يلاحظ المتابع عن كثب للسياسة الروسية بشكل عام، وتحديداً إزاء سورية، مقدار التقلب والتناقض الموجود، مع صعوبة توقع أي مسار محتمل للموقف الروسي. حيرة يختصرها باحث روسي زار طهران أخيراً، والتقى بباحثين ومسؤولين هناك، إذ ينقل أنه سمعهم يرددون التساؤلات نفسها: ماذا تريد موسكو في سورية؟ وما هي حقيقة الموقف الروسي؟ هكذا، تقف إيران متخوفة من مفاجآت روسية، مثلما هي روسيا أيضاً، فكلاهما يخاف الآخر ويشك بأن "يبيعه" للغرب.
يبدو أن هذا الغموض مرتبط بطبيعة النظام الروسي، الذي يقف على رأسه شخص قوي لا يثق بأحد ويتخذ قراراته بنفسه، بعد أن يطلع على التقارير المقدمة له من الخبراء والمستشارين ومن المؤسسة الدبلوماسية ووزارة الدفاع الروسية وأجهزة الأمن.
أحد العالمين الروس بتفاصيل المشهد الروسي من الداخل، يتحدث لـ"العربي الجديد"، عن جهات عدة تهتم بالملف السوري في وزارتي الخارجية والدفاع وفي إدارة الرئيس فلاديمير بوتين وفي المؤسسات الأمنية الداخلية والخارجية. ويعترف بأنه كان يوجد تباين في وجهات النظر بين من يدافع عن بشار الأسد مثلاً ويطالب بالتدخل العسكري وبين من يرى ضرورة اتخاذ موقف معتدل يبحث عن حل وسط يجنب روسيا المشاكل مع الغرب والعرب، ليظهر أن موقف "الصقور" هو الذي انتصر بعدما تدخلت موسكو عسكرياً في سبتمبر/ أيلول 2015 لتغير المعطيات لمصلحة معسكر النظام بشكل كامل.
اقــرأ أيضاً
الباحث في معهد الدراسات الشرقية فاسيلي كوزنتسوف، قال قبل يومين في ندوة عن السياسة الروسية في الشرق الأوسط، إن روسيا دخلت إلى سورية، قبل أن يتساءل: والآن ما هو المخرج؟ فإذا خرجت روسيا من سورية فستكون لذلك تبعات مالية ومعنوية، لأن روسيا أنفقت أموالاً كثيرة، وإن كانت قد صرفتها على الأسلحة التي قصفت بها الشعب السوري، لكنها لم تتدخل كرمى لعيون الأسد، بل لتحقق مصالح جيوسياسية واقتصادية وعسكرية. وإن بقيت روسيا في سورية، فالآفاق تبدو قاتمة، لأن المخاطر تحيط بالوجود الروسي والمصالح الروسية هناك، لأن الحل في سورية أصبح عملياً بيد كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بقدر ما هو بيد بوتين.
ويرى خبراء روس في تقرير حديث حمل عنوان: روسيا والشرق الأوسط: تناغم الألحان، أن موجة الثورات التي شهدتها المنطقة العربية قد تتكرر وتشمل دولاً جديدة، وبشكل أعنف وأشد قسوة هذه المرة، إن لم تستقر الأمور وتحل المشاكل. ويذكرون بالاسم السعودية والجزائر ومصر. ويشير التقرير إلى أن أهم تحد يجابه دول الربيع العربي هو تحقيق استقرار وإعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى حالتها الطبيعية. لكن التقرير يتجاهل أهمية التغيير السياسي وأولويته قبل البدء بأي إعمار. ويعترف باحثون روس بأن روسيا، بالرغم من النجاحات العسكرية في سورية، إلا أنها لا تستطيع أن تحسم الأمر لوحدها، لأنه لا بد من التعاون مع الغرب، وهنا تكمن المفارقة. لأن العلاقة مع الغرب سلاح ذو حدين.
منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، تولت وزارة الخارجية الروسية حصراً الملف السوري. وكانت السفارات الروسية في الخارج تلتقي مع ممثلي المعارضة المختلفة، الحقيقية منها والمزيفة. لكن في صيف 2015 انتقل الملف السوري إلى وزارة الدفاع وأجهزة الأمن وبدأت روسيا تحضر للتدخل العسكري، وأصبح العسكريون في سورية ومن خلال مركز المصالحة في قاعدة حميميم، يقودون العمليات العسكرية والإنسانية والسياسية وحتى الاجتماعية والإعلامية. حينها تراجع دور الدبلوماسية الروسية، وعين بوتين ممثلاً خاصاً له في الشأن السوري هو ألكسندر لافرينتيف، وهو من وزارة الدفاع الروسية، ليترأس وفد بلاده إلى الجولات التسع من مفاوضات أستانة، وقبلها في المفاوضات التي جرت في اسطنبول وأنقرة مع ممثلي فصائل المعارضة المسلحة.
وشهدت الفترة الأخيرة موجة من المقالات والتصريحات السياسية والإعلامية في روسيا، التي تنتقد نظام الأسد وتاريخ العائلة، وتتحدث عن الثورة بلهجة معتدلة. وهناك من وصف بشار الأسد بأنه "كلب ابن كلب". وسلط صحافيون الضوء على ما تضمنه كتاب مهم بعنوان "الأفق السوري"، شارك فيه وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو ويؤكد أن النظام استخدم السلاح الكيميائي إلى جانب المعارضة أيضاً. كل ذلك لم يحدث صدفة في بلاد يحكمها نظام شمولي لا يمكن أن تنشر فيه مقالات بهذه الحدة في حال لم يكن هناك سماح ضمني بخروجها إلى الإعلام الخاضع للرقابة المشددة.
لكن من جهة أخرى صدر في موسكو هذا العام كتاب جديد عن معهد الشرق الأوسط، الذي يترأسه اليميني (اليهودي) يفغيني ساتانوفسكي، بعنوان "تأملات في النزاع السوري" . والمؤلف هو كاتب باسم مستعار ويبدو أنه مقرب من المؤسسة العسكرية والأمنية، لأنه يمتلك معلومات دقيقة وهائلة عما يجري في سورية. ويتضح ذلك من مديحه للعسكريين الروس وضباط الأمن، الذين نجحوا في سورية، على حد قوله، في القضاء إلى حد كبير على تنظيم داعش وثبتوا حكم الأسد. والغريب أنه يستنتج بأن الأسد هو "الشريك الحتمي للروس في سورية المستقبلية لأنهم يعرفونه جيداً، بينما القوى الأخرى مرتبطة بأميركا وتعادي روسيا وتتخذ عقوبات بحقها وتضايقها في سورية".
أحياناً تبدو لغة المحللين الروس مستغربة عندما يقولون إن الأسد انتصر في الحرب. بينما في الحقيقة أن الأسد هزم كحاكم ومن انتصر عسكرياً هو روسيا وإن بشكل مؤقت. والأهم من ذلك - كما قال صحافي روسي معتدل - حتى لو اعتبرنا أن الأسد انتصر في الحرب، فإنه لن يكسب السلم، وهذا الذي يقلق الروس اليوم.
لا يخفى على أحد أن الروس دخلوا مرحلة الصراع مع حليفيهم الأساسيين، أي النظام وإيران. ويؤكد هذا الأمر ڤيتالي نعومكين، وهو مستشار لدى وزارة الخارجية وإدارة الرئيس الروسي. وليس سراً القول بوجود صدامات بين أجهزة الشرطة العسكرية الروسية وضباط من النظام السوري، وصلت إلى حد قيام ضابط روسي بضرب ضابط سوري واعتقاله مع مجموعته، لأنهم شاركوا في تعفيش ونهب شقق في ضواحي دمشق. ولم يكن صدفة أن تنشر مواقع إعلامية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، تقارير تهاجم روسيا "التي خانت إيران"، وتتهم موسكو باستعدادها "لبيع صداقتها مع إيران أمام عروضات غربية".
حتى في هذا الملف، يسود التناقض وازدواجية المواقف في ما يتعلق بالسلوك الروسي. فالمسؤولون الروس يتحدثون عن تضامنهم مع إيران وينتقدون انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، لكنهم في حقيقة الأمر يبدون فرحين بالموقف الأميركي إزاء التشدد مع طهران، لأن أسعار النفط سترتفع، ولأن روسيا ستستأنف، في ظل العقوبات الجديدة على إيران، بيع الجمهورية الإسلامية مواد غذائية مقابل النفط.
هل هناك استراتيجية روسية في سورية؟
يقول أحد كبار رجال الأعمال الروس، وهو مقرب من بوتين، إن دوائر أساسية في روسيا غير مقتنعة بما يفعله الكرملين في أوكرانيا وفي سورية، ولكن القرار بيد شخص واحد، هو بوتين، ورجال الأعمال والأوليغارشيون هم أكبر المتضررين من المواقف الخارجية الروسية، وهناك من يعتقد أن واشنطن تزيد من العقوبات على هؤلاء المتمولين الروس لكي تشكل ضغطاً على القيادة الروسية وتثير مشاكل داخلية. ويعتبر رجل الأعمال نفسه أن العقوبات الأخيرة، التي اتخذت بحق مجموعة من رجال الأعمال، ومن بينهم أوليغ ديريباسكا، المقرب من الرئيس بوتين، أدت إلى خسارة شركته المتخصصة في تصدير الألمنيوم عشرات المليارات، فاضطر ديريباسكا إلى الاستقالة من إدارة الشركة، بعدما تقلصت مبيعاتها إلى درجة مخيفة.
عندما تدخلت موسكو في سورية في خريف عام 2015، أعلن مسؤولون روس أن مدة التدخل ستكون 3 أشهر أو أكثر بقليل. وأكدوا أن سورية لن تتحول إلى أفغانستان ثانية. لكن الفترة طالت واقتربت من 3 سنوات. والمشكلة لم تُحَل، وروسيا لم تحقق السلام والاستقرار. لذلك أكثر ما يريده الروس اليوم هو تحقيق انفراج سياسي والبدء بإعادة الإعمار والحصول على تمويل. وهذه معضلة بحد ذاتها، بالإضافة إلى أن الظروف لا تزال غير مؤاتية لأي إعادة إعمار وإصلاح للاقتصاد وحتى للمساعدات الإنسانية الواسعة، نتيجة عدم تحقق الاستقرار. ويدرك الروس اليوم ضمنياً، أنه ما دام الأسد وجماعته في السلطة فلن يحدث استقرار، وبالتالي فكل الوجود الروسي في سورية مهدد بالخطر.
ويدرك الكثير من المحللين في موسكو أنه في حال لم يعد الروس النظر في سياستهم في سورية، فإنهم معرضون للهزيمة الحقيقية. لكن يصر العسكريون على الاستمرار في الحرب حتى النهاية، لأنهم أكبر المستفيدين من استخدام الأسلحة. ويقال إن وزارة الدفاع الروسية حققت ثروات من وراء تدخلها العسكري في سورية، لأنها أنجزت مبيعات بعشرات المليارات من الدولارات بعد تجريب أسلحتها الحديثة والفتاكة في قتل السوريين. ويفيد تقرير روسي بأن حجم الطلب على الأسلحة الروسية في الشرق الأوسط بلغ في عام 2017 حوالى 8 مليارات دولار.
ولكن ماذا عن مستقبل روسيا في سورية؟ هل له علاقة بالشعب السوري؟ إلى الآن يبدو أن موسكو لا تأخذ ذلك بالحسبان بشكل جدي ولذلك فسياستها متخبطة؟
أحد العالمين الروس بتفاصيل المشهد الروسي من الداخل، يتحدث لـ"العربي الجديد"، عن جهات عدة تهتم بالملف السوري في وزارتي الخارجية والدفاع وفي إدارة الرئيس فلاديمير بوتين وفي المؤسسات الأمنية الداخلية والخارجية. ويعترف بأنه كان يوجد تباين في وجهات النظر بين من يدافع عن بشار الأسد مثلاً ويطالب بالتدخل العسكري وبين من يرى ضرورة اتخاذ موقف معتدل يبحث عن حل وسط يجنب روسيا المشاكل مع الغرب والعرب، ليظهر أن موقف "الصقور" هو الذي انتصر بعدما تدخلت موسكو عسكرياً في سبتمبر/ أيلول 2015 لتغير المعطيات لمصلحة معسكر النظام بشكل كامل.
وعندما تسأل خبيراً روسياً عما تريده روسيا اليوم من سورية، وما هي استراتيجيتها هناك، يجيب أن لا أحد يعرف ماذا سيقرر "الزعيم" بعد أسبوع؟ فالسياسة الروسية تتخذ وفق كل حالة بحالتها، وكأنها قابلة للتغيير كل شهر أو كل أشهر عدة. لكن الذي تمت معاينته أن الملف السوري تنقل بين وزارة الخارجية والدفاع ومؤسسات الأمن أكثر من مرة.
ويرى خبراء روس في تقرير حديث حمل عنوان: روسيا والشرق الأوسط: تناغم الألحان، أن موجة الثورات التي شهدتها المنطقة العربية قد تتكرر وتشمل دولاً جديدة، وبشكل أعنف وأشد قسوة هذه المرة، إن لم تستقر الأمور وتحل المشاكل. ويذكرون بالاسم السعودية والجزائر ومصر. ويشير التقرير إلى أن أهم تحد يجابه دول الربيع العربي هو تحقيق استقرار وإعادة الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى حالتها الطبيعية. لكن التقرير يتجاهل أهمية التغيير السياسي وأولويته قبل البدء بأي إعمار. ويعترف باحثون روس بأن روسيا، بالرغم من النجاحات العسكرية في سورية، إلا أنها لا تستطيع أن تحسم الأمر لوحدها، لأنه لا بد من التعاون مع الغرب، وهنا تكمن المفارقة. لأن العلاقة مع الغرب سلاح ذو حدين.
منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، تولت وزارة الخارجية الروسية حصراً الملف السوري. وكانت السفارات الروسية في الخارج تلتقي مع ممثلي المعارضة المختلفة، الحقيقية منها والمزيفة. لكن في صيف 2015 انتقل الملف السوري إلى وزارة الدفاع وأجهزة الأمن وبدأت روسيا تحضر للتدخل العسكري، وأصبح العسكريون في سورية ومن خلال مركز المصالحة في قاعدة حميميم، يقودون العمليات العسكرية والإنسانية والسياسية وحتى الاجتماعية والإعلامية. حينها تراجع دور الدبلوماسية الروسية، وعين بوتين ممثلاً خاصاً له في الشأن السوري هو ألكسندر لافرينتيف، وهو من وزارة الدفاع الروسية، ليترأس وفد بلاده إلى الجولات التسع من مفاوضات أستانة، وقبلها في المفاوضات التي جرت في اسطنبول وأنقرة مع ممثلي فصائل المعارضة المسلحة.
لكن من جهة أخرى صدر في موسكو هذا العام كتاب جديد عن معهد الشرق الأوسط، الذي يترأسه اليميني (اليهودي) يفغيني ساتانوفسكي، بعنوان "تأملات في النزاع السوري" . والمؤلف هو كاتب باسم مستعار ويبدو أنه مقرب من المؤسسة العسكرية والأمنية، لأنه يمتلك معلومات دقيقة وهائلة عما يجري في سورية. ويتضح ذلك من مديحه للعسكريين الروس وضباط الأمن، الذين نجحوا في سورية، على حد قوله، في القضاء إلى حد كبير على تنظيم داعش وثبتوا حكم الأسد. والغريب أنه يستنتج بأن الأسد هو "الشريك الحتمي للروس في سورية المستقبلية لأنهم يعرفونه جيداً، بينما القوى الأخرى مرتبطة بأميركا وتعادي روسيا وتتخذ عقوبات بحقها وتضايقها في سورية".
