الحمار والحلزون يثيران الجدل في المغرب

03 ابريل 2018
الحمير في المغرب (دافيد غوردوفا- Getty)
+ الخط -
يبدو أن شهرة الحمار المغربي تجاوزت كل الآفاق، وبات مضرب المثل سلبًا وإيجابًا في شتى الأمصار، فهو حيوان مشهور في المملكة لا يفارقه سكان البادية على الخصوص، ولكنه أيضا مصدر دخل للدولة التي تعمد إلى تصديره بكميات كبيرة إلى الخارج، خاصة إلى الصين التي "تحب" حمير المغرب

وباتت شهرة الحمار المغربي تثير الكثير من الحزازات والاتهامات الدولية، فهذه صحيفة أميركية لم تجد ما تنتقد به ملف المملكة الذي تحضره لتنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026 في منافسة مع الملف الأميركي الثلاثي سوى الحديث عن كثرة أعداد الحمير والبغال في البلاد.

واعتبرت الصحيفة الأميركية أن كثرة الحمير في مناطق المغرب مؤشر على طابع البداوة في هذا البلد، وبالتالي فإنه لا يصلح تنظيم "المونديال" في المغرب الذي يختلف عن الولايات المتحدة التي تعج بأفخر السيارات والعربات، وهو ما اعتبره كثيرون تحاملاً على "الحمار المغربي" الذي أراد الأميركيون أن يحشروه حشرا في قضية المونديال.

الجزائر بدورها تخشى من الحمار المغربي ليس في موضوع المونديال، ولكن في ملف آخر لا يقل "سخونة"، وهو ملف تهريب المواد بين المغرب والجزائر عبر الحدود البرية المغلقة منذ 1994، حيث يلعب الحمار دوراً بارزاً في تجاوز الحدود، وتهريب السجائر والبنزين ومواد أخرى بين مهربين من البلدين الجارين.
ووصل الأمر بالسلطات في الجزائر إلى منع تربية الحمير في المناطق الحدودية، واستلزام الحصول على ترخيص من أجل تربية حمار، وذلك كخطوة للحد من ظاهرة التهريب بين المغرب والجزائر، في انتظار أن تتخذ السلطات بالمدن الحدودية في المملكة قرارا مماثلا، وتمنع تربية الحمير.
وإذا كان الحمار المغربي قد بات غير مرغوب فيه خارج البلاد، سواء بسبب تنظيم كأس العالم أو جراء آفة التهريب عبر الحدود، إلا أنه رغم ذلك يبقى محط أنظار عدد من البلدان التي تعمد إلى استيراد الحمار المغربي، بالنظر إلى صلابته وقوته و"رباطة جأشه"، فهو ليس كباقي "الحمير العرب"، خاصة عند الصينيين الذين يستخرجون من الحمير أدوية حديثة لعلاج الإرهاق والدورة الدموية.

ولا يقدر شأن الحمار سوى أصحابه في المغرب، فهو رفيق سكان البوادي والقرى في كل مكان وحين، وبدونه تعسر الحياة على الإنسان القروي، فهو ليس حيوانا بقدر ما يعتبر وسيلة نقل لا تكلف الكثير بالنسبة لقاطني البوادي والجبال النائية، وبالتالي فالحمار لا يمكن ان ينقطع نسله في المغرب ما دام المنتفعون من خدماته يعدون بالملايين.


وليس الحمار وحده الذي ينال نياشين الفخر والتقدير عند المغاربة، بل الحلزون أيضاً الذي يدر على البلاد مداخيل مالية كبيرة، فالبلاد تصدر من الحلزون أكثر من عشرين مليون طن كل سنة، وتتهافت على الحلزون المغربي الكثير من البلدان الأوروبية، خاصة إسبانيا وإيطاليا والبرتغال، نظرا لتوظيف مختبرات التجميل في هذه الدول للحلزون المغربي في منح النضارة لوجوه النساء. 

ومن فرط أهمية الحلزون الذي أضحى مثار إقبال دولي عليه، فإن المسؤولين في المغرب انتبهوا إلى الكنوز التي يحتويها هذا الحيوان الزاحف، ليجعلوا له يوما وطنيا ينظم كل سنة احتفاء به، وتشجيعا لتربيته والإكثار من أعداده، من أجل تنمية الاقتصاد، وزيادة الأناقة والجمال عند الأوروبيات. 

توج عام 2014 وضمن فعاليات مهرجان الحمير المغربي المعروف باسم "فيستي باز" بالدورة الثانية للجائزة العالمية الخاصة بالخيول في جنيف. وجاء هذا التتويج في وقت اضطرت فيه إدارة المهرجان لتأجيل دورتها الـ12 بسبب ما قالت إنه استمرار لتهميش المهرجان والمنطقة التي يقام فيها من جهة. ويقام هذا المهرجان منذ 12 عاما بمنطقة في قصبة بني عمار/ زرهون القريبة من مدينة مكناس، شمالي شرق المغرب.
المساهمون