الحرب في سورية.. فيلم من دقيقة لم تنته

01 ديسمبر 2015
الحياة إذ تختفي من مدينة الرقة (يوتيوب)
+ الخط -


"غيّروا ثقافتنا...غيروا كل شيء".. يقول المخرج السوري عامر الذي كان يعيش في مدينة الرقة، شمال شرق سورية، قبل عامين، والتي أصبحت اليوم معقلا لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

يسرد عامر التغيير الذي ساد المدينة بحسب "PBS" بعد احتلال التنظيم لها: "في اليوم الأول منعوا التدخين. وفي اليوم التالي منعوا اختلاط الأولاد والبنات في الشارع، وبعد شهر واحد منعوا اختلاط الفتيات والفتيان في المدرسة، ثم فرضوا وضع الحجاب على الفتيات. ثم، قالوا لن ندرّس هذا التاريخ، والفيزياء، والرياضيات.. أنا مسلم، لكن هذا غريب بالنسبة إلي".

هذه السلسلة من التغييرات الصادمة، وتداعياتها النفسية، كانت محور فيلم الحركة "التلاشي إلى السواد" للمخرج عامر، والذي حاول عبر دقيقة واحدة، برفقة الممثلة فرح بريسلي، نقل معاناة مدينته القابعة تحت طاغوت التنظيم.

رصد عامر في فيلمه، الحياة وهي تختفي من مدينته، حيث غادرتها الصباحات المتفائلة بعصافيرها وشمسها ونسيمها الرقيق، ليتصدر السواد الكئيب المشهد، وما يخلفه في الروح من قهر وحزن وخوف.




يرى عامر أن فيلمه هو جزء من حركة ضرورية بات على كل الفنانين السوريين تنشيطها، خوفاً من ضياع ثقافة بلدهم، وأن لا شيء كالفن بإمكانه أن يصرخ عالياً في الآفاق: "نحن بشر ككل البشر.. ولسنا إرهابيين".

يذكر أن الفيلم كان قد حاز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان تورونتو السينمائي هذا العام. 

اقرأ أيضاً: فنانون سوريون: بيروت ملاذنا الوحيد

المساهمون