أحياناً تبدو لغة المحللين الروس مستغربة عندما يقولون إن الأسد انتصر في الحرب. بينما في الحقيقة أن الأسد هزم كحاكم ومن انتصر عسكرياً هو روسيا وإن بشكل مؤقت. والأهم من ذلك - كما قال صحافي روسي معتدل - حتى لو اعتبرنا أن الأسد انتصر في الحرب، فإنه لن يكسب السلم، وهذا الذي يقلق الروس اليوم.
لا يخفى على أحد أن الروس دخلوا مرحلة الصراع مع حليفيهم الأساسيين، أي النظام وإيران. ويؤكد هذا الأمر ڤيتالي نعومكين، وهو مستشار لدى وزارة الخارجية وإدارة الرئيس الروسي. وليس سراً القول بوجود صدامات بين أجهزة الشرطة العسكرية الروسية وضباط من النظام السوري، وصلت إلى حد قيام ضابط روسي بضرب ضابط سوري واعتقاله مع مجموعته، لأنهم شاركوا في تعفيش ونهب شقق في ضواحي دمشق. ولم يكن صدفة أن تنشر مواقع إعلامية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، تقارير تهاجم روسيا "التي خانت إيران"، وتتهم موسكو باستعدادها "لبيع صداقتها مع إيران أمام عروضات غربية".
حتى في هذا الملف، يسود التناقض وازدواجية المواقف في ما يتعلق بالسلوك الروسي. فالمسؤولون الروس يتحدثون عن تضامنهم مع إيران وينتقدون انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، لكنهم في حقيقة الأمر يبدون فرحين بالموقف الأميركي إزاء التشدد مع طهران، لأن أسعار النفط سترتفع، ولأن روسيا ستستأنف، في ظل العقوبات الجديدة على إيران، بيع الجمهورية الإسلامية مواد غذائية مقابل النفط.
هل هناك استراتيجية روسية في سورية؟
يقول أحد كبار رجال الأعمال الروس، وهو مقرب من بوتين، إن دوائر أساسية في روسيا غير مقتنعة بما يفعله الكرملين في أوكرانيا وفي سورية، ولكن القرار بيد شخص واحد، هو بوتين، ورجال الأعمال والأوليغارشيون هم أكبر المتضررين من المواقف الخارجية الروسية، وهناك من يعتقد أن واشنطن تزيد من العقوبات على هؤلاء المتمولين الروس لكي تشكل ضغطاً على القيادة الروسية وتثير مشاكل داخلية. ويعتبر رجل الأعمال نفسه أن العقوبات الأخيرة، التي اتخذت بحق مجموعة من رجال الأعمال، ومن بينهم أوليغ ديريباسكا، المقرب من الرئيس بوتين، أدت إلى خسارة شركته المتخصصة في تصدير الألمنيوم عشرات المليارات، فاضطر ديريباسكا إلى الاستقالة من إدارة الشركة، بعدما تقلصت مبيعاتها إلى درجة مخيفة.
عندما تدخلت موسكو في سورية في خريف عام 2015، أعلن مسؤولون روس أن مدة التدخل ستكون 3 أشهر أو أكثر بقليل. وأكدوا أن سورية لن تتحول إلى أفغانستان ثانية. لكن الفترة طالت واقتربت من 3 سنوات. والمشكلة لم تُحَل، وروسيا لم تحقق السلام والاستقرار. لذلك أكثر ما يريده الروس اليوم هو تحقيق انفراج سياسي والبدء بإعادة الإعمار والحصول على تمويل. وهذه معضلة بحد ذاتها، بالإضافة إلى أن الظروف لا تزال غير مؤاتية لأي إعادة إعمار وإصلاح للاقتصاد وحتى للمساعدات الإنسانية الواسعة، نتيجة عدم تحقق الاستقرار. ويدرك الروس اليوم ضمنياً، أنه ما دام الأسد وجماعته في السلطة فلن يحدث استقرار، وبالتالي فكل الوجود الروسي في سورية مهدد بالخطر.
ولكن ماذا عن مستقبل روسيا في سورية؟ هل له علاقة بالشعب السوري؟ إلى الآن يبدو أن موسكو لا تأخذ ذلك بالحسبان بشكل جدي ولذلك فسياستها متخبطة؟