هيمنت زيارة الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز المرتقبة إلى واشنطن، وتوقيف أحد مسؤولي "حزب الله" في السعودية، على تغطية الصحافة الأميركية لأخبار الخليج. فقد بدأت هذه الصحافة الاهتمام بأخبار الزيارة في الخامس والعشرين من أغسطس/آب الماضي، عندما سرّب مسؤولون سعوديون الخبر لمراسل وكالة "أسوشييتد برس" في السعودية، التي ذكرت أن الملك سيزور واشنطن لأول مرة منذ توليه الحكم بعد وفاة أخيه الملك عبدالله مطلع هذا العام، حيث من المتوقع أن يصل في الأيام الأولى من سبتمبر/أيلول الحالي، في زيارة ليومين أو ثلاثة، ثم يمر على مصر في طريق عودته إلى السعودية. وذكرت الوكالة الأميركية أن هذه الزيارة تأتي وسط قلق السعودية من الاتفاق النووي مع إيران.
في اليوم التالي، قدّمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية خبر الزيارة على أنها متعلقة بالاتفاق النووي، إذ أشارت إلى أن زيارة الملك السعودي هي الأولى بعد أن امتنع عن المجيء إلى قمة كامب ديفيد التي عقدها أوباما لزعماء الخليج في شهر مايو/أيار الماضي. بعدها نقلت الصحف الأميركية تصريح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست، الذي قال إن "الزيارة ستتناول مواضيع متنوعة منها اليمن وسورية وأعمال إيران التي تهدد استقرار المنطقة"، بالإضافة إلى الجهود المشتركة "لمكافحة الإرهاب".
بالإضافة إلى هذا الموضوع، اهتمت عدة صحف أميركية، كـ"نيويورك تايمز"، و"واشنطن بوست"، و"وول ستريت جورنال"، بخبر القبض على أحمد المغسّل المتهم بأنه العقل المدبّر لتفجيرات الخُبر عام 1996 التي راح ضحيتها 19 أميركياً. وكان المغسّل الذي يوصف بأنه زعيم "حزب الله-الحجاز"، أوقف في بيروت قبل أن يتم تسليمه إلى السعودية.
الصحافة الأميركية بمعظمها تعاطت مع هذا الخبر في سياق التذكير بـ"الأعمال الإرهابية" التي قامت بها إيران ضد الولايات المتحدة، وتخدم الجهود التي تضغط ضد إقرار الكونغرس للاتفاق النووي. وطالبت صحيفة "نيويورك تايمز" بترحيل المغسّل إلى الولايات المتحدة، أو على الأقل أن تسمح السعودية للمسؤولين الأميركيين بالتحقيق معه. وعلى الرغم من أنها استبعدت موافقة السعودية على ذلك، مشيرة إلى أن السبب في ذلك هو خشية السعودية من ردة الفعل الإيرانية، إلا أنها عوّلت على أن يكون للقاء أوباما بالملك سلمان تأثير على هذا الموضوع.
اقرأ أيضاً: تكهنات زيارة الملك السعودي المتوقعة لواشنطن
بالإضافة لخبر إلقاء القبض على المغسّل، نشرت الصحف الأميركية خبر توجيه النيابة العامة الكويتية تهم حيازة الأسلحة والمتفجرات والتخابر مع إيران و"حزب الله" اللبناني إلى 26 متهماً. جاء هذا الخبر ليؤكد صورة إيران كعامل تهديد للاستقرار في المنطقة و"داعمة للإرهاب".
وفي هذا السياق نشر توماس فريدمان في "نيويورك تايمز"، مقالة هاجم فيها رافضي الاتفاق النووي انطلاقاً من كون إيران عامل تهديد لاستقرار المنطقة، إذ ذكّر في مقاله أن هؤلاء يتجاهلون كون السعودية، حليف الولايات المتحدة، هي "أيضاً عامل تهديد للمنطقة"، على حد تعبيره.
كما نشرت الصحف الأميركية تقارير وأخباراً تناولت مواضيع مختلفة من مشاركة النساء في الانتخابات البلدية في السعودية، والحريق الذي نشب في مبنى سكني لعمال في شركة النفط السعودية "أرامكو"، وارتفاع عدد ضحايا فيروس كورونا في السعودية.
وحول مشاركة النساء السعوديات في الانتخابات، اعتبرت "واشنطن بوست" هذا الأمر خطوة متواضعة لاسترداد حقوق المرأة. وأوضحت الصحيفة أن المجالس البلدية ذات صلاحيات تشريعية ضعيفة. واقتبست من مسؤولي منظمة العفو مطالبتهم بتفكيك نظام ولاية الرجل في السعودية بالكامل. كما نسبت الصحيفة الفضل في هذه الخطوة للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز.
أما فيما يتعلق بحريق "أرامكو"، فقد اكتفت "نيويورك تايمز" بنشر تصاريح الدفاع المدني التي أفادت بأن عشرة على الأقل توفوا بسبب الحريق، وذكرت أن من بين القتلى ثلاثة كنديين من أصول آسيوية، ونيجيرية وباكستاني. الغريب أن "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست"، نقلتا عن وكالة "أسوشييتد برس"، أن الحادثة وقعت في مدينة الخبر التي شهدت حادث التفجير الذي اتُهم بتنفيذه "حزب الله-الحجاز" وألقي القبض على أحد أعضائه قبل أيام. هذا الربط بين الحادثة وبين تفجير الخُبر، لم تورده صحيفة "وول ستريت جورنال"، التي ركّزت عند إيرادها للحادثة على نشر تفاصيل الحادثة وموقف رئيس "أرامكو" المكلف مما حدث.
كما وردت في عدد من الصحف الأميركية تقارير عن تزايد ضحايا فيروس كورونا في السعودية، إذ ذكرت "واشنطن بوست" أن قرابة 15 شخصاً توفوا في السعودية بسبب هذا الفيروس، ليصل إجمالي المتوفين إلى 498 شخصاً منذ عام 2012. كما ذكرت التقارير أنه في الرياض وحدها تم تسجيل 45 حالة جديدة.
اقرأ أيضاً: الكويت تتهم 26 شخصاً بالتخابر مع إيران والإعداد لهجمات