أكدت "قاعدة القدس" العسكرية التابعة للقوات البرية في الحرس الثوري الإيراني، اليوم الثلاثاء، اختطاف 14 عنصراً من حرس الحدود الإيراني وقوات التعبئة المعروفة باسم "البسيج" في ميرجاوه الواقعة على الشريط الحدودي المحاذي لباكستان، في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.
وجاء هذا التأكيد في بيان صدر عن الحرس، اتهم خلاله عناصر وصفها بالدخيلة والتي تنتمي لمجموعة إرهابية معارضة بتنفيذ عملية فجر الثلاثاء، اختُطف خلالها هؤلاء العسكريون وتم نقلهم إلى داخل الأراضي الباكستانية.
واتهم الحرس الثوري أجهزة استخباراتية أجنبية بدعم هذه المجموعات التي هاجمت نقطة حدودية بين إيران وباكستان، مؤكدا أنه سيلاحق المتورطين وسيسعى لتحرير المختطفين، كما طالب الحكومة الباكستانية بمتابعة القضية بشكل جاد، واتخاذ خطوات إزاء أفراد يتحركون على حدودها ويهددون إيران.
وأفادت مواقع إيرانية بأن 7 من هؤلاء العسكريين ينتمون لقوات التعبئة أو البسيج، و5 منهم لحرس الحدود، و2 من استخبارات الحرس الثوري الإيراني، ورجح بعضها أن يكون هؤلاء قد تعرضوا للتسميم، قبل نقلهم من المركز الحدودي إلى داخل الأراضي الباكستانية، ونقل موقع "بي بي سي" الفارسية أن جماعة "جيش العدل" تبنت عملية الاختطاف.
الجدير بالذكر أن جماعة "جيش العدل" التي تصنفها إيران كمنظمة إرهابية، تعد مجموعة سلفية سنية تضم متطوعين من البلوش السنة، وتعارض النظام في إيران.
وأُعلن عن تأسيس هذه الجماعة بعد أن أعربت السلطات الإيرانية عن تفكيك "جند الله" التي تنشط كذلك في المنطقة ذاتها، ويقود "جيش العدل" صلاح الدين فاروقي من بلوشستان الباكستانية، وقد أعربت المجموعة عن رفضها الدورَ الإيراني في سورية وذكرت أنها تدافع عن حقوق الأقلية السنية في البلاد، وفقا لأعضاء فيها.
وتنشط الجماعة إلى جانب أخرى على الشريط الحدودي الواقع جنوب شرقي إيران، فتقع اشتباكات مسلحة بين الحين والآخر، وتعلن السلطات الإيرانية عن سقوط قتلى أو جرحى من الطرفين.
وأهم العمليات التي تبناها "جيش العدل" كانت تلك التي نفذها عناصره في العام 2014، إذ اختطفوا خمسة جنود إيرانيين ونقلوهم إلى الأراضي الباكستانية، واستطاعت إيران إعادة أربعة منهم، بينما احتفظت الجماعة بأحدهم وقتل على يدها، وتسلمت إيران جثمانه بعد مرور عام على اختطافه.
وفي إبريل/ نيسان العام الماضي، أعلنت إيران مقتل تسعة جنود من حرس الحدود في المنطقة بعد وقوع اشتباكات مسلحة وإطلاق عيارات نارية من داخل الأراضي الباكستانية نحوها متهمة الجهة ذاتها.
كما أعلنت الداخلية الإيرانية في مارس/ آذار عام 2015 إلقاء القبض على ستار ريغي أحد قادة "جيش العدل" من قبل السلطات الباكستانية، وهو شقيق عبد الملك ريغي، زعيم جماعة "جند الله" والذي ألقي القبض عليه في 2010، ونفذت إيران حكم الإعدام بحقه لأنه متهم بتنفيذ العديد من العمليات وأكبرها تلك التي استهدفت مسجدا في زاهدان الواقعة في محافظة سيستان وبلوشستان، ما أودى بحياة أربعين شخصا.