الحرب الإلكترونية على قطر: الحملة بدأت قبل اختراق "قنا"... وهذه تفاصيلها

08 يونيو 2017
استخدام حسابات الروبوتات على تويتر ضدّ قطر (Getty)
+ الخط -

بينما يواصل الإعلام الإماراتي والسعوديّ حملة تضليل الرأي العام وتشويه الحقائق المتعلقة بدولة قطر، بعد قطع العلاقات مع الدوحة، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية مقالةً للباحث في الشؤون الخليجية في معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر البريطانية، مارك أوين جونز، يشرح فيها التسلسل الزمني وتفاصيل الحملة الإلكترونية/الافتراضية على قطر، منذ ما قبل اختراق موقع "وكالة الأنباء القطرية" (قنا) وصولاً إلى اليوم. كما يفتح جونز الباب أمام احتمالات كثيرة، مرتبطة بانتقال الحرب الإلكترونية التي تستخدمها بعض الدول الخليجية إلى مستوى ثانٍ وجديد.

انطلق المقال مما كشفته التحقيقات الأميركية عن إمكانية تورّط قراصنة روس في عملية اختراق "قنا"، لكنه يعود ليقول إنّ ذلك قد يكون غير مرجّح نظراً إلى التوتّر الذي انفجر بين دول خليجية وقطر، "وإن كانت الأزمة الدبلوماسية الأخيرة تكشف حجم الاختلاف السياسي بين دول مجلس التعاون الخليجي، فإنّه يكشف أيضاً عن ظهور نوع جديد من الحرب الإلكترونية بين هذه الدول... وبدل أن تستخدم الدول الخليجية طريقتها التقليدية بالرقابة والبروبغندا، تجاه مواطنيها فإنها باتت تستخدمها ضد بعضها بعضاً".

وبين اختراق وكالة الأنباء القطرية، ثمّ نفي دولة قطر لأي من التصريحات الكاذبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يشير الكاتب إلى أنّ الإمارات والسعودية تجاهلتا النفي وشنّتا الحملة على قطر. ثم ينتقل جونز ليكمل تسلسل الأحداث متحدثاً عن اختراق بريد السفير الإماراتي في الولايات المتحدة يوسف العتيبة قبل أيام، وتسريب محادثات بينه وبين عدد من الشخصيات، أبرزهم جون هانا المستشار في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الموالية لإسرائيل. 


الروبوتات الافتراضية

يعود جونز في مقالته إلى ما قبل اختراق "قنا"، مذكّراً بأن قطر أعلنت قبلها بأيام، أنها عرضة لحملة تشويه منظّمة، تحاول ربطها بالإرهاب، في إشارة إلى تصريحات مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني عن استهداف قطر بأخبار واتهامات كاذبة تربطها بجماعات إرهابية قبيل وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض الشهر الماضي.

ثّم يذكّر المقال بانتشار وسم يتّهم قطر بالاتهامات نفسها قبل أربعة أيام من اختراق موقع وحسابات "قنا". ويلفت إلى أنّ أغلب الحسابات التي قامت بالتغريد على هذا الوسم هي حسابات bots أي تعود لروبوتات مبرمجة، وليس إلى بشرٍ. ثمّ عادت هذه الروبوتات للنشاط بقوة بعد تسريبات تخص إيميلات يوسف العتيبة، إذ عادت الحسابات الوهمية للظهور مهاجمةً قطر. واللافت بحسب المقال نفسه أن أغلب هذه الحسابات الوهمية، نشرت تغريدات مؤيدة للعاهل السعودي الملك سلمان والمملكة العربية السعودية، وعلاقته الجديدة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء زيارة الأخير إلى الرياض.

أما الأهم فهو ما يخلص إليه مقال جونز عن أن وجود هذه الحسابات الوهمية والروبوتات قبل اختراق، قنا، ثمّ ظهورها بسرعة للقيام بواجبها بعد عملية الاختراق، يكشف أن هناك مؤسسات ومنظمات بإمكانات كبيرة تسعى لخلق رأي عام معادٍ لقطر، وجعل هذا الرأي منتشراً وشعبياً.

وفي نهاية مقاله، يشير مارك أوين جونز إلى قواعد الحرب الإلكترونية الجديدة في الخليج، واستخدام بعض الدول الخليجية للسلاح الافتراضي ومحاربة دول خليجية مجاورة. مشيراً إلى "استغلال الإمارات والسعودية عداء ترامب لإيران بهدف معالجة خلافاتهم مع سياسات قطر". 



(العربي الجديد)





 

المساهمون