وكشفت وزارة الثقافة والشباب والرياضة، قطاع الاتصال، عن بدء تلقي طلبات المقاولات (المؤسسات) الصحافية المكتوبة والناشرة للجرائد والمجلات الورقية والإلكترونية للاستفادة من الدعم، وذلك إلى غاية 11 مايو/ أيار المقبل، كإجراء مواكب للوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد.
ووفق بيان للوزارة، فإن هذا القرار يأتي نظراً للوضعية الراهنة المتعلقة بالآثار الاقتصادية والاجتماعية لتفشي فيروس كورونا الجديد، حيث أن وقف إصدار ونشر وتوزيع الصحف الورقية، منذ 22 مارس/ آذار الماضي إلى غاية إشعار آخر، كانت له آثار سلبية على المقاولات الصحافية، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي.
وأوضحت الوزارة أن هذا الدعم يأتي اضطلاعاً منها بمسؤوليتها للحد من وضعية الهشاشة التي تطاول المقاولات الصحافية، والحفاظ على مناصب الشغل للصحافيين والعاملين فيها، وعلى أجورهم، في هذه الظروف الطارئة.
ولفتت الوزارة إلى أنها قررت، بالتنسيق مع مصالح وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، الإعداد لعقد اجتماع اللجنة الثنائية للصحافة المكتوبة، باستحضار الشروط المنصوص عليها في عقد البرنامج 2014-2019 وذلك بصفة استثنائية.
وتعيش الصحف الورقية المغربية على وقع أزمة كبرى تهدد مستقبلها، منذ قرار وزارة الثقافة والشباب والرياضة وقف طباعة وتوزيع الصحف، في إطار الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة المغربية لمواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد في البلاد.
ومع اضطرار الصحف الورقية والمجلات إلى إلغاء النسخة الورقية والاكتفاء بالنسخة الإلكترونية، بات الأمان الوظيفي للمئات من العاملين فيها من صحافيين ومحررين وفنيين وإداريين مهدداً، لا سيما بعدما تلقى العشرات منهم، خلال الأيام الماضية، كتباً رسمية من إدارات مؤسساتهم بالاستغناء عن خدماتهم، وأخرى لتخفيض رواتبهم، نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها القطاع.
واعتبر رئيس المجلس الوطني للصحافة يونس مجاهد، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الوضعية الحالية لقطاع الصحافة في المغرب عنوانها الرئيس هو الأزمة، لافتاً إلى أن "القطاع، اليوم، أصبح منكوباً؛ لأنه لا مداخيل له، خاصة أن المصاريف لم تتغير وهي مرتفعة".
وأوضح مجاهد أن الصحافة، سواء المكتوبة أو الرقمية، تعاني من تداعيات أزمة كورونا بسبب توقف عدد من العقود الإعلانية، مشدداً على أن "دعم المقاولات الصحافية أصبح ضرورياً بجميع الوسائل القانونية الممكنة، وحسب الإمكانات المتاحة".
وتعيش الجرائد الورقية في المغرب، منذ سنوات، احتضاراً بطيئاً في ظل التراجع الكبير في مبيعاتها بسبب ضعف المقروئية والمنافسة الشرسة للصحافة الإلكترونية، حيث لا تتعدى مبيعات الصحف الورقية مجتمعة 150 ألف نسخة يوميا حالياً.