الحكم السعودي بقضية خاشقجي: غطاء لقادة قمة العشرين للحضور إلى الرياض

09 سبتمبر 2020
"واشنطن بوست": ترامب سمح للسعودية بالإفلات من الجريمة (توموهيرو أوسومي/فرانس برس)
+ الخط -

تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية في افتتاحيتها الثلاثاء، عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي ينتظر أن يكون أول قائد عربي يستضيف قمة لـ مجموعة العشرين في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ما زال يُنظر إليه في عدد من دول المجموعة على أنه شخص منبوذ بسبب قصفه العسكري الممنهج لأهداف مدنية في اليمن، وقمعه الوحشي لمنتقديه المحليين.

ومن هنا، جاءت خطوة جديدة الإثنين في سياق محاولات بن سلمان لتبييض سمعته، مع صدور الحكم بحق ثمانية أشخاص في قتل وتقطيع جثة الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وتقول الصحيفة إن الحكم المفترض الصادر عن محكمة في الرياض كان يفتقر تماماً للشفافية، حيث إنه لم يتمّ الإبلاغ عن هويات المدانين، ولا تفصيل الجريمة التي ارتكبوها، كما تمّت تبرئة كلّ من أحمد العسيري وسعود القحطاني، المسؤولين الكبيرين في السعودية، اللذين حدّدهما المدّعي العام السعودي بأنهما معدَّا فريق الاغتيال الذي استهدف خاشقجي، والمؤلف من 15 عضواً.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كان المدانون، الذين قيل إنه تمّ الحكم عليهم بالسجن بين 7 و20 سنة، هم في الواقع مسجونون.

ووصفت المقرّرة الأمميّة الخاصّة المعنيّة بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أغنيس كالامارد الإثنين الأحكام المعلنة بأنها محاكاة ساخرة للعدالة، لأن المسؤولين الكبار الذين خططوا لعملية قتل خاشقجي بُرئوا من البداية. وقالت الصحيفة إن هذه الأحكام لم تكن لإرضاء كالامارد، بل تهدف لتأمين "غطاء" للقادة الديمقراطيين مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بشكل يسمح لهم بتشريف بن سلمان بحضورهم في الرياض، من دون أن يبدوا أنهم يتغاضون عن قتل صحافي مشهور بدم بارد.

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يحتاج إلى مثل هذا العذر، إذ إنه برأ بن سلمان من المسؤولية منذ وقت طويل، حيث إن إدارته استمرّت بتزويد السعودية بالأسلحة، بما فيها تلك المستخدمة في قصفها اليمن، متجاوزة القانون وقيودا أخرى للكونغرس.

وشددت "واشنطن بوست" على أن غياب العدالة في قضية خاشقجي لن يمنع ترامب من حضور قمة الرياض، لكنه يجب أن يجعل قادة الدول العشرين، الذين ما زالوا يسعون لدعم حقوق الإنسان، كإحدى دعائم الشؤون الدولية، يتخذون موقفاً.

وفي موقف للصحافية كارين عطية في "واشنطن بوست"، قالت إن ترامب سمح للسعودية بالإفلات من جريمة قتل، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة فقدت قدراً لا يصدق من النفوذ الأخلاقي على الساحة العالمية في ما يتعلق باحترام حياة وحرية الصحافيين.

وأشارت إلى أن قضية خاشقجي تبعث برسائل مخيفة للعديد من الإصلاحيين السعوديين الذين يقبعون، ويموتون في بعض الأحيان، في السجون السعودية.

المساهمون