وقعت دولتا السودان وجنوب السودان، مساء الأربعاء، على اتفاقية لتفعيل التعاون الاقتصادي بين البلدين، إذ اتفق خلالها على البدء الفوري في استئناف التجارة الحدودية لنحو 54 سلعة، فضلاً عن العمل معاً في زيادة إنتاج حقول النفط في دولة جنوب السودان.
واختتمت في الخرطوم اليوم المباحثات المشتركة بين وزراء القطاع الاقتصادي في السودان وجنوب السودان، برئاسة نائب رئيس الوزراء السوداني مبارك الفاضل ومستشار الرئيس الجنوبي لشؤون الأمن توت قلواك، واعتبر الطرفان الاتفاقية نقطة انطلاقة لتفعيل علاقات التعاون وضربة البداية لإعادة العلاقات لطبيعتها.
وقال الفاضل في مؤتمر صحافي عقد بمجلس الوزراء في الخرطوم اليوم إن الاتفاقات التي توصل إليها الطرفان تعتبر مفتاحية لتأسيس العمل الاقتصادي في مجالات النفط والتجارة والتدريب، فضلاً عن التعاون المشترك بين وزراء البلدين.
وذكر الفاضل أنه جرى الاتفاق على تفعيل اتفاقات التعاون التسعة التي وقعها البلدان في سبتمبر/ أيلول 2012، إلى جانب الاتفاق على العمل المشترك لزيادة إنتاج النفط بولاية الوحدة والولايات الوسطى في الجنوب من خلال الوجود المشترك وتنفيذ كافة الإجراءات المطلوبة، فضلاً عن التحرّي لأوضاع الحقول الأخرى.
وأشار إلى توافق الطرفين على البدء الفوري في تفعيل التجارة بين البلدين بتداول 54 سلعة عبر الحدود والترانزيت.
وقال الفاضل لقد "اتفقنا مبدئياً على تفعيل ثلاثة معابر والعمل على تأهيل العبارات الموجودة في جوبا لإعادة تشغيلها".
وذكر أن وزيري التجارة في البلدين عقدا اجتماعاً مع الأجهزة الأمنية والجمركية لبداية العمل بشكل سريع، مؤكداً الاتفاق على استغلال فرع البنك المركزي بولاية النيل الأبيض لإجراء المعاملات المالية المتعلقة بتجارة الحدود، إذ سيشرع في تنفيذ الاتفاقات المتصلة بالتجارة والنفط باعتبارها نهائية.
إلى ذلك قال مستشار الرئيس الجنوبي توت قلواك إن الاتفاق من شأنه أن يعمل على ربط البلدين، مشيراً إلى نجاح الطرفين في تنظيم التجارة للحد من عمليات التهريب، مبدياً تفاؤله في الوصول لاتفاق في كافة القضايا الخلافية بين البلدين.
من جانبه أكّد وزير التجارة السوداني حاتم السر أن الاتفاق على تفعيل التجارة بين البلدين من شأنه أن يعزّز عملية الاستقرار والأمن بين البلدين.
وأشار إلى أن الطرفين اتفقا على فتح المعابر وإنشاء تجارة حدود منظّمة ومحاربة عمليات التهريب بالنظر لإسهامها في إهدار موارد البلدين.
وأكد الوزير أن ما جرى التوصل إليه من اتفاقات بين الطرفين اليوم يمثّل قفزة في علاقة الدولتين، كذلك يُمكن أن يشكل أساساً لحلحة كافة القضايا المقبلة، مرجحاً أن تشهد الفترة المقبلة حلحلة للملفات السياسية والأمنية بين البدين.
من جانبه قال وزير التجارة الجنوبي موسس حسن إن الاتفاق التجاري من شأنه أن يخدم نحو ثلثي سكان الجنوب ممن يعيشون على حدود الدولتين، والذين تأثّروا سلباً منذ توقف الحركة التجارية.