الجيل Z... حياة بالفضاء الإلكتروني

07 سبتمبر 2014
نصف هذا الجيل يستعمل مواقع التواصل الاجتماعي (Getty)
+ الخط -
إنّه جيل "السوشال ميديا"... هكذا، يُطلق الناس على الجيل الجديد (مواليد ما بعد العام 1995). فالأطفال، يستعملون الآلات الذكيّة منذ عمر السنة تقريباً. في كلّ بيت، يوجد طفلٌ يستعمل جهاز "الآيباد" الخاصّ بوالديه، أو حتى هواتفهم. وصل هذا الحال إلى درجةٍ تمكّن الأطفال من استعمال هذه التقنيّات بذكاء أكثر ممّن علّمهم أن يستخدموها حتّى.
لم يبقَ هذا الأمر حكراً على التقنيّات، فقد قام بعض الأهالي بإنشاء حسابات لأطفالهم على مواقع التواصل الإجتماعي منذ صغرهم، نشروا عليها صورهم، والحركات التي قاموا بها، وحتّى كلماتهم الأولى. ومن كبُر من هؤلاء الأطفال، استعمل الحسابات، أو أنشأ حسابات خاصّة به، بالإضافة إلى استعماله تطبيقات مختلفة للألعاب وغيرها... فأصبح "الجيل Z"، كما يُطلق عليه بالإنكليزيّة، جيل "السوشال ميديا".

استعمال الإنترنت
أظهرت الدراسة أنّ الجيل Z يستعمل الفضاء الإلكتروني بمسؤوليّة أكثر من سابقه. فقد استعمل 85 بالمئة من هذا الجيل الإنترنت لإجراء أبحاث دراسيّة. بينما شاهد 33 بالمئة دروساً أونلاين، كما عمل 32 بالمئة منهم على مشاريع مع زملائهم أونلاين، وأجرى 25 بالمئة منهم فحوصاً وامتحانات أونلاين، بينما قرأ 25 بالمئة منهم كتاباً أونلاين.
ويُفضّل هذا الجيل استخدام الإنترنت على النزول إلى الشارع كما توضح الإحصاءات. فيُفضّل 55 بالمئة منهم شراء الثياب على الإنترنت، ويشتري 53 بالمئة منهم الكتب والألعاب والأجهزة الإلكترونيّة على الإنترنت. وتصل النسبة الكبرى للشراء عبر الفضاء الإلكتروني إلى 60 بالمئة، مع حاجيّات الرياضة التي يستعملها هؤلاء.
وتُشير إحصاءات وسائل التواصل الاجتماعي، التي نشرها موقع "ماشابل"، إلى أنّ أكثر من نصف هذا الجيل (52 بالمئة) يستعمل مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصاً موقع "يوتيوب" لإجراء الأبحاث الدراسيّة والتعاون مع زملائهم بالإضافة إلى مشاهدة الدروس عبر الإنترنت.
لكنّ الجيل نفسه، لا يُحبّذ استعمال موقع "فيسبوك" بشكل كبير. إذ تُشير الإحصاءات إلى أنّ مستخدمي الشبكة من هذا الجيل لا يتجاوزون الـ25 بالمئة من الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاماً حتى العام 2013 الماضي. وكانت نسبة أبناء هذا الجيل الذين يستخدمون "فيسبوك" حوالى 42 بالمئة في أوائل العام 2012، لتنخفض إلى 33 بالمئة في نهاية العام نفسه. وذكرت الإحصاءات أنّ 25 بالمئة من هؤلاء المستخدمين هجروا الموقع الأزرق في بداية العام 2014 الحالي.
ويُفتّش أبناء هذا الجيل عن الخصوصيّة، الأمر الذي انعكس في إطفائهم زرّ "الكشف الجغرافي" عن مكانهم في هواتفهم النقالة. وأدّى ذلك أيضاً إلى تفضيل الكثير من أبناء الجيل استعمال تطبيقات كـ"سناب تشات"، "ويسبر"، و"سيكريت"، لأنّ هذه التطبيقات جذابة بصرياً وتُلبّي احتياجاته بشكل أكبر.
كما أنّ الجيل يُحبّذ التطبيقات التي تعتمد على الصور بشكل أكبر من النصوص. أدى هذا الأمر إلى جذب اهتمام أبناء هذا الجيل إلى تطبيق "إنستاغرام" للصور. وكان مستخدمو "إنستاغرام" من الجيل نفسه في أوائل العام 2012 يبلغ 12 بالمئة، بينما وصل في أواخر العام نفسه إلى 17 بالمئة، ليعلو إلى 23 بالمئة في أوائل العام 2013 الماضي. كما انعكس هذا الأمر، في تخاطب أبناء الجيل عبر الـ"إيموتيكونز" وليس عبر النصوص المكتوبة في تطبيقات الرسائل، كـ"واتساب" و"بي بي إم" وغيرها.
أما موقع "تويتر"، فيستخدمه 26 بالمئة ممّن يمكن اعتبارهم أطفالاً، حتى العام 2013، بينما كانت هذه النسبة 30 بالمئة في منتصف العام 2012. لكنّ نسبة استعمال موقع التدوينات القصيرة، هي الأعلى بين مواقع التواصل الاجتماعي لأبناء هذا الجيل. وأظهرت الإحصاءات أنّ 3 بالمئة فقط يستعملون "غوغل بلاس"، بينما يستعمل 4 بالمئة مدوّنة "طامبلر".
وقارنت الدراسة، التي انقسمت بين إعلامية واجتماعيّة، بين أبناء الجيل السابق (Y) والجيل Z. وذكرت أنّ مارك زوكربرغ، هو من الجيل Y، وأسّس موقع "فيسبوك" في سنّ العشرين، بينما أدورا سفيتاك، وهي ناشطة وكاتبة من الجيل Z، حصلت على أكثر من 3 ملايين مشاهدة لخطابها "ماذا يُمكن للراشدين أن يتعلّموا من الأطفال"، وهي في سنّ السادسة عشرة.
ويأخذ أبناء هذا الجيل علاقاتهم التي يبنونها على مواقع التواصل الاجتماعي إلى مستوى آخر. فبينما يستