ووصف قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري، خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة بـ"السخيف والمليء بالأكاذيب والافتراءات"، معتبرا أن أميركا "تنشر الدمار والقتل، وأن جرائمها المباشرة وغير المباشرة والمرتكبة في فلسطين وسورية والعراق وحتى إيران، لن ينساها مسلمو المنطقة"، حسب تعبيره.
وأضاف جعفري، في تصريحات صادرة عنه اليوم الأربعاء، أن الشعب اليمني "يشهد يوميا على الجرائم التي تدعمها أميركا"، قائلا إن شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني "باتت على علم ودراية بما تفعله" الولايات المتحدة.
وذكر جعفري أن خطاب ترامب "الذي أضحك الجميع في بدايته، يؤكد على عزلة أميركا وأنها باتت تعيش فشلا سياسيا"، مضيفا أن الأمة الإسلامية "تعتبر ترامب أضحوكة كذلك، وهو ما يعني أن بلاده تتلاشى وتصغر".
وشكك جعفري بالتصريحات التي نقلت أن الرئيس الإيراني حسن روحاني طلب لقاء ترامب، وقال مخاطبا هذا الأخير "إن الإيرانيين يعلمون أنها واحدة من أكاذيبك"، معتبرا أن استمرار السلوك الأميركي الراهن لن يغير من وجهات نظر الشارع الإيراني.
من جهته، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، إن "علينا أن نتوقع وننتظر تراجع أميركا عن سياساتها في فرض العقوبات، فالولايات المتحدة باتت تقف على الحافة وتعرف أن المجتمع الدولي لا يؤيدها".
ونقلت عنه وكالة "فارس" قوله إن خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العمومية يليق بهذا المكان، واصفا إياه بـ"المحكم والمنضبط، إذ لم يتأثر روحاني بسياسات الحظر الأميركية وبتصريحات ترامب"، حسب وصفه، بينما ما جاء على لسان رئيس الولايات المتحدة يتعلق بالدبلوماسية الأميركية فقط، ورأى أن فيه نقاط ضعف، فلم يتحلَ ترامب بالصلابة على شاكلة رؤساء أميركيين سبقوه، كما ذكر.
واعتبر فلاحت بيشه أن خطاب ترامب "أكد وجود مشكلات وعناوين كثيرة عالقة بين أميركا والعالم، لا مع إيران وحدها، فحاول تبرير كل سلوكياته" التي وصفها هذا المسؤول الإيراني بالتخريبية، وأفاد بأن "الرسائل التي أوصلها ترامب للقاء روحاني كانت تتقاطع في الظروف وحسب مع كوريا الشمالية، لكن طهران لم تبد رد فعل إزاءها على شاكلة ذاك الذي اتخذته بيونغ يانغ".
ورأى أيضا أن أميركا غاضبة لاستمرار الجلسات الحوارية بين إيران والدول الأوروبية، إلى جانب استمرار تنسيق البلاد مع موسكو، واصفا سلوك طهران بـ"العقلاني، إذ تريد استمرار التعاون مع الأوروبيين والحفاظ على الاتفاق، كما أنها وجهت رسائل لتخفيف التوتر مع السعودية سابقا".
كما أشار فلاحت بيشه للإدانة الصادرة عن مجلس الأمن لهجوم الأهواز الذي وقع السبت الماضي خلال عرض عسكري للقوات المسلحة، قائلا إن إيران طلبت من بعض الأطراف مساعدتها وتسليمها متورطين في دعم منفذي الهجوم، مؤكدا أن الإرهاب يهدد الجميع ويستطيع أن يصل للحدود الأوروبية بسهولة، "وهو ما يبرر وجود مساع لدى الأطراف الأوروبية ترتبط بعوامل سياسية وأمنية، لذا فإن الحفاظ على الاتفاق النووي قد يعيد أميركا إلى طاولة الحوار"، حسب رأيه.