أغلقت جماعة "الحوثيين" المتمركزة في مناطق غرب تعز اليمنية، اليوم الأربعاء، المنافذ الرئيسية في المحافظة، ونصبت حواجز عند المدخل الغربي، ومنعت عبور المواطنين في منطقة غراب، في الجهة الغربية، من دخول مناطق وسط المدينة، والتي تسيطر عليها قوات الشرعية و"المقاومة الشعبية"، فيما أعلنت الأخيرة عن تحقيق تقدم في منطقة الصراري.
وأعلنت قوات "الشرعية" نجاح العمليات العسكرية في السيطرة على منطقة الصراري الاستراتيجية الواقعة في جبل صبر جنوبي تعز، بعد معارك عنيفة بينها وبين مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والقوات المتحالفة معها. وتمكنت قوات الشرعية من فتح طريق جديدة كمنفذ آخر للمدينة المحاصرة.
وأوضح مصدر ميداني، لـ"العربي الجديد"، أن "معارك اندلعت، منتصف ليل الإثنين الماضي بين الطرفين، بعدما شنّت المقاومة الشعبية هجمات مكثّفة على مواقع الحوثيّين"، مضيفاً أن "المواجهات خلصت بسيطرة المقاومة على الصراري جنوبي تعز".
بدوره، أشار المتحدث باسم قوات الشرعية في تعز، العميد ركن منصور الحساني، إلى أن "قوات الجيش والمقاومة، أحكمت سيطرتها على سلسلة جبل صبر، في جنوب المدينة، عدا تواجد للحوثيّين وقوّات المخلوع صالح في قرى الشقب".
وتكمن أهمية السيطرة على منطقة الصراري، الواقعة في جبل صبر جنوبي تعز، طبقاً للحساني، في أنها تتحكم بالطريق الرئيسي الواصل من مديرية المسراخ إلى موقع العروس العسكري، ومنها إلى مدينة تعز، والذي كان معطلاً بسبب سيطرة المليشيات على الصراري. وبتحريرها، أصبح لدى المدينة المحاصرة طريق أمن وصالح للمرور.
إلى ذلك، وصف المتحدث باسم قوات الجيش العمليات العسكرية التي نفذتها قوات الشرعية في الصراري بـ"النوعية"، قائلاً إن "قوات الشرعية والمقاومة الشعبية نفذت العملية الأمنية في قرية الصراري في جبل صبر جنوباً، بعدما أصبحت القرية تحت سيطرة عناصر المليشيات الانقلابية، والذين تسللوا بتنسيق مع بعض من أبناء القرية، وقاموا باختطاف أغلب سكان المنطقة كرهائن، قبل أن تنجح قواتنا بتحريرهم".
وأضاف "نحن مسؤلون عن حمايتهم والدفاع عنهم، ويهمنا أمنهم وسلامتهم، وقمنا بتحرير وتخليص أبناء القرية من سيطرة هذه العصابة، والأهم من ذلك أننا كشفنا مخططاً لهذه العناصر، لتفجير الوضع من داخل الصراري، وإرباك قوات الشرعية، ليتسنى للمليشيات الهجوم على منطقة الشقب، والسيطرة على موقع العروس الاستراتيجي مع الصراري، في أعلى قمة جبل صبر جنوبي تعز".
وبحسب ما أفاد سكان محليون، فإن المقاومة سيطرت في الصراري على عتاد عسكري كبير خلفته مليشيات الحوثي في جبالها ومخازنها.
في موازاة ذلك، يشتد يوماً بعد يوم، حصار المليشيات الانقلابية على المواطنين من جميع المنافذ، الأمر الذي يدفع السكان المحلين إلى سلوك طرقات طويلة ووعرة، أملاً في البقاء على قيد الحياة.
إحدى هذه الطرق، ابتدعها الناس لكسر الحصار المفروض على مدينة تعز، منذ أكثر من عام، هي طريق طالوق الجبلية، والتي عمل وكيل محافظة تعز، رشاد الأكحلي، بالتعاون مع السكان على استحداثها قبل عدة أشهر.
وأصبحت طريق طالوق، والتي تربط المدينة بسوق نجد قسيم المركزي الواقع على الطريق الجنوبية الرابطة بين محافظة تعز مع محافظة عدن ولحج الجنوبيتين، حاليّاً، المتنفس الوحيد للمدينة رغم صعوبتها، إذ إنها تخفّف من الحصار الاقتصادي عن المدينة، وتساهم في مدّ المدنيين باحتياجاتهم اليومية.
وفي هذا السياق، عبرت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن حصار محافظة تعز، ودعت الأطراف إلى هدنة إنسانية فورية لإيصال المساعدات.
وطالب مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في لليمن، أطراف النزاع بالموافقة الفورية على هدنة إنسانية لحماية المدنيين في مدينة تعز.
وفي بيان صحافي لمنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جيمي ماكغولدريك، قال إنه يشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تتحدث عن التوتر المتزايد في محافظة تعز، خصوصاً المتعلقة منها بالتعزيزات القادمة إلى مدينة تعز وتصاعد الأعمال القتالية.
ودعا جيمي ماكغولدريك الأطراف اليمنية للعمل مع الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني في تسهيل وصول المساعدات الغذائية والدوائية ومعالجة وإخلاء جرحى الحرب.
وأضاف "من غير المقبول احتجاز المدنيين رهائن وحرمانهم من المساعدات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، مذكراً أطراف النزاع أن الانتهاكات تعرض مرتكبيها للمساءلة".
من جهتها، أوضحت منظمة "سام" للحقوق والحريات، أن "قوات الانقلابيين قامت بعملية تهجير للسكان المحليين في مديرية حيفان جنوبي تعز"، داعية "المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، على رأسها الأمم المتحدة، إلى التحرك السريع والعاجل إزاء ما يتعرض له أهالي قرية ظبي في مديرية حيفان بمحافظة تعز، من عملية تهجير قسري لعشرات الأسر من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح.