واصلت دولة الإمارات نشْر قواعد عسكرية تابعة لها على أراضي عدد من الدولة العربية محل الصراعات، فعلى بعد 100 كيلومتر جنوب غربي حقل السرير النفطي، تحديداً في مطار الخروبة العسكري في ليبيا، قررت الإمارات إقامة قاعدة عسكرية جديدة لها في الأراضي الليبية الواقعة تحت سيطرة خليفة حفتر قائد القوات التابعة لمجلس النواب المنعقد في طبرق. والإمارات داعمة لحفتر مالياً وعسكرياً، بمساعدة حليفها في مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك عبر قيام طائرات البلدين، من وقت لآخر بضرب أهداف داخل الأراضي الليبية خاضعة لمجموعات مناوئة لحفتر. وبحسب مصادر قبلية قريبة الصلة بمعسكر حفتر، فإن "الإمارات أعادت بناء مطار الخروبة العسكري، الواقع على بعد نحو 1300 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة طرابلس".
وتابعت المصادر "فور الانتهاء من بناء المطار من جديد ودعم البنية التحتية الخاصة به، ليتناسب مع استخدامه الجديد كقاعدة عسكرية مزودة بمعدات حديثة، يفترض أن تبدأ الإمارات في عمليات عسكرية لدعم حفتر على الأرض". وكشفت أن "من بين هذه المعدات طائرات شيبيل كامكوبتر أس 100، وهي طائرات من دون طيار توجه قذائفها بالليزر. وكان لها دور كبير في معارك بنغازي".
وأكدت المصادر أن "الطريقة التي تتبعها الإمارات من إقامة قواعد عسكرية ليبية توحي بنوايا خبيثة ليست قاصرة على مساعي أبوظبي لمواجهة أطراف إقليمية تعتبرهم أعداء على الأراضي الليبية"، متابعة أن "الأمر بات أشبه باحتلال وزراعة نفوذ دائم لها على الأراضي الليبية، على غرار المستعمرين الأجانب لأفريقيا في مراحل زمنية سابقة".
وذكرت المصادر العسكرية أن "الإمارات تُخالف على مرأى ومسمع من مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة القرار الصادر بحظر التسليح، وتقوم بنشر معدات عسكرية في تلك القاعدة، وغيرها من المناطق، بخلاف الأسلحة المتطورة التي تزوّد بها قوات حفتر". وأوضحت أن "ساحات القتال في ليبيا شهدت أنواعاً متطورة من الأسلحة والمدرّعات، بعضها سقط في أيدي عناصر من تنظيم داعش، واجهوا قوات تابعة لحفتر في بعض المناطق واستطاعوا اغتنامها منهم". وأكدت المصادر أن "ناقلات جنود ومدرعات متطورة إماراتية كانت تدخل الأراضي الليبية عبر الحدود مع مصر".
الأسلوب الذي اتبعته الإمارات في ليبيا ليس الأول من نوعه، ولا الأخير، فقد كشفت مؤسسة جاينز للبحوث العسكرية ومقرها لندن، العام الماضي، أن "الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في بناء قاعدة عسكرية لها في جزيرة ميون القريبة من مضيق باب المندب". وذكرت المؤسسة في تقرير لها أن "صور الأقمار الصناعية أشارت وقتها إلى أن الإمارات تنشئ مَدرجاً كبيراً على الجزيرة الواقعة بين اليمن وجيبوتي". وأشارت إلى أن "أبوظبي تبني قاعدة لدعم عملياتها العسكرية في جنوب اليمن ولتعزيز سيطرتها على مضيق باب المندب ذي الأهمية الاستراتيجية". وكانت قوات التحالف العربي قد استعادت جزيرة ميون من الحوثيين.