الحرب تعيد سورية إلى عصر "بابور الكاز"

الأناضول

avata
الأناضول
28 يناير 2015
1EA21CBD-6D1A-4B30-AADB-09D71AAAEB46
+ الخط -

عاد "بابور الكاز" ليظهر في منازل السوريين بعد غياب دام عقود، وأصبح من جديد جزءاً أساسياً في مطابخهم، يستخدمونه للطهي وتسخين الماء وحتى التدفئة، ليحل بديلاً عن أسطوانات الغاز، التي ارتفع سعرها بشكل كبير، عجزت معها جيوب المواطنين عن تحمل ثمنها الباهظ، في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة، الناجمة عن  الحرب الدائرة في البلاد بين النظام والمعارضة منذ نحو 4 سنوات.

ويعتمد البابور في الاشتعال على مادة الكاز بشكل أساسي، كما يمكن أن يعمل على المازوت، وهاتان المادتان رخيصتان نسبياً مقارنة بسعر الغاز الطبيعي، وخاصة أن المصافي التي تسيطر عليها داعش بدأت منذ فترة بطرحهما في الأسواق بأسعار مقبولة.

وتبعث هذه الآلة البدائية لدى اشتعالها رائحة مزعجة ودخانا مضرا بالصحة، كما أن نارها الهوجاء غير المنتظمة، تجعل منازل المواطنين وخيم  النازحين عرضة للاحتراق بسببه.

ومع رواج البابور ظهرت محلات خاصة لتصليح أعطاله، ورصدت كاميرا الأناضول أحدها  في كفر سجنة بريف إدلب شمال البلاد، والتي تشهد إقبالاً كبيراً من الزبائن، فمنهم من يشتري بابورا جديدا، ومنهم من يأتي ببابوره القديم لتصليحه.

واشتكى "أبو مالك" أحد زبائن المحل من الأعطال الكثيرة التي تصيب البابور، وأفاد بأنه يأتي بشكل متكرر للمحل من أجل إصلاح بابوره، مشيراً إلى أن الناس مضطرون لاستعماله بسبب عدم قدرتهم على توفير ثمن أسطوانة الغاز، ولفت للأضرار الصحية التي يسببها الدخان المنبعث من البابور على الصحة، وخاصة الأطفال الذين يعانون في الأصل من تكرار إصابتهم بالأمراض نتيجة البرد الشديد والنقص في مواد التدفئة. 

وأوضح مصلح البابور "أبو شريف" أن الناس يفضلون البابور لأنه يعتمد على الكاز والمازوت، وهما مادتان رخيصتان إذا ما قورنتا بسعر الغاز المرتفع.

ومع استمرار العمليات العسكرية، وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، وتوقف خدمات الدولة، لجأ السوريون لوسائل بديلة غير تلك التي كانوا يعتمدون عليها في السابق، وذلك لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم الأساسية، كاستخدام الحطب في التدفئة والصهاريج والخزانات لتأمين المياه، والمولدات للحصول على بعض الكهرباء. 

دلالات

ذات صلة

الصورة

مجتمع

على ورقة بيضاء، ترسم الفلسطينية جنى سويدان (9 أعوام) علم فلسطين ومنزلها، الذي تحلم بالعودة إليه بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
الصورة

مجتمع

حذّرت منظّمة الأمم المتّحدة للطفولة (يونيسف)، الجمعة، من أنّ المعارك الدائرة في السودان منذ ثلاثة أسابيع تحصد أرواح أطفال "بأعداد كبيرة مرعبة"، مشيرة إلى تقارير تفيد بسقوط سبعة أطفال كلّ ساعة بين قتيل وجريح.
الصورة
 كارول سماحة"؟ (المكتب الإعلامي)

منوعات

ألبوم غنائي، يفترض أنه يضم 12 قصيدة للشاعر الراحل محمود درويش، تصدره المغنية اللبنانية كارول سماحة. ثمة أسئلة كثيرة تُطرح عند إصدار مثل هذه الأعمال؛ أولها: هل بالإمكان أن تلقى الصدى الجماهيري المطلوب؟
الصورة
الطفل السوري جهاد الجاسم (العربي الجديد)

مجتمع

"مات أبي خلال الحرب وأمي قُتلت بقصف للطيران على بيتنا"، بهذه الكلمات الموجعة يبدأ الطفل السوري جهاد الجاسم (5 سنوات) حديثه لـ"العربي الجديد"، بعد أن تسبب قصف طائرات النظام السوري وروسيا في جعله يتيماً ووحيداً منذ أن كان في عمر العام والنصف.
المساهمون