وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، في تصريح اليوم، إن "اقتحام وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أرئيل للمسجد الأقصى المبارك، ونزول بولتون تحت المسجد، وتجوله في البلدة القديمة، عاصمتنا المحتلة، يعتبر جزءاً من اعتداءات الاحتلال، ومحاكاة لاقتحامات واعتداءات المستوطنين".
وأكد المحمود أن بولتون "أراد من اقتحامه هذا أن يقدم دعماً للاحتلال والعدوان على القدس والمسجد الأقصى، وعلى الشعب العربي الفلسطيني وقيادته باسم إدارة ترمب المتطرفة"، مشدداً على أن "المسجد الأقصى المبارك هو وكل ما تحيط به الأسوار وتبلغ مساحته 144 دونماً، وله ما يرتفع عن الأرض حتى السماء وما ينزل حتى سبعة أراضين، ولا حق فيه سوى للمسلمين، وأن القدس المحتلة عام 67 أرض عربية منذ فجر التاريخ، وهي عاصمة فلسطين الطبيعية كما نصت على ذلك الحقائق والشرائع والقوانين الدولية، وتعترف بها 138 دولة في العالم، وهي تلك التي تعترف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد المحمود على أن "تلك الاقتحامات والتحركات السوداء تحدث في ظل استمرار الاحتلال على أرضنا وبلادنا، وفي القلب منها مدينة القدس العربية، بما تضم من مقدسات إسلامية ومسيحية، وتلك التحركات لا تترك أي أثر سوى أنها تزيد الصورة وضوحاً بوجود الاحتلال وعدوانه، وتذكّر باستباحته أراضي الغير والتسلط على الشعوب وإثارة الفوضى والتوتر والعنف".
وطالب المحمود العالم بـ"إدانة ما أقدم عليه بولتون وإدارته، والتحرك من أجل وقف الاعتداءات الاحتلالية، وتطبيق القوانين الدولية التي تقضي بإزالة الاحتلال عن بلادنا، وترسيخ أسس السلام الشامل بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس العربية المحتلة على حدود عام 67".
من جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في رده على تصريحات بولتون وتأييده الأعمى للاستيطان والعقوبات الجماعية ومصادرة الأراضي واستمرار الاحتلال والفصل العنصري، إن "المسألة هنا ليست إذا ما كنت مع إسرائيل أو مع فلسطين، لكن المسألة إذا ما كنت مع السلام أو ضده، وقد اختارت إدارة الرئيس دونالد ترامب أن تكون ضد السلام، وضد هؤلاء الذين يسعون لتحقيق السلام على أساس مبدأ الدولتين على حدود 1967".
وأضاف عريقات في بيانٍ، أن "الاحتلال والإعدامات الميدانية، وقتل الأبرياء، وهدم البيوت وترسيخ الفصل العنصري ليست دفاعاً عن النفس، وإنما جرائم حرب وفقاً للقانون الدولي".
وتابع: "لقد اختارت إدارة الرئيس ترامب أن تكون على الجانب الخطأ من التاريخ والقيم الإنسانية الحضارية. لقد اختارت أن تدفع منطقة الشرق الأوسط بسرعة كبيرة إلى أتون العنف والفوضى والتطرف وإراقة الدماء، ولم يعد مفهوماً بعد ذلك عن أي شيء يتحدثون مع أصحاب القرار في الدول العربية والإسلامية، وعن أي مقايضات. والمطلوب الآن منا كعرب ومسلمين الصحوة والبحث عن أسس وأماكن ونقاط ارتكاز مصالحنا".
وكان عريقات قد استنكر في تصريح له، يوم أمس، بأشدّ العبارات، قيام مستشار الأمن القومي الأميركي، يرافقه سفير أميركا لدى سلطة الاحتلال ديفيد فريدمان، بانتهاك القانون الدولي والشرعية الدولية، والتجول برفقة مسؤولين من سلطة الاحتلال في البلدة القديمة لمدينة القدس الشرقية المحتلة.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، في بيان لها الإثنين، اقتحام الوزير الإسرائيلي المتطرف أوري أرائيل برفقة مجموعة من المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى، وبحراسة مشددة من قوات الاحتلال وشرطته.
وحملت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج تلك الاقتحامات، وعن تداعيات حملات التحريض العنصرية المتطرفة ضد المسجد الأقصى، محذرة مجدداً من مغبة التعامل مع تلك الاقتحامات وأبعادها الخطيرة كأمور باتت اعتيادية ومألوفة تتكرر يومياً، أو التعامل معها كأرقام وأعداد تخفي المخطط الاستعماري التهويدي الذي يستهدف المسجد وباحاته، والذي يتم تنفيذه بالتدريج وصولاً إلى هدم أجزاء واسعة من المسجد وباحاته، وفرض السيطرة الإسرائيلية السياسية والإدارية عليه.
وأشارت إلى أن مجموعة من أعضاء الكنيست والوزراء والمسؤولين الإسرائيليين المتطرفين صعّدوا من اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة، وسط تزايد ملحوظ في الدعوات العنصرية التي تطلقها أكثر من جهة يمينية متطرفة في إسرائيل لحشد أوسع اقتحامات للأقصى وباحاته، وخاصة الجمعيات الاستيطانية، وما تسمى بمنظمات (جبل الهيكل) التي تسعى لتوسيع دائرة الجمهور الإسرائيلي المستهدف للمشاركة في تلك الاقتحامات التهويدية، مشيرة إلى أن العام المنصرم شهد تزايداً ملحوظاً عن الأعوام التي سبقته في أعداد المقتحمين للمسجد، بهدف تكريس تقسيمه زمانياً ريثما يتم تقسيمه مكانياً.