الحوثيون يطلقون سراح أميركي.. وواشنطن تتحفظ على التفاصيل

09 ابريل 2016
الحوثيون اختطفوا الأميركي لمدة أسبوع (Getty)
+ الخط -


أطلق جهاز الأمن القومي في اليمن، الذي تسيطر عليه جماعة "أنصار الله" (الحوثيون)، أمس الجمعة، سراح نيت هاربر المعتقل الأميركي لديه منذ أسبوع. وكشف مصدر رسمي لـ"العربي الجديد" أنّ هاربر هو ممثل منظمة "بارتنر إيد العالمية الألمانية"، التي تنشط في المجال الإنساني، فيما تحفظت الخارجية الأميركية على تفاصيل هويته وقضيته.

وأوضح المصدر، أنّ هاربر هو الأميركي الذي أعلنت الخارجية الأميركية، أمس، إطلاق سراحه، ولم تدل بتفاصيل أخرى عن هويته أو قضيته.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أنّها حصلت على معلومات عن إطلاق سراح أميركي محتجز في اليمن، أمس الجمعة.

وأضافت الخارجية، أنّها على علم بتقارير عن إطلاق سراح أميركي بعد احتجازه لفترة قصيرة في اليمن، لكنها أوضحت أنها لا تستطيع تأكيد الحادث بزعم أن المعلومات تتعلق باعتبارات وقوانين الخصوصية.

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء العمانية، في وقتٍ سابق، أن سلطنة عمان ساعدت في إطلاق سراح مواطن أميركي لم يكشف عن اسمه في اليمن، مضيفةً أنّ الأميركي "نقل مساء أمس (الجمعة) من صنعاء إلى مسقط قبل عودته إلى بلاده".

في المقابل، عبّر سياسيون يمنيون عن سخريتهم من الدور الأميركي الوثيق في التغطية المستمرة للانتهاكات الحوثية لحقوق الإنسان، والتي تؤذي الفقراء وضحايا القضية الإنسانية اليمنية المستفيدين من أدنى المساعدات.

وأشار مراقبون، إلى "تورط الأميركيين والعمانيين في أربع صفقات سابقة لإطلاق أميركيين وغربيين من أسر الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدا لله صالح"، مؤكّدين أنّ تغطيتهم على اختطاف الحوثيين لبارتنر يؤكّد أن المختطفين السابقين كانت مجرد قضايا إنسانية.

وبالمثل، دان سياسيون صمت المجتمع الدولي الإنساني عن حادثة اختطاف وترحيل هاربر على يد المليشيا، في الوقت الذي تواصل صمتها أيضاً عن تراجع العمل الإنساني والتهديدات التي تتلقاها المنظمات من المليشيا.

واختطف الحوثيون، هاربر السبت الماضي، وأودعوه مبنى الأمن القومي في صنعاء بتهمة التبشير المسيحي، في الوقت الذي قامت قواتهم بتفتيش كامل مكاتب المنظمة وأغلقتها ولم تستطع الحصول على ما يؤيد زعمها.

وكان المصدر الرسمي، أشار إلى أن بقية المنظمات الدولية "تحجم عن الاحتجاج ضد اختطاف هاربر بسبب تخوف ممثليها من مواجهة الجهاز لهم بإجراءات مشابهة وبحجج مختلفة". ووجّه جهاز الأمن القومي في صنعاء، أخيراً، استدعاءات منفصلة لثمانية ممثلين آخرين لمنظمات دولية إغاثية تعمل في اليمن، "بهدف التحقيق مع كل منهم بشأن طبيعة عمل منظماتهم، مع ضرورة إثبات موقف داعم من منظماتهم لسلطة الأمر الواقع في صنعاء، في مواجهة قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والتحالف العربي"، وهو ما تم التركيز عليه خلال التحقيقات معهم.

كذلك، أغلق جهاز الأمن القومي مكتب منظمة "بارتنر إيد"، التي يرأسها هاربر، الأربعاء الماضي.

وبدأت منظمة "بارتنر إيد" نشاطها في اليمن من خلال التعاون مع وزارة الصحة عام 2001، حيث تعمل على مساعدة المجتمعات المحلية في الجوانب الصحية ومحاربة الفقر وتحسين الظروف المعيشية العامة في البلدان النامية.

الجدير ذكره، أن وزارة التخطيط والتعاون الدولي اليمنية، قامت منذ عهد حكم الرئيس المخلوع صالح بمنح تصاريح العمل لعشرات من المنظمات الدولية، ومنها العديد من المنظمات ذات التوجه الديني، وكان آخرها إحدى المنظمات التي تعرضت بعض ممرضاتها الهنديات للقتل، إلى جانب اختطاف أحد أطبائها، على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).