الخوف من فقدان ملايين الوظائف يسرّع تخفيف الإغلاق في بريطانيا

07 يونيو 2020
تأخر فتح قطاع الضيافة سيسبب خسارة 3.5 ملايين وظيفة(Getty)
+ الخط -

يتزايد القلق في أوساط الحكومة البريطانية، من احتمال فقدان ملايين الوظائف إذا لم يُسمح بإعادة فتح الحانات والمطاعم هذا الصيف. الأمر الذي دفع بوريس جونسون، رئيس الوزراء، إلى تكليف فريقه، بوضع خطط لتحريك الأعمال وتخفيف تدابيرالإغلاق في أقرب وقت ممكن لمنع تراجع أو تباطؤ اقتصادي كبير.

وأبدت الحكومة تحوّلا كبيرا في نهجها وكيفية تعاملها مع جائحة كورونا، مع توقيع جونسون على إجراءات جديدة لتجنّب كارثة اقتصادية، وذلك أثناء اجتماعه مع مستشاره ريتشي سوناك، مساء الجمعة الماضية.

في المقابل، دعا خبراء وعلماء في تصريحات إعلامية، رئيس الوزراء، إلى ضرورة المحافظة على تركيزه لاحتواء جائحة كورونا، حيث إن معدل الوفيات لا يزال مرتفعا.

ويأتي تدخّل جونسون للإسراع في عودة بعض الأعمال إلى الحياة، بعد اجتماع عاصف يوم الثلاثاء الماضي، حيث حذره وزير الأعمال، الوك شارما، من أن الفشل في إعادة فتح قطاع الضيافة في الوقت المناسب من فصل الصيف، قد يؤدي إلى خسارة ما يقارب من الـ 3.5 ملايين وظيفة.

ومن المتوقّع أن يوضح جونسون في خطاب خلال الأيام المقبلة، خطط حكومته للإسراع في مشاريع البنية التحتية من أجل خلق فرص عمل وإعادة بناء الاقتصاد. ومن المفهوم أيضًا، أنه ينظر في كيفية زيادة التدريب المهني، وتحسين استخدام البيانات ودعم خدمات الصحة الوطنية، وذلك تحضيراً لمواجهة موجة ثانية محتملة لفيروس كورونا هذا الشتاء.

وسيتم الكشف عن جزء من كيفية تخفيف قواعد الإغلاق هذا الأسبوع، ومنها: السماح للحانات والمقاهي والمطاعم باستخدام المناطق الخارجية لها. وفي ما يتعلّق بحفلات الزفاف والجنازات، فسيسمح بها مع فرض قيود مثل حضور ما يصل إلى 10 أشخاص فقط في الأماكن الداخلية، وذلك ابتداء من أوائل يوليو/تموز.

وأعلن روبرت جينريك، وزير الدولة للإسكان والمجتمعات المحلية، أنه ستتم إعادة فتح دور العبادة في بلاده، للصلوات الفردية ابتداء من 15 يونيو/حزيران الحالي، وهو اليوم الذي تعود فيه المحلات في القطاعات غير الأساسية إلى فتح أبوابها مثل متاجر الملابس وغيرها. وهناك إمكانية اتخاذ تدابير قد تسمح بإعادة فتح، صالونات مصففي الشعر قبل 4 يوليو/تموز.

كما تعتزم الحكومة السماح بحفلات الزفاف في الهواء الطلق أيضاً، كذلك سيعاد فتح أماكن العبادة في 15 يونيو/حزيران، حيث سيسمح بالصلاة الخاصة الفردية.

أمّا أولئك القلقون على ضياع إجازاتهم، فقد يتمكنون من السفر في أواخر يونيو/حزيران، حيث طلب جونسون من غرانت شابس، وزير النقل، أن يؤمّن "ممر سفر" للتعامل مع النقاط الساخنة للإجازات، بحلول 28 يونيو/حزيران. ويعمل شابس أيضًا على قواعد جديدة، تتيح لمدربي السياقة قيادة السيارات وغيرها، والعودة إلى العمل.

ويسعى جونسون أيضًا إلى تقليص الحكومة للمسافة الاجتماعية، من مترين إلى متر واحد، إذا أمكن العثور على أدلة علمية تبرّر هذه الخطوة.

وفي السياق، قال كريس هوبسون، الرئيس التنفيذي لمقدمي الخدمات الصحية الوطنية، في حديثه إلى صحيفة الأوبزيرفر، إنّه لم يتم إخطار المستشفيات بشأن هذه التغييرات. وأبرز مخاوفه بشأن توفير الأقنعة للموظفين.

بدوره، يؤكّد، مكتب رئيس الوزراء، على أن تركيز جونسون الرئيسي، لا يزال ينصب على كيفية التعامل مع جائحة كورونا، وأن التغييرات ستكون متماشية مع المشورة العلمية، وسيترك الباب مفتوحًا لاحتمال إعادة فرض بعض الإجراءات في المناطق التي يتسارع فيها انتشار كوفيد 19، المرض الذي قتل أكثر من 40 ألف شخص في المملكة المتحدة حتى الآن.

بيد أنّ هناك مخاوف متزايدة لدى جونسون وفريقه، من أن فقدان الملايين من الوظائف، يمثل أيضًا خطرًا كبيرًا على البلاد، وهناك حاجة إلى خطط عاجلة لمحاولة دعم الأعمال التجارية عن طريق تخفيف بعض إجراءات الإغلاق.

ويكمن القلق الكبير، مع تحرّك الوزراء من دون دعم العلماء والخبراء الطبيين. وقد حذّر السير جيريمي فارار، من لجنة "سيغ للمستشارين الحكوميين"، في تصريحات إعلامية أمس، من أنه إذا تم رفع الحظر بسرعة كبيرة، فهناك خطر "انتعاش" العدوى. وكان قد حذر الأسبوع الماضي من الانتشار السريع لكوفيد 19، وتجنّب رفع تدابير الإغلاق في البلاد.

المساهمون