ردت الحكومة الجزائرية على مقال نشرته صحيفة بلجيكية بقلم الخبير في الشؤون الأوروبية بيير دفريقني، بعنوان "بعد حلب ..الجزائر"، أشار فيه إلى أن صمت الجزائر إزاء ما يحدث في حلب، يعود لكونها ستشهد المصير نفسه مثل سورية لاحقاً.
وقال وزير الخارجية الجزائري، رمضان لعمامرة، اليوم الأحد، إن "الأشخاص الذي هم وراء تصريح بروكسل (في إشارة للمقال) كانوا يحلمون بانتصار الإرهاب في حلب وفي أماكن أخرى، أما وقد فشل الإرهاب فهم يظنون أنه ممكن أن ينجح في الجزائر".
واعتبر لعمامرة أن الجزائر أبعد ما تكون عما حدث في حلب، وكانت أكثر الدول التي انتصرت على الإرهاب في التسعينيات، ولذلك لا تولي أية أهمية لمثل هذه التصريحات البائسة.
وأعلن لعمامرة عن موقف الجزائر من الأزمة في سورية ومما حدث في حلب، وقال إن "الجزائر تعتبر أن ما حدث في حلب هو انتصار للدولة السورية على الإرهاب واستعادة مدينة حلب إلى حضن الدولة".
ويفسر موقف الحكومة الجزائرية الداعم لنظام بشار الأسد، بالمواقف السابقة للنظام السوري الذي قدم الدعم للجزائر في فترة التسعينيات اقتصادياً، عندما كان النظام الجزائري يعيش فترة عزلة سياسية وحظر عسكري غربي.
ولا تتشاطر بعض القوى السياسية في الجزائر الموقف نفسه مع الحكومة إزاء سورية، إذ تؤيد أحزاب سياسية الثورة في سورية وفصائل المعارضة. وكانت قد نظمت وقفات تضامنية لدعم سكان حلب والتنديد بالفظائع التي تعرضت لها المدينة وسكانها.
وكان سفير الجزائر في بروكسل، عمار بلاني، قد رد على ما نشرته الصحفية البلجيكية، وكتب في بيان إن التقرير نفسه "يحاول ممارسة الرجم بالغيب، ويعطي مقارنة مثيرة للاستغراب بين الوضع في حلب والوضع في الجزائر، عن طريق إعادة تدوير الأوهام الاستعمارية الجديدة التي روجتها بعض الأوساط الغربية التي تستنبط معطياتها من المعارضين الجزائريين".
واعتبر بلاني أن "التحليل الذي نشره الخبير الأوروبي نسج فيه سيناريو من الخيال السياسي"، مضيفاً أنه "نشر بتهور، ما يشير إلى جهله بالجزائر وتاريخها، والواقع الاجتماعي الديناميكي وتطوراته الأخيرة".