الخليج سنة 2025

03 يونيو 2016
هناك إيجابيات عدة، أهمها في مجال التعليم (Getty)
+ الخط -
نبهني حوار مع صديق خليجي إلى نقاش ضروري ينبغي الخوض فيه، ليس فقط بين الأشخاص والجماعات، ولكن من مراكز الأبحاث والجامعات، وصولاً إلى أصحاب القرار.

يقول الصديق: انظر إلى وضع بلادنا الآن مقارنة بما كانت عليه قبل 20 عاماً، نحن نتطور سريعاً. نتعلم جيداً، وننفتح على العالم، بات لدينا كثير من مظاهر الحداثة، حتى إننا نسبق كثيراً من دول العالم التي يقال عنها "متقدمة" في هذا المضمار، كنا نتغير مع تغير العالم، ثم أصبحنا أحد أسباب تغير العالم.

يلمح الصديق دوماً إلى الاستثمارات الخليجية المتزايدة حول العالم، وتأثير تلك الاستثمارات في القرار العالمي، ويبرهن على رأيه بتوجه كثير من الشركات العالمية لاستحداث خطوط إنتاج لمنتجات ترضي أذواق مواطني الخليج العربي، وهؤلاء رغم أن عددهم ليس كبيراً فإنهم يمتلكون قوة شرائية كبيرة.

لا أختلف معه، أنا ألحظ هذا جيداً، وأتابع تطوره عن كثب، ربما لدي ملحوظات تجاه التحوّل المجتمعي المتنامي تجاه بذخ الإنفاق، خاصة في ظل مشكلات اقتصادية متكررة، وملحوظاتي ليست اقتصادية وإنما اجتماعية بالأساس، حيث إن ظاهرة البذخ، إن صح التعبير، ووفق تجارب في مناطق أخرى من العالم، تترك آثارها لاحقاً على المجتمع، وقد ظهرت بالفعل في بعض بلدان الخليج.

وبعيداً عن ملحوظاتي السلبية، هناك إيجابيات عدة، أهمها في مجال التعليم؛ فعدد كبير من المواطنين الخليجيين، دون الثلاثين، متعلمون جيداً ويجيدون عدة لغات ومنفتحون على ثقافات مختلفة، وبالتالي اكتسبوا خبرات حياتية مغايرة للخبرات التي زرعها فيهم مجتمعهم المحلي، ما يعني في رأيي، أن تلك البلدان تنتظر تحولات مهمة في السنوات المقبلة.

يوافقني صديقي الخليجي في أنّ ما بعد 2025 في دول الخليج العربي سيكون مختلفاً عن ما كان عليه في العقد الأول من الألفية الثالثة، ومختلفاً بشكل جذري عما كان عليه في العقدين الأخيرين من الألفية الثانية.

لكننا نختلف قليلاً في نظرتنا لمستوى التحولات، هو يرى أن مزيداً من التطور سيحدث داخل المجتمع الخليجي، بما يجعله مجتمعاً عصرياً بالكلية، وأنا أرى أن تلك التحولات لن تكون سهلة لأنها ستصطدم بثوابت مجتمعية واضحة في معظم بلدان الخليج، باعتبارها مجتمعات محافظة بالأساس.

نختلف في التفاصيل؛ لكننا نتفق تماماً أن الخليج العربي ربما يكون مغايراً بعد عشر سنوات.

المساهمون