وذكرت مصادر حقوقية يمنية وسكان محليون لـ"العربي الجديد"، أن مسلحي الحوثي انتشروا في أحياء (السنينة) و(مذبح) و(الستين)، وأن المليشيا أغلقت عدداً من الأحياء في العاصمة اليمنية وشنت حملة مداهمات واعتقالات في صفوف خصومها.
وقالت إن المسلحين اختطفوا ما يزيد عن 50 شخصاً بينهم ناشطون في ثورة فبراير 2011 وقيادات وأعضاء في حزب التجمع اليمني للإصلاح واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
وأكد الناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان لـ"العربي الجديد"، أن مليشيات الحوثي وصالح تحاصر حي (السنينة) بالعاصمة صنعاء منذ صباح اليوم، وتمنع الدخول والخروج منه منذ الصباح الباكر وتداهم منازل نشطاء ثورة فبراير وتعتقل العشرات، وأشار إلى أن حملة المداهمات والاعتقالات ما زالت مستمرة.
وأشار برمان إلى أن المليشيا نفذت يومي الجمعة والسبت الماضيين، حملة اعتقالات واسعة في عدد من الأحياء شمال صنعاء، وأنها داهمت منازل نشطاء بينهم قضاة وعدد من أساتذة الجامعات وناشطون في ثورة فبراير 2011.
اقرأ أيضاً: الحوثيون يوقفون معاشات 1.5 مليون مواطن
وينوه برمان إلى أن ما يقوم به الحوثيون هو عمليات اختطاف وليس اعتقالات، كونها جماعة متمردة ومسلحة وغير شرعية.
وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن مليشيا الحوثي قامت، اليوم الأحد، باقتحام عدد من منازل المواطنين بالعاصمة صنعاء وأنه تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة، وأشاروا إلى أن المسلحين قاموا بنهب بعض محتويات منازل المختطفين ومنها أجهزة الكمبيوتر المحمول وهواتف.
وأفادوا بأن مسلحين من مليشيا الحوثي يطوفون شوارع العاصمة اليمنية بسيارات الأمن، ويدعون المواطنين عبر مكبرات الصوت للإبلاغ عمّا يسمونهم "الدواعش".
وتأتي الإجراءات الحوثية بشن اختطافات واسعة في أمانة العاصمة وصنعاء للمعارضين، بالتزامن مع استعدادت مكثفة من المقاومة وقوات التحالف لبدء معركة تحرير صنعاء من المليشيا.
كما دان المجلس التنسيقي لـ"المقاومة الشعبية" في محافظة تعز، قيام مليشيا الحوثي باختطاف مسؤول الحزب "الاشتراكي" اليمني في مديرية ماوية خالد عبيدان بعد تلقي أقربائه تهديدات جراء نشاطه لصالح "المقاومة الشعبية".
وقال مجلس "المقاومة"، في بيان مساء اليوم، إن اختطاف عبيدان وإخفاءه قسرياً وحرمان أسرته من معرفة مكانه هو انتهاك لحريته.
وكان مسلحو جماعة الحوثي قد أقدموا في شهر إبريل/ نيسان الماضي على اعتقال عدد من الناشطين والسياسيين بينهم قيادات عليا في حزب الإصلاح، وذلك عقب إعلان الحزب تأييده لـ"عاصفة الحزم" التي نفذتها قوات التحالف لاستعادة الشرعية في البلاد.
ونفذ الحوثيون خلال الأسابيع الماضية حملة اختطافات طالت مسؤولين في الحكومة الشرعية وأكاديميين من جامعة صنعاء وقيادات في حزب الإصلاح.
وحذر حزب التجمع اليمني للإصلاح من أي أخطار قد يتعرّض لها المختطفون من نشطاء وقيادات الإصلاح في سجون مليشيات الحوثي جراء تعرضهم لتعذيب مستمر وممنهج.
ودعا الحزب، في بيان السبت، الأمم المتحدة عبر مبعوثها في اليمن، إلى الاضطلاع بمسؤوليتها تجاه هذه القضية والضغط على جماعة الحوثي المسلحة للإفراج عن المختطفين وفي مقدمتهم عضو الهيئة العليا محمد قحطان وعضو الأمانة العامة د. عبدالجليل الحميري.
وقال البيان الصادر عن الدائرة القانونية بالحزب، إنها تتابع بقلق بالغ الانتهاكات التي يتعرض لها المختطفون، وتتخوف من إبقائهم في حالة إخفاء قسري، لا يعلم ذووهم أي معلومات عن ظروف احتجازهم وأوضاعهم الصحية، خاصة أن البعض منهم يعانون ظروفاً صحية سيئة وآخرون يعانون أمراضاً مزمنة ويحتاجون لرعاية طبية وتناول أدوية بشكل دائم.
وأشار إلى أن ما تسرّب من معلومات عن ظروف احتجاز النشطاء في سجون المليشيات وتعرضهم لتعذيب نفسي وجسدي يضاعف حالة القلق ويحمّل النشطاء الحقوقيين والمنظمات الحقوقية المحلية والعربية والدولية مسؤولية أكبر في الاهتمام بملف المختطفين والضغط بكل الوسائل من أجل إطلاق سراحهم.
اقرأ أيضاً: أنظار اليمنيين تتجه إلى المعركة الحاسمة في مأرب