الدبلوماسية التركية تنشط دفاعاً عن حقوق "تتار القرم"

03 مارس 2014
داوود أوغلو: لتجنب تحويل القرم إلى ساحة للصراع الدولي
+ الخط -

تنشط الدبلوماسية التركية، ممثلة بوزير الخارجية أحمد داوود أوغلو، بشكل مكثف، منذ بدء الأزمة الأوكرانية، بعد أن حسمت موقفها مبكراً بإعلانها وقوفها الكامل مع وحدة الأراضي الأوكرانية وضد أي تدخل روسي، مؤكدةً أنها ستعمل كل ما في وسعها من أجل الحفاظ "على التواجد التاريخي لأشقائها تتار القرم".

في أحدث التصريحات، أكد وزير الخارجية التركي أنه من "من الضروري عدم السماح لتحول شبه جزيرة القرم إلى ساحة لتصارع القوى العالمية الكبرى". وجدد التأكيد أن تركيا ستبذل ما بوسعها من أجل عدم تأثر سكان شبه الجزيرة من التتار جراء هذه الصراعات.
وتحدث داوود أوغلو عن ثلاثة شروط للخروج من الأزمة الحالية في أوكرانيا، وهي: اتحاد سياسي داخلي، وحزمة من الإصلاحات الاقتصادية الشاملة، وعدم تحويل أوكرانيا إلى ساحة صراع بين القوى العالمية الكبرى.

وأكد داوود أوغلو على أن الأولوية التي تهم تركيا في أوكرانيا إلى جانب الحفاظ على وحدة أراضي البلاد، عدم تحول تتار القرم في شبه جزيرة القرم إلى جزء من أي صراع عرقي محتمل في المنطقة. وأوضح أن "قرابة 15 في المائة من سكان شبه جزيرة القرم هم من التتار. وعلى الرغم من كون شبه الجزيرة وطنهم الأم، فهم كانوا في المنفى حتى 20 عاماً مضت"، مشيراً إلى أنهم عادوا إلى شبه الجزيرة بصعوبة بالغة. وأضاف: "أود أن أؤكد أن قضية تتار القرم تعتبر قضية حساسة للغاية لدى الرأي العام التركي، وسنبذل ما بوسعنا من أجل عدم تأثر إخواننا التتار جراء أي صراع عرقي محتمل في المنطقة".
وتتار القرم، أو أهالي القرم، هم مجموعة عرقية تركية مسلمة يقيمون في شبه جزيرة القرم التي تتمتع بحكم ذاتي داخل الدولة الأوكرانية، ويشكلون ما نسبته 12.1 في المائة من السكان البالغ عددهم أكثر من 2 مليون بقليل.
ويشكل الروس والأوكرانيون وأتراك القرم العناصر الاثنية الرئيسية المكونة لشبه الجزيرة. وتعتبر اللغة الأوكرانية إلى جانب التركية القرمية لغتين رسميتين.
ويمثل تتار القرم كتلة انتخابية مشحونة ضد روسيا، كانت طوال الوقت مؤيدة لأوكرانيا ومعارضة للانفصاليين الموالين لروسيا في شبه الجزيرة.
وتأكيداً على الاهتمام التركي بالأزمة الأوكرانية، لم يتردد داوود أوغلو في القيام بزيارة إلى العاصمة الأوكرانية كييف ليومين، التقى خلالهما القائم بأعمال الرئيس الأوكراني ورئيس البرلمان اولكساندر تورتشينوف، والرئيس السابق لمجلس تتار القرم، مصطفى عبد الجميل قرم أوغلو.
كذلك، أجرى أوغلو سلسلة اتصالات هاتفية حول الوضع في القرم، شملت وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ووزير الخارجية الألماني فرانك- فالترشتاينماير، فضلاً عن وزير الخارجية البولندي رادوسلو سيكورسكي وعدد كبير من المسؤولين الأوروبيين، كان الحاضر الأبرز فيها الحفاظ على حقوق وتواجد تتار القرم.

يذكر أن القرم شهدت سلسلة من الحروب والمعارك بين الاتحاد السوفييتي والدولة العثمانية (روسيا وتركيا) منذ القرن الثامن عشر، إذ كانت القرم ضمن اراضي الدولة العثمانية، وانتهت بأيدي الروس.
وتولي تركيا أهمية كبيرة لجمهورية القرم، وبالإضافة إلى وجود الكثير من المواطنين الأتراك، من ذوي الأصول القرمية، وروابطها التاريخية والثقافية في المنطقة، تحتل شبه الجزيرة مكانة جغرافية واستراتيجية كبيرة لدى تركيا، اذ أن شبه جزيرة القرم تشكل بوابة تركيا للعلاقات مع أوكرانيا وروسيا.
ويتلاقى الموقف التركي مما يجري في شبه الجزيرة مع رؤية الرئيس السابق لمجلس تتار القرم، مصطفى عبد الجميل قرم اوغلو. الأخير أكد أن "شبه جزيرة القرم احتلت من الناحية العملية، دون أي سبب يذكر، وقام جيراننا بوضع أيديهم عليها مستفيدين من الأزمة التي تمر بها البلاد"، مؤكداً أن تركيا أول دولة تمد يد العون في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها أوكرانيا.
ويرى مراقبون أنه، وفي حال لم تتراجع روسيا وتمضي في محاولتها ضم شبه جزيرة القرم وبسط السيطرة عليها، فمن المؤكد أن تواجه موسكو معارضة حاشدة ومنظمة من التتار المسلمين في شبه الجزيرة.
يذكر أن مجلس تتار القرم دعا التتاريين إلى عدم الضلوع في أي أعمال عنف والتزام بيوتهم، معتبراً قرار الاستفتاء الذي اتخذه برلمان القرم غير قانوني. وقال رئيس المجلس، رفات تشوباروف، "لا يمكن إجراء أي استفتاء تحت أصوات السلاح".

 

المساهمون