على الدراجات النارية بصفتها تاكسي".
يلفت عبد الكريم إلى أنّ تجارة الدراجات النارية بدأت تزدهر أكثر منذ بداية الشهر الماضي، أي مع ارتفاع درجات الحرارة. يقول: "في الصيف تتضاعف مبيعات الدراجات النارية هنا، وتتراجع في الشتاء، إذ تصعب قيادة الدراجات في الظروف الجوية السيئة".
اقــرأ أيضاً
يقول محمد أصفري من مدينة إدلب إنّ "أعداد الدراجات النارية هنا أكثر من أعداد السيارات بكثير، وأحياناً يكون عددها أكبر حتى من عدد المارة. معظم من يقود هذه الدراجات يقودها بجنون من دون أيّ ضوابط".
من جهته، يوضح عبد الكريم الذي يعمل في تجارة المركبات في مدينة سرمدا على الحدود السورية التركية، أنّ سرّ انتشار الدراجات أكثر من غيرها في المنطقة هو أنّها "باتت أوفر وسيلة للنقل في ظل ارتفاع أسعار الوقود، فهي تستهلك كمية من البنزين أقل من السيارات بكثير، كما أنّ ثمنها أقل بكثير. ليس بمقدور كلّ الناس أن يشتروا سيارة، لكنّ معظم العائلات يمكنها تأمين ثمن دراجة نارية جديدة لا يتجاوز 350 دولاراً أميركياً، والمستعمل منها أقل ثمناً".
يضيف: "عدا عن التوفير، باتت الدراجات النارية هي الحلّ الأمثل للتنقل في الأرياف السورية. في ريف إدلب على سبيل المثال، وسائل النقل العامة شبه معدومة، أما الموجودة منها فتعمل بين المدن والبلدات الكبرى ليس أكثر. الكثير من السكان والنازحين يعيشون اليوم في القرى النائية والغابات والأراضي الزراعية ويحتاجون إلى ما يوصلهم إليها. الطرقات إلى هذه المناطق وعرة، والكثير من الشوارع العامة بات مخرباً أو مغلقاً، لذلك يعتمد الناس على الدراجة النارية للتنقل بين منطقة وأخرى بمرونة، فالدراجة النارية عكس السيارة يمكنها أن تسلك الطرق الوعرة. كذلك، يعمل بعض الشبان على الدراجات النارية بصفتها تاكسي".
يلفت عبد الكريم إلى أنّ تجارة الدراجات النارية بدأت تزدهر أكثر منذ بداية الشهر الماضي، أي مع ارتفاع درجات الحرارة. يقول: "في الصيف تتضاعف مبيعات الدراجات النارية هنا، وتتراجع في الشتاء، إذ تصعب قيادة الدراجات في الظروف الجوية السيئة".
وفقاً للطبيب عمار الأحمد الذي يعمل في إحدى النقاط الطبية الإسعافية في ريف جسر الشغور، تتسبب الدراجات النارية بعشرات الإصابات والوفيات شهرياً في المنطقة. يقول: "ما زال القصف بالطبع هو المسبب الأول للوفيات في ريف إدلب، لكن، تأتي حوادث الدراجات النارية في المرتبة الثانية. في هذا النوع من الحوادث لا يمكننا كأطباء أن نفعل الكثير، فالإصابات في 80 في المائة من الحالات خطرة جداً، وفي 60 في المائة قاتلة، وفي حالات نادرة تقتصر على الكسور والرضوض". يضيف: "معظم الإصابات التي تصلنا يقع فيها ضرر بالغ للدماغ، ويحتاج المصاب إلى عناية مشددة غير متوفرة هنا، لذلك نحوّله إلى المستشفيات التركية بالرغم من المسافة الكبيرة التي تفصلنا عنها".
يتابع الأحمد: "في السابق، كان العدد الأكبر من الإصابات بالداراجات النارية من نصيب سائقيها الذين يصطدمون بالمركبات الكبرى نتيجة السرعة، أما اليوم فالعدد الأكبر من المصابين هم من المارة الذين تصدمهم الدراجة النارية بالإضافة إلى السائقين. منذ أيام وصلتنا عائلة بأكملها من أب وأم وطفلين كانوا يركبون جميعاً دراجة صدمت طفلاً كان يمرّ في الشارع. أصيب أفراد العائلة جميعاً، فيما توفي الطفل المارّ بعد إصابته بنزيف دماغي. للأسف يستخدم الناس الدراجة في ركوب 4 أشخاص بالرغم من أنّها مخصصة لشخصين في الأكثر. بذلك، يعرّضون حياة أطفالهم للخطر، فكثرة الركاب تصعّب على السائق التحكم بالدراجة ما يزيد من نسبة الحوادث المحتملة".
لعلّ الفئة الأخطر من سائقي الدراجات النارية هم المراهقون الذين يكونون عادة أكثر تهوراً في استخدامها. يقول مصطفى الحاج أحمد من بلدة كفر نبل في ريف إدلب: "تجد فتية بعمر 15 عاماً أو 16 يتباهون بقيادة دراجاتهم أو دراجات أهاليهم بسرعات كبيرة، بالإضافة إلى التشفيط (التفحيط) والتشبيب (رفع إطار الدراجة الأمامي خلال سيرها)". يتابع: "الدراجات مصدر إزعاج للناس أيضاً، نمشي على الطريق ولدينا خوف دائم منها، كما أنّ تشفيط الدراجة وقيادتها بسرعة كبيرة يتسببان بضجة كبيرة جداً في الأحياء، تمنعنا أحياناً من النوم".
يقول الحاج أحمد: "السبب في هذه الممارسات هو أنّ قيادة الدراجة النارية، باتت أسهل من شربة ماء، فهي متوفرة في كلّ مكان. يأخذ المراهقون دراجة أبيهم أو خالهم أو عمهم إلى أن يشتروا دراجاتهم الخاصة. يتدربون عليها وحدهم، ولا يلتزمون بأيّ من قواعد السير أو السلامة. لا تجد أحداً هنا يرتدي خوذة على سبيل المثال، فهي بالنسبة للصغار دليل خوف، ومعظم الدراجات التي تباع اليوم لا تحمل لوحة تسجيل، ومن يتسبب بحادث أو أذى لأحد المارة يفر بسهولة ولا يستطيع أحد أن يعرف من هو".
في المقابل، يقول أبو معين وهو سائق دراجة نارية من سلقين في ريف إدلب: "تعينني الدراجة في كلّ شيء. لم نعد نستطيع العيش من دونها، فكلما سمعنا صوت الطائرة في الأجواء، نركب أنا وزوجتي وطفليّ، ونفرّ سريعاً إلى الحقل. الكثير من السيارات دمرت بالقصف، فإن تأذت الدراجة يمكنني شراء بديل لها، لكنّ السيارة ليس بالإمكان استبدالها".
اقــرأ أيضاً
يتابع الأحمد: "في السابق، كان العدد الأكبر من الإصابات بالداراجات النارية من نصيب سائقيها الذين يصطدمون بالمركبات الكبرى نتيجة السرعة، أما اليوم فالعدد الأكبر من المصابين هم من المارة الذين تصدمهم الدراجة النارية بالإضافة إلى السائقين. منذ أيام وصلتنا عائلة بأكملها من أب وأم وطفلين كانوا يركبون جميعاً دراجة صدمت طفلاً كان يمرّ في الشارع. أصيب أفراد العائلة جميعاً، فيما توفي الطفل المارّ بعد إصابته بنزيف دماغي. للأسف يستخدم الناس الدراجة في ركوب 4 أشخاص بالرغم من أنّها مخصصة لشخصين في الأكثر. بذلك، يعرّضون حياة أطفالهم للخطر، فكثرة الركاب تصعّب على السائق التحكم بالدراجة ما يزيد من نسبة الحوادث المحتملة".
لعلّ الفئة الأخطر من سائقي الدراجات النارية هم المراهقون الذين يكونون عادة أكثر تهوراً في استخدامها. يقول مصطفى الحاج أحمد من بلدة كفر نبل في ريف إدلب: "تجد فتية بعمر 15 عاماً أو 16 يتباهون بقيادة دراجاتهم أو دراجات أهاليهم بسرعات كبيرة، بالإضافة إلى التشفيط (التفحيط) والتشبيب (رفع إطار الدراجة الأمامي خلال سيرها)". يتابع: "الدراجات مصدر إزعاج للناس أيضاً، نمشي على الطريق ولدينا خوف دائم منها، كما أنّ تشفيط الدراجة وقيادتها بسرعة كبيرة يتسببان بضجة كبيرة جداً في الأحياء، تمنعنا أحياناً من النوم".
يقول الحاج أحمد: "السبب في هذه الممارسات هو أنّ قيادة الدراجة النارية، باتت أسهل من شربة ماء، فهي متوفرة في كلّ مكان. يأخذ المراهقون دراجة أبيهم أو خالهم أو عمهم إلى أن يشتروا دراجاتهم الخاصة. يتدربون عليها وحدهم، ولا يلتزمون بأيّ من قواعد السير أو السلامة. لا تجد أحداً هنا يرتدي خوذة على سبيل المثال، فهي بالنسبة للصغار دليل خوف، ومعظم الدراجات التي تباع اليوم لا تحمل لوحة تسجيل، ومن يتسبب بحادث أو أذى لأحد المارة يفر بسهولة ولا يستطيع أحد أن يعرف من هو".
في المقابل، يقول أبو معين وهو سائق دراجة نارية من سلقين في ريف إدلب: "تعينني الدراجة في كلّ شيء. لم نعد نستطيع العيش من دونها، فكلما سمعنا صوت الطائرة في الأجواء، نركب أنا وزوجتي وطفليّ، ونفرّ سريعاً إلى الحقل. الكثير من السيارات دمرت بالقصف، فإن تأذت الدراجة يمكنني شراء بديل لها، لكنّ السيارة ليس بالإمكان استبدالها".