الحارة تغلق بابها: المسلسل لن يعرض في رمضان

30 ابريل 2018
هل يبصر الجزء العاشر النور الموسم المقبل؟ (فيسبوك)
+ الخط -
لن تسمعَ موسيقاها عند العاشرة، ولن تجدها في أي بيت دخلت. السلسلة السورية الأشهر في دراما البيئة الشامية "باب الحارة" غائبة عن موسم رمضان 2018. كثيرة هي الأسباب والنتيجة واحدة ليس هناك جزء جديد هذا العام.

انطلق باب الحارة عام 2006، ورغم أنه توقف عامين من قبل، إلا أن الخلاف على أحقية الإنتاج وصلت ذروتها هذا العام للمرة الثانية. بعد أن شهدت الساحة الفنية عراكاً سابقاً فور انتهاء الجزء السابع قبل أربعة أعوام. إذ كان من المتفق عليه بين المخرج بسام الملا صاحب شركة "ميسلون"، والمنتج محمد قبنض أن يستلم قبنض الإنتاج بدءاً من الجزء العاشر. وهذا ما لم يحدث، فقد عاود الملا السعي لامتلاك أحقية الإنتاج مجدداً، وحين حصل على ذلك قانونياً كان الوقت فات للحاق بهذا الموسم.




السلسلة لم تنتهِ بينما تلعب الظروف المحيطة دورها في ذلك، ولعل أبرزها تعطل مشاريع شبكة MBC مطلع العام بعد اعتقال رئيس مجلس الإدارة الشيخ وليد الإبراهيم، كون الشبكة السعودية هي الممول الأساسي للعمل، والناقل الحصري لمواسمه التسعة السابقة. أما في الكواليس، فقد كان من المقرر إسناد الجزء العاشر للمخرج ماجد قبراوي بديلاً عن مخرج الجزئين السابقين ناجي طعمة. وفي تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، أكدّ قبراوي بأنه لم يوقع الجزء العاشر حتى الآن، رغم الاتفاق المبرم بينه وبين الشركة، إلا أن ظروف التأجيل حالت دون إتمام العقد.


ومع اقتراب الحديث عن جزء جديد، يزداد الحديث عن عوامل إضافية تعيد البريق للسلسة المُنهكة من كثرة التغييرات، ما جعل فكرة إنتاج جزء آخر من "باب الحارة" محط سخرية لكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والفنانين داخل سورية. لا سيما بعد تصريح شهير لعضو مجلس الشعب محمد قبنض، قال فيه إنه يريد تلوين "باب الحارة" بنكهة عربية، عبر إدخال حارة مصرية ونجوم لبنانيين في العمل، ما قابلته ردة فعل كبيرة من المخرج بسام الملا الذي يعتبر "باب الحارة" العمل الأهم في مسيرته الفنية، وما نتج عن ذلك من خلافات بينه وبين نجوم سوريين لتفرده بقيادة دفة العمل، وبالتالي تأخر الوقت لحل كل هذه الأزمات. ما دفع إلى تأجيل السلسلة بحسب معلومات إلى الموسم المقبل، دون أي تأكيد من الجهات المتنازعة.


اعتراض كبير أبداه فنانون ونقاد سوريون على متابعة إنتاج "باب الحارة"، خاصة بعد الإفلاس في تقديم أي فكرة مقنعة والاتكاء بشكل واضح على نجاح الأجزاء الأولى. في حين حققت الأجزاء الأخيرة متابعة واسعة خارج سورية بعد تحول المشاهد في غالبيتها إلى نوع من الكوميديا القائمة على الابتذال، فغابت الصورة المشرقة للعمل في رواية تضحيات المرأة الدمشقية وبطولات رجال الحارة، وحل مكانها "كاركترات" لا تتقاطع مع البيئة الحقيقية. كما أثقل العمل بكم كبير من التنظير والرسائل السياسية التي حاول صناعه تقديمها عبر الدراما، إضافة إلى فرض مزيد من الممثلين السوريين دون تبرير، وإحياء "لموتى" قضوا في أجزاء سابقة.


ماذا لدى القائمين على "باب الحارة" كي يقدموه بعد؟ أو ما نتاجهم المقبل بعد إقفال باب الحارة أبوابها نهائياً في موسم ما؟ لعل المسلسل الذي دخل عامه الثالث عشر بات يحمل من اللعنة التي لا تريد لأصحابه الخير. فيا ليته توقف قبل جزئين أو أربع، أو ختم عند الجزء الثالث في عزّ قوته. ولم تخسر الدراما السورية جزءاً من سمعتها، كما لم يفتح "باب الحارة" الباب لشركات إنتاج تجارية لتستثمر بإنتاج مسلسلات مشابهة تقوم على أجزاء غير منتهية. يقدم الموسم الرمضاني خالياً من "باب الحارة" على الشاشة، ولكنه يحضر في الذكريات بطقوس متابعته كل عام، وانتظار ما سيحمل الجزء الجديد من خيبات تثير الضحك، كما بات السوريون يفعلون كل عام.
المساهمون