الحناء.. موروث فلسطيني يزيّن ليلة العرس

غزة

محمد السوافيري

avata
محمد السوافيري
28 يونيو 2020
+ الخط -
قبل اختتام حفلة الشباب الخاصة بالعريس معتز أيوب (26 عاماً)، استأذن المغني من الحضور بإخلاء ساحة الفرح، تحضيراً لفقرة الحنّاء، حيث إنّها تقتصر على أقاربه وأبناء عمومته.

ويُعَدّ نقش الحناء جزءاً أصيلاً من التراث الفلسطيني، حيث استخدمته العوائل قبل النكبة في قرى فلسطين ومدنها، وبقي طقساً بارزاً من طقوس الأفراح لدى الكثير منها حتى يومنا هذا.

"مد إيدك حنيها يا عريس.. أمك لا تجافيها يا عريس". بهذه الأهازيج وغيرها من الألحان التراثية بدأ المغني فقرة نقش الحنّاء للعريس، الذي تزامن مع رقص أشقائه وأبناء أعمامه وأخواله من حوله، في عرس أيوب الذي أُقيم في قطاع غزة الفلسطيني.

وقتها كانت والدته أم شادي التي تتزين بثوبها الفلاحي تحمل على رأسها صينية الحنّاء التي زينتها بالحلوى والشمع المشتعل، تدور بها بين الحضور الذين يتوسطون ساحة الحفل، وتوزع الحلوى عليهم، وتدعو لهم بالعاقبة لأبنائهم وأحبابهم، شاكرة حضورهم حفل زفاف ابنها.

ورغم تقادم الزمان واندثار الكثير من العادات والتقاليد الثقافية والاجتماعية في فلسطين، إلا أنّ الحنّاء لم تغب عن طقوس كثير من الأعراس الفلسطينية.

ويقول العريس معتز أيوب لـ"العربي الجديد" إنه يشعر بالبهجة والتفاؤل بطقوس نقش الحناء، ويفتخر بأنّه موروث فلسطيني ورثه عن أجداده الذين كانوا لا يستشعرون بقدوم الفرح إلا باستحضار الحنّاء.

ويشارك أصدقاء وأبناء أعمام الشاب أيوب، خاصة العزاب، أجواء الفرح لحظة نقش الحناء على يديه.

وتتخذ الحنّاء أشكالاً وألواناً مختلفة لدى الكثير من العوائل، حيث يميل اللون الدارج في أسواق غزة إلى اللون الأحمر الطوبي، وتباع في أسواق العطارة المحلية.

وتُعد والدة العريس وشقيقاته الحنّاء منزلياً من خلال طحن الأوراق أو شرائها جاهزة، ومن ثم عجنها بالماء أو ببعض الزيوت العطرية، ووضعها في صينية مزينة خصوصاً للعريس وتزيينها بالشمع والشوكولاته من أطرافها.

وعلى وقع أهازيج الأفراح الخاصة بالحناء، لا تتغير كلماتها غالباً في معظم الأعراس الفلسطينية ولا تندثر مع تقادم الزمن، بدأت أم العريس معتز بأخذ القليل من الحناء، ومدها على أصابع ابنها العريس.

وفي بعض العوائل في قطاع غزة تحكم عادات وتقاليد على العريس غمس يديه في الحناء، حيث تعتقد بعض العوائل أنّ النقش والرسومات يقتصر على الشابات دون الشباب.

ولا يقتصر استخدام الحناء على طقوس الأعراس، بل تذهب بعض النساء الكبيرات في السن إلى استعمالها علاجاً لمنع تساقط الشعر، وأيضاً لتغطية الشيب.

وعرفت الحناء في قديم الزمن، فقد استعملها الفراعنة في أغراض شتى، حيث صنعوا من أوراقها مساحيق لتخضيب الأيادي والأرجل والشعر وعلاج بعض الجروح، وخضبوا بها أيضاً بعض المومياوات الفرعونية.

دلالات

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون