يتوقع أن تواجه رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، صعوبات داخل حزب المحافظين الذي تتزعمه، نتيجة اتجاهها للتحالف مع الحزب الديمقراطي الوحدوي، اليميني المتطرف، الذي يتبنى سياسات مثيرة للجدل بخصوص موضوعات مثل الإجهاض، والمثلية الجنسية، وعقوبة الإعدام.
واضطرت ماي للبحث عن حزب للتحالف معه بعدما أصبحت غير قادرة على تشكيل حكومة بحزبها وحده، نتيجة خسارة المحافظين 12 مقعداً في الانتخابات النيابية المبكرة الأخيرة التي كانت دعت إليها على أمل زيادة عدد مقاعد الحزب، إلا أنها أسفرت عن نتيجة عكسية. وتراجعت مقاعد المحافظين في مجلس العموم (البرلمان البريطاني) إلى 318 مقعداً، أي أقل بثمانية مقاعد من الأكثرية المطلوبة وهي 326 مقعداً.
وتسعى ماي للوصول إلى اتفاق "ثقة ودعم" مع الحزب الديمقراطي الوحدوي، الذي يقع مقره في إيرلندا الشمالية، لكي تنال دعم نوابه من أجل الحصول على 326 صوتاً، اللازمة لحصول حكومة الأقلية التي شكلتها على ثقة البرلمان، ولتمرير عدد من القوانين الرئيسية، على رأسها قانون الميزانية. وتمكن الحزب الديمقراطي الوحدوي من رفع عدد نوابه في مجلس العموم البريطاني في الانتخابات الأخيرة من 8 إلى 10 نواب، وهو ما منحه فرصة التأثير في سياسة لندن بشكل غير مسبوق في تاريخه، منذ تأسسه عام 1971.
إلا أن العديد من أعضاء حزب المحافظين يشعرون بالانزعاج من عدد من السياسات التي يتبناها الحزب الديمقراطي الوحدوي، والتي تتعارض مع سياسات المحافظين، لا سيما أنه صاحب الهوية البروتستانتية القوية، ومعارض للإجهاض ومؤيد لعقوبة الإعدام. كما يقف "الديمقراطي الوحدوي" في وجه زواج المثليين جنسياً، وهو ما جعل المثليين جنسياً في حزب المحافظين، وعلى رأسهم زعيمة المحافظين في اسكتلندا، روث ديفيدسون، يتخذون موقفاً منه.
وتجدر الإشارة إلى أن عدداً من قادة الحزب الديمقراطي الوحدوي، وعلى رأسهم زعيمه حتى العام الماضي، بيتر روبينسون، عبروا إلى السياسة من صفوف المليشيات المسلحة، إذ كانت للحزب روابط بالمنظمات البروتستانتية المسلحة خلال فترة النزاع في إيرلندا الشمالية، كما كان "الشين فين" مرتبطاً بـ"الجيش الجمهوري الإيرلندي".
(الأناضول)