الحكومة التركية تتهم المعارضة بإثارة الفوضى وإرهاب الشارع

13 مارس 2014
أعمال احتجاجية مستمرة منذ الثلاثاء (آدم آلطان ـ Getty)
+ الخط -

اتهم رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، أحزاب المعارضة، بإثارة الفوضى وتخريب الأملاك العامة، في التظاهرات التي اندلعت بعد الإعلان عن مقتل فتى كان قد أصيب في احتجاجات سابقة.

وقال أردوغان، في خطاب جماهيري، إن هدف التظاهرات هو إحداث فوضى للتأثير على الإنتخابات القادمة. وأضاف "من المفترض أنكم ديمقراطيون مؤيدون للحرية. هذا دجل لا صلة لكم بالديموقراطية ولا تؤمنون بصناديق الإنتخابات".

وتتواصل، منذ أمس الأربعاء، تظاهرات في العديد من المدن التركية، تتخللها اشتباكات مع الشرطة وأعمال عنف، عقب وفاة صبي تركي متأثراً بجراح، نتيجة اصابته بقنبلة غاز إبان أحداث حديقة "غيزي" العام الماضي.

وقال أردوغان إن "التنظيمات اليسارية المتطرفة والفوضويين والإرهابيين ومخربي الأملاك العامة اتفقوا مع أحزاب الحركة القومية والشعب الجمهوري والسلام والديموقراطية، والجماعة (جماعة فتح الله غولن) على إثارة الفوضى في شوارع تركيا"، مهدداً بمحاسبتهم. وتساءل "هل حصل المشاركون في الأحداث على نتيجة جيدة؟ لقد أحرقوا ودمروا، فهل تأتي الديموقراطية مع الزجاجات الحارقة؟ هل تأتي بتكسير وتخريب أملاك المواطنين؟ الطريق إلى الديموقراطية هو صناديق الانتخابات".

وتجدّدت الأعمال الاحتجاجيّة، اليوم الخميس، وقال مسؤولون إن شخصين لقيا حتفهما وسط اشتباكات نشبت في اسطنبول وعدة مدن تركية أخرى. وقال مكتب حاكم اسطنبول إن شاباً قتل، مساء أمس الأربعاء، فيما أطلقت الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لمنع الحشود من الوصول إلى الميدان الرئيسي في إسطنبول بعد دفن الصبي ذي الخامسة عشر بركين إلوان. وفي مدينة تونجلي جنوب شرق البلاد، قال المحافظ إن رجل شرطة توفي جراء إصابته بأزمة قلبية أثناء اشتباكات مع محتجين مناهضين للحكومة. ونفى مسؤولون تقارير أفادت بأن إطلاق الشرطة للغاز المسيل للدموع تسبب في إصابة رجل الشرطة بالأزمة القلبية وأصروا على أن الشرطي لم يتعرض للغاز.

وحول الانتخابات المزمع إجراؤها في 30 من الشهر الجاري، قال أردوغان إن تركيا على عتبة إحدى أهم الانتخابات في التاريخ. وأضاف "انتخابات تعيد صياغة مسار تركيا، انتخابات الخيار فيها ما بين تركيا القديمة والجديدة".

وفي وقت سابق، اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي، أمر الله إيشلر، أن "مثيري الشغب" خلال التظاهرات، في عدد من المدن التركية احتجاجا على وفاة الفتى بركين إلوان، قد استغلوا الحدث "لإرهاب الشوارع، كوسيلة لتحقيق مآربهم، بعد فشل التهديدات، والابتزازات، والتسجيلات الملفقة، من النيل من الحكومة التركية".

واتهم إيشلر حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، بزج بعض السيارات المخصصة للدعاية الانتخابية التابعة للحزب في أحداث الشغب، التي رافقت التظاهرات، على حدّ قوله، ومنها بعض سيارات جمع القمامة التابعة لبلدية شيشلي في اسطنبول، والذي يرأسها عضو في الحزب، مشيراً الى أنه من غير المقبول تورط حزب سياسي في تصرفات كهذه.
وكان الفتى البالغ 15 عاما، قد أصيب في رأسه بفارغة قنبلة مسيلة للدموع لدى خروجه لشراء الخبز، حيث كانت القنبلة قد ألقيت خلال محاولة الشرطة تفريق تظاهرة أثناء احتجاجات منتزه "غزي" في منطقة تقسيم باسطنبول.

في سياق متصل، أخلت السلطات التركية سبيل 18 شخصاً، أوقفوا أمس، في مواجهات مع الشرطة خلال تظاهرة نظمت في ولاية دنيزلي غرب تركيا احتجاجا على وفاة الفتى بركين إلوان.
كما أعلنت السلطات بدء الاستماع لإفادة 102 شخصا، أوقفوا أمس في ولاية إزمير على خلفية احتجاجات مماثلة، حيث اتهموا بتنظيم تظاهرة غير مرخصة ومقاومة الشرطة والإضرار بالممتلكات العامة.

 

المساهمون