الترامسي (39 عاماً) الذي أصيب بشظية إسرائيلية عام 2002 استقرت بقدمه اليمنى، تتضاعف جراحه وتزداد خطورة حالته يوماً بعد آخر، لعدم تمكنه من السفر لتلقّي العلاج المناسب في أحد المستشفيات العربية، بسبب استمرار إغلاق معبر رفح، الذي يعد المنفذ البري الوحيد لسكان القطاع إلى العالم الخارجي.
ومن حول الترامسي، ردد عشرات الجرحى الذين جاؤوا بدعوة جمعية "الأيدي الرحيمة" الخيرية، هتافات غاضبة تطالب الأمم المتحدة بكسر الحصار الإسرائيلي وتحمل مسؤوليتها إزاء الأوضاع المتردية، مناشدين مصر فتح معبر رفح والضغط على الاحتلال من أجل تسريع عملية الإعمار.
ويقول الجريح الترامسي لـ"العربي الجديد" إنّ "أكثر المتضررين من الحصار الإسرائيلي هم الجرحى، فالمعابر الحدودية مغلقة في وجوههم، وعلاجهم في المستشفيات المحلية مرتبط بتوفر العديد من الأدوية والمستلزمات الطبية، المفقودة في القطاع، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة يزيد الخناق عليهم".
وشدد الترامسي، الذي رفع لافتة كتب عليها، "حصار غزة خنجر في خاصرة الجريح، يفاقم جراحه ويؤجل شفاءه"، على أهمية إعادة دمج الجريح في المجتمع، وتقديم ما يلزم له ولأسرته من خدمات واحتياجات تساعده على مواجهة الأوضاع المعيشية الصعبة في القطاع.
وعلى مقربة من الجريح الترامسي، جلس الشاب محمد أبو حمد على كرسيه المتحرك، بسبب إصابته في قدمه اليسرى، بالعدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع صيف العام الماضي، مطالباً بتوفير الخدمات المختلفة للجرحى في جميع المجالات، خصوصاً بتركيب الأطراف الصناعية وتسهيل إجراءات السفر للعلاج بالخارج.
ونبّه أبو حمد (24 عاماً) في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى ضرورة إنشاء المراكز التعليمية والرياضية والثقافية، بما يتناسب مع الاحتياجات الخاصة بالجرحى، وكذلك تدريبهم وتأهليهم لمساعدتهم على الانخراط بسوق العمل، الأمر الذي يعزز من حضورهم المجتمعي، ويبعد النظرة السلبية عنهم.
يذكر أنّ أعداد الفلسطينيين المصنفين تحت بند جرحى أو معاقين، ترتفع عاماً بعد عام نتيجة تعرض قطاع غزة لاعتداءات عسكرية إسرائيلية متكررة، إذ قدرت آخر الاحصائيات أعداد الجرحى الغزيين بنحو 140 ألف مواطن من مختلف الفئات العمرية.
في ذات السياق، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الأيدي الرحيمة الخيرية، وائل فرج، إن قضية الجرحى الأبطال تعتبر الضلع الثالث في القضية الفلسطينية بعد فئة الشهداء والأسرى، مطالباً بتشكيل وزارة أو هيئة رسمية ترعى شؤونهم وتلبي احتياجاتهم، إلى جانب استيعابهم داخل كافة المؤسسات الرسمية والأهلية.
وناشد فرج في كلمته بنهاية المسيرة، كافة المؤسسات المعنية بالجرحى، الوقوف عند مسؤولياتهم تجاههم، ورعاية شؤونهم وضمان حياة كريمة لهم، والعمل الحثيث من أجل تقديم العلاج اللازم والأدوات المساعدة للجرحى، مشدداً على أهمية ترسيخ يوم الثالث عشر من آذار من كل عام، كيوم وطني وتكريمي خاص بالجرحى.
من جهته، ذكر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، في كلمته أثناء الوقفة، أن الجرحى ليسوا مجرد أرقام، بل هم نموذج حي للمعاناة الفلسطينية المستمرة منذ سنوات، وبراهين قاطعة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل ودليل على استخدام الاحتلال لأسلحة تفتك بجسد الإنسان وتقطع أطرافه.
يشار إلى أن يوم الجريح الفلسطيني تم إقراره في 13/3/1968 بمرسوم رسمي صدر عن الرئيس الراحل ياسر عرفات، تقديراً لمعاناة الجرحى ودورهم الوطني وللفت أنظار الجميع إلى معاناتهم المستمرة.
اقرأ أيضاً:
عالقون في غزّة
30 وكالة إغاثة دولية: يجب ألّا نفشل في غزة