يقود زعيم التحالف الوطني الحاكم في العراق، عمار الحكيم، جهوداً للحوار مع الكرد بشأن موضوع انفصالهم عن العراق، محاولاً تأجيل هذا المشروع حتى توفير الأرضية المناسبة لتنفيذه، بينما يؤكد مسؤولون كرد أنّ مشروع الانفصال قائم ولا تراجع عنه.
ووصل الحكيم، ظهر اليوم السبت، إلى أربيل، على رأس وفد ضم عدداً من نواب وقيادات التحالف، وسيلتقي عدداً من القادة الكرد، بينهم رئيس الإقليم مسعود البرزاني.
وقال مصدر سياسي مطّلع، لـ"العربي الجديد" إنّ "زيارة الحكيم سبقت زيارة وفد كردستان إلى بغداد، والتي من المزمع أن تكون خلال الأيّام القريبة"، مبيناً أنّ "محاولة الكرد طرح موضوع انفصال كردستان عن العراق خلال زيارة بغداد دفعت رئيس الحكومة، حيدر العبادي، إلى السعي لتأجيل الموضوع خلال الظرف الراهن".
وأوضح أنّ "العبادي التقى الحكيم وطلب منه التوسط لدى البارزاني لتأجيل الموضوع"، مبيناً أنّه "تمّ الاتفاق على ذلك، وأنّ زيارته اليوم ستبحث هذا الموضوع تحديداً مع البرزاني، إضافة إلى ملفات أخرى".
من جهته، أكد القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، النائب سرحان أحمد، "إمكانية بحث الموضوع مع الحكيم، والذي يحظى بمقبولية لدى الكرد".
وقال أحمد، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "موضوع انفصال كردستان هو قضيّة مفروغ منها، ولا يمكن التراجع عنها، وهي حق الشعب الكردي"، مبيناً أنّ "القادة الكرد متفقون على الانفصال، في كل الأحوال والظروف".
وأشار إلى أنّ "الانفصال هو بحد ذاته مشروع يصب في صالح العراق، وفي صالح إقليم كردستان، وهو المشروع الذي سيسهل على البلاد الخروج من أزماتها السياسية التي تولّدت نتيجة الاختلافات مع بغداد في الكثير من الملفات، والتي تسببت بأزمات اقتصادية خانقة يعاني منها الإقليم، وأيضاً بغداد، لذا فإنّ هذا المشروع هو من المشاريع الرئيسية لنا، ولا يمكن التراجع عنها أبداً".
وأشار المتحدث ذاته إلى "إمكانية بحث تأجيل طرح المشروع مع الحكيم خلال زيارته اليوم، لأنّ موضوع التأجيل من الممكن معالجته، واختيار الوقت المناسب لطرحه، وهو لا يعني التراجع عن المشروع"، مؤكداً أنّ "الحكيم لديه مقبولية لدى القادة الكرد، وأنّ قادة الإقليم ينظرون إلى المصلحة العامة".
ومن المقرّر أن تجري جولة جديدة من المباحثات بين حكومتي بغداد وإقليم كردستان بشأن القضايا العالقة بينهما.
وأكدت مصادر سياسيّة، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أنّ وفداً كرديّاً، برئاسة رئيس الحكومة نيجرفان البرزاني، يستعد لزيارة العاصمة بغداد، وهو يضع ضمن أجندته قضية انفصال الإقليم.
وتخشى حكومة العبادي طرح موضوع الانفصال في الوقت الراهن، لما يثيره من خلاف وأزمة سياسية قد تضرب التوافق بين بغداد وأربيل، وتؤثّر على التنسيق والتعاون المشترك في معركة الموصل، الأمر الذي يستدعي تأجيل المشروع إلى حين الانتهاء من معركة الموصل.