الحدود الإيرانية ـ الباكستانية تشتعل

30 ديسمبر 2014
شهد شهر نوفمبر أحداثاً مماثلة (فرانس برس)
+ الخط -
تسود حالة من التصعيد والتوتر الحدود الإيرانية الباكستانية، إثر انتهاك قوات الحدود الإيرانية الأراضي الباكستانية، وسقوط عشرات الصواريخ من الجانب الإيراني في باكستان، ما أسفر عن إصابة سبعة مواطنين على الأقلّ، حسب مصادر أمنية باكستانية.

وبدأت قوات الحدود الإيرانية إطلاق الصواريخ، منذ مساء الأحد، واستمرت حتى صباح أمس الاثنين. وأعلنت القوات شبه العسكرية الباكستانية، أن "القوات الإيرانية أطلقت 49 صاروخاً على منطقتي خيش وواشك، وغيرهما من المناطق الحدودية بين الدولتين في إقليم بلوشستان، جنوب غرب باكستان". وأفادت القوات شبه العسكرية، أنها وقوات الحرس الحدودي، قد ردّت بالمثل، ولجأت إلى استهداف الأراضي الإيرانية، ما أجبر القوات الإيرانية على وقف إطلاق الصواريخ على الأراضي الباكستانية.

وذكر مصدر أمني، رفض الكشف عن هويته، أن "ثكنة عسكرية تابعة لقوات الحرس الحدودي الإيراني في منطقة كوه سور، الإيرانية القريبة من الحدود الباكستانية، تعرّضت مساء الأحد، لهجوم مسلّح، أدّى إلى مقتل ثلاثة جنود إيرانيين. وعقب الهجوم بدأت القوات الإيرانية بإطلاق الصواريخ في اتجاه الأراضي الباكستانية، وبشكل متواصل". وأضاف أن "أجواء من التوتّر تسود حالياً الحدود بين الدولتين".

ولم تعقب الحكومة الباكستانية حتى الآن على الحادث، ولكنها سبق أن أصدرت تحذيراً، بعد أحداث مماثلة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأن "القوات المسلحة الباكستانية على أتم الاستعداد للدفاع عن أراضيها، ومواجهة أي انتهاك إيراني". كما رفضت آنذاك المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية، تسنيم أسلم، المزاعم الإيرانية باستهداف قواتها من داخل الأراضي الباكستانية. واعتبرت أن "الملف الأمني الإيراني ملف داخلي لإيران، لا علاقة له بباكستان". وشدّدت أن باكستان لن تقبل أي مساومة على سيادة أراضيها.

وتخيم حالة من التوتر على الحدود الإيرانية الباكستانية منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إذ اعتبر نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، العميد حسن سلامي، في 16 نوفمبر الماضي، أن "المسلحين الذين يهاجمون القوات الإيرانية بالقرب من الحدود الباكستانية يفرّون نحو الأراضي الباكستانية". وهدّد بالتدخل العسكري لتأمين الحدود الإيرانية. وبعد يوم واحد من تصريحاته، هاجمت القوات الإيرانية دورية للقوات شبه العسكرية الباكستانية، في منطقة تربت الحدودية بين الدولتين، ما أدّى إلى مقتل ضابط وإصابة أربعة جنود. وفي المقابل، استدعت الخارجية الباكستانية السفير الإيراني لدى باكستان، علي رضا حقيقيان، وسلّمته رسالة احتجاجية "شديدة اللهجة" على الانتهاكات الحدودية.

وفي محاولة للقضاء على التوتر الحدودي، عقد قائد القوات شبه العسكرية الباكستانية، الجنرال إعجاز شاهد، اجتماعاً في 21 نوفمبر، مع قائد القوات الحدودية الإيرانية، قاسم رضا، في طهران. واتفق الطرفان على التعاون لإنهاء حالة التوتر على الحدود بين الدولتين. غير أنه وبعد يومين من الاتفاق، قصفت القوات الحدودية الإيرانية مناطق باكستانية مرة أخرى، وردّت القوات الباكستانية بالمثل.

وعلى الرغم من المحاولات المتكررة لاحتواء الأزمة الحدودية مع إيران، إلا أن الانتهاكات الإيرانية للأراضي الباكستانية ما تزال متواصلة، ويُخشى من ارتفاع وتيرة التصعيد بين البلدين إذا استمرت الانتهاكات، وهو ما لا يصبّ في مصلحة البلدين، نظراً للتغيّرات الاقليمية المتسارعة.
دلالات