استأنفت جماعة الحوثيين، مساء الخميس، هجماتها بالطيران المسيّر على مواقع عسكرية مفترضة بالأراضي السعودية، وذلك بعد أسبوع من التوقف، في حين تشهد محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن، تصاعدا في حدة المعارك والضربات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي.
وأعلن المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، في بيان صحافي مقتضب على "تويتر"، أن جماعته استهدفت ما سماه بـ"الهدف العسكري المهم" في مطار أبها الدولي، جنوبي السعودية، دون الكشف عن ماهية ذلك الهدف.
ووفقا للمسؤول العسكري الحوثي، فقد جاءت عملية الاستهداف التي تمت بطائرة مسيّرة من طراز "صمّاد 3"، ردا على تصعيد التحالف السعودي للغارات الجوية، في إشارة للضربات المكثفة التي أعاقت عملية تقدم نحو محافظة مأرب، أحد أبرز معاقل الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.
بعون الله وفضله سلاح الجو المسير يستهدف مطار أبها الدولي بطائرة مسيرة نوع صماد3 استهدفت هدفا عسكريا مهما وكانت الإصابة دقيقة بفضل الله.
— العميد يحيى سريع (@army21ye) September 17, 2020
يأتي هذا الاستهداف ردا على التصعيد الجوي لتحالف العدوان وحصاره المتواصل على شعبنا العزيز والعظيم.
وعلى الرغم من المزاعم الحوثية بأن الهجوم الجديد قد أسفر عن "إصابة دقيقة"، إلا أن المتحدث العسكري للتحالف السعودي، تركي المالكي، أعلن في المقابل، أن دفاعاتهم الجوية تمكنت من اعتراض وتدمير الطائرة الحوثية.
واتهم المالكي، في تصريحات نقلتها وكالة "واس" السعودية الرسمية، جماعة الحوثيين بإطلاق الطائرة المفخخة بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية في مدينة خميس مشيط.
#عاجل
— واس العام (@SPAregions) September 17, 2020
قيادة القوات المشتركة للتحالف "تحالف دعم الشرعية في اليمن": اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار (مفخخة) أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه المملكةhttps://t.co/xDMRjNMGP2#واس_عام pic.twitter.com/lWudiduB9a
وعلى الرغم من توقف العمليات الحوثية منذ أسبوع، إلا أن هذا هو الهجوم الخامس للجماعة الذي يستهدف مطار أبها الدولي منذ مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، وغالبا ما تزعم أنها قد استهدفت "هدفا مهما" دون الكشف عن ماهيته.
وكانت آخر الهجمات الحوثية الكبرى على الأراضي السعودية في الـ10 من الشهر الجاري، عندما نفذت الجماعة عملية مشتركة، استهدفت ما وصفوه أيضا بـ"هدف مهم" في العاصمة السعودية الرياض، بصاروخ بالستي من طراز "ذو الفقار" و4 طائرات "صماد3"، فيما شنت قبلها بيوم هجوما واسعا بعدة طائرات مسيّرة على مطار أبها الدولي.
ومع توقف الهجمات الحوثية منذ الخميس الماضي وحتى اليوم، كان التحالف السعودي الإماراتي يصعّد من غاراته على مواقع عسكرية مفترضة لجماعة الحوثيين بالعاصمة صنعاء وأريافها الشمالية والجنوبية، فضلا عن غارات مماثلة لكبح الهجمات العسكرية للجماعة في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب.
وكشفت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الحوثيين، مساء الخميس، أن التحالف السعودي الإماراتي شن 18 غارة على مديريات مدغل ورحبة وماهلية والجوبة شمال وغرب محافظة مأرب، دون الكشف عن حصيلة خسائر عسكرية في صفوف الجماعة، جراء تلك الضربات.
#المسيرة_عاجل | مارب: 15 غارة لطيران العدوان على مديريات رحبة وماهلية والجوبة خلال الساعات الماضية
— المسيرة - عاجل (@MasirahTV) September 17, 2020
ميدانيا، أكدت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" أن المعارك لاتزال محتدمة في جبال مراد، جنوبي مأرب، بعد دفع الحوثيين بمئات المقاتلين الجدد في محاولة للسيطرة على المناطق الاستراتيجية لأبرز قبائل مأرب التي تستميت في الدفاع عن أراضيها.
وأشارت المصادر إلى أن جماعة الحوثيين حاولت التسلل إلى جبهة أشكهين بين مديريتي رحبة وماهلية، فضلا عن محاولات هجومية أخرى بجبهات جبال مراد والمناقل، قبل أن يتم إحباطها جميعها بعد معارك أسفرت عن مقتل عدد من العناصر الحوثية وأسر 18 آخرين.
ولم يعلن الحوثيون رسميا عن خسائرهم البشرية بمعارك مأرب، لكن وكالة "سبأ" في نسختها الخاضعة للجماعة أذاعت، مساء الخميس، تقريرا لتشييع 2 من القيادات الميدانية البارزة يحملان رتبتي عقيد وملازم في صنعاء، غداة تشييع 34 قياديا بعدد من المحافظات، ويعتقد أنهم قتلوا في معارك مأرب والجوف، كونها المسرح الرئيسي للمعارك الدائرة حاليا بينهم وبين الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية.