الحكومة اليمنية تحذر من الإضرار بأمن الوطن ووحدته

03 أكتوبر 2018
بن دغر ترأس الاجتماع (فرانس برس)
+ الخط -

أكد مجلس الوزراء اليمني في اجتماع له اليوم الأربعاء، موقفه الداعم لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، و"لمشروعه الاتحادي الحافظ للدولة والمجتمع، والرافض لكل أشكال التمرد الحوثي والانفصالي"، داعياً إلى "النضال السلمي" للحفاظ على وحدة اليمن.

وتأتي دعوة الحكومة اليمنية بعد ساعات من إعلان "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وهو كيان انفصالي مدعوم إماراتيًا، بفكّ ارتباطه عن الحكومة اليمنية، داعيًا إلى "انتفاضة شعبية".

ووجه المجلس دعوته لـ"المجلس الانتقالي" بـ"الاتجاه إلى العمل السياسي، والتخلي عن أي تشكيلات عسكرية أو أمنية لا تخضع للسلطة الشرعية"، كما دعا الأطراف كافة إلى "العودة إلى مسار العمل السياسي، بدلاً من الدعوة إلى إثارة الفوضى التي سيكتوي بنيرانها الجميع، ولن يستثنى منها أحد".

وحث المجلس "الأحزاب والقوى الوطنية والمنظمات الاجتماعية وجماهير الشعب على رفض الأعمال التخريبية والفوضوية والدعوات المناطقية، التي يدعو لها البعض لتقويض الدولة ومساعي تطبيع الحياة"، مطالبًا "المخلصين كافة من أبناء اليمن من الأحزاب والقوى الوطنية إلى النضال السلمي العلني لدعم مشروع الدولة الاتحادية، مشروع الشعب اليمني".



وحذّر المجلس خلال الاجتماع الذي ترأسه رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، من انجرار عدن العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية إلى الفوضى، مع تواصل سلسلة الاغتيالات في المحافظة، مدينًا في هذا السياق اغتيال رئيس جمعية "الإصلاح الاجتماعي" في عدن محمد الشجينة أمس، على يد مجهولين.

وشددت الحكومة في هذا السياق على "السلطات الأمنية في عدن بتحمل مسؤوليتها التاريخية بشجاعة عن استمرار مسلسل الفوضى والإجرام، والعمل بقوة وحسم على مواجهة هذه الظاهرة الإجرامية وضبط الحالة الأمنية وحماية المواطنين وممتلكاتهم".

وأشار إلى أن "المستفيد الأول من هذه الفوضى هو الانقلابيون الحوثيون وحلفاؤهم في النظام الإيراني الإرهابي الذي يدعم مخططاتهم، ودعواتهم السياسية أن تسقط المناطق المحررة في الفوضى والعنف والفشل الأمني والخدماتي، للترويج في المحافل الدولية أن الشرعية اليمنية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة قد فشلا في إدارة البلاد وسلماها لجماعات العنف والإرهاب".

وجدد مجلس الوزراء رفضه لـ"الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً"، مؤكداً التزامه بـ"النظام الجمهوري ووحدة البلاد استناداً إلى المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216".

وكان "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم من الإمارات، قد وجّه دعوة للسيطرة على كل المؤسسات الإيرادية (مالية) وتحدث عن انتفاضة "شعبية"، قبل ساعات من اجتماع من المقرر أن يعقده قادة في المجلس مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، في أبو  ظبي.



وقال بيان صادر عن المجلس، حصل "العربي الجديد" على نسخة منه: "نعلن للعالم أن محافظات الجنوب كافة مناطق منكوبة"، نتيجة لما وصفها بـ"السياسات الكارثية التي تنتهجها ما تسمى بالشرعية وحكومتها"، حسب تعبيره.

وأضاف البيان "نعلن أننا في حل من أي التزام يربطنا بهما (أي الحكومة والشرعية)"، وقال إننا ندعم "انتفاضة شعبية تزيل كل هذا العناء ونشدد على أبناء شعبنا أن تكون الانتفاضة سلمية، وأن يحافظوا على الممتلكات العامة والخاصة ويمنعوا المندسين الذين سيسعون إلى إثارة الفوضى والتخريب".

كما توجه المجلس الانفصالي المدعوم إماراتياً بالدعوة إلى ما سماها "قوات المقاومة الجنوبية"، إلى "الاستنفار والجاهزية" استعداداً لمواجهة من وصفهم بـ"مثيري العبث والإفساد". كما دعا "القطاعات العسكرية والأمنية كافة في كل محافظات الجنوب للوقوف" إلى جانبه.

تحضيرات لتظاهرة حاشدة في تعز


في محافظة تعز جنوبي اليمن، يواصل نشطاء من الشباب الترتيبات لمظاهرة حاشدة، غداً الخميس، ويعمل تكتل "شباب فوق الدولة"، وتكتل "شباب فوق السلطة"، على الترتيب للشعارات والهتافات التي سيرفعها ويرددها المشاركون في التظاهرة، التي تأتي ضمن حركة الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت الثلاثاء الفائت، للتنديد بتجويع الشعب اليمني.

وتتصدر الشعارات المناهضة لقيادة التحالف العربي، ممثلة بالسعودية والإمارات، التظاهرات في تعز، وقد تصل إلى إحراق وتمزيق صور رموز دول التحالف العربي وقيادة الحكومة الشرعية وإحراق أعلام دولتي السعودية والإمارات، احتجاجاً على تجويع الشعب اليمني، بحسب المنظمين.

ومن المقرر أن ترفع مطالب "ثورة الجياع" ومن أبرزها، وفقًا للمنظمين، إيقاف تدخل الإمارات والسعودية التدميري والممنهج في اليمن، ورحيل الحكومة الشرعية، وإعادة سعر الريال اليمني أمام الدولار إلى ما كان عليه قبل ثلاثة أعوام.

وأكد جمال الأسمر، وهو أبرز الشباب المنظمين لحركات الاحتجاج في تعز، أن تظاهرات الاحتجاج سلمية خالصة، داعيًا أبناء محافظة تعز إلى المشاركة الفاعلة في تظاهرة اليوم الثالث من الاحتجاجات الشعبية الرافضة لسياسة التجويع والانهيار الاقتصادي الذي تمر به البلاد، مثمنًا المشاركة الفاعلة للتجار في المدينة بفعاليات الاحتجاج من خلال التفاعل الواسع مع دعوات العصيان المدني وإغلاق المحال التجارية.

كما دعا الأسمر السلطة المحلية والقوات الأمنية والعسكرية إلى حماية التظاهرات والوقوف في صف الجياع، واستنكر بدوره اعتقال قوات تابعة للمؤسسة الأمنية في الحكومة الشرعية عددًا من الشباب المشاركين في تظاهرة الثلاثاء الفائت بحجة تمزيق صور الرئيس عبدربه منصور هادي، والاعتداء على ممتلكات، مشيرًا إلى أن هذه "تهم غير صحيحة".

وأوضح الناشط جمال الأسمر، أن المسبب في وصول اليمن إلى حالة مزرية من الجوع المدقع والفقر الشديد هو دولتا الإمارات والسعودية، في ظل تجاهل الحكومة الشرعية، والسماح للإمارات والسعودية بالتمادي والخروج عن أهداف استعادة الدولة.

وفي السياق، قال نشطاء من المنظمين للتظاهرات في تعز، أنهم وجدوا الأحزاب السياسية في تعز "غير متحمسة للتظاهرات والاحتجاجات الشعبية في إطار ثورة الجياع، وأنها مكتفية ببيان صحافي صادر عن أحزاب التحالف السياسي في تعز"، مضيفين أنه خلال زيارة بعض الشباب في تعز لقيادات من مختلف الأحزاب السياسية لمعرفة موقفهم من "ثورة الجياع"، "كان رد الأحزاب غير مقنع، وطلبت الأحزاب إلى الشباب عدم رفع شعارات تتضمن عبارات تطالب برحيل الحكومة الشرعية والتحالف العربي".

وأصدر التحالف السياسي في محافظة تعز بيانًا طالب الحكومة الشرعية باتخاذ مواقف جادة لإيقاف انهيار العملة، عبر تفعيل الموانئ والمطارات، وتصدير النفط والغاز، ومضاعفة الوديعة السعودية، إلى جانب إجراءات اقتصادية كفيلة بوضع حلول للانهيار الحاصل في البلد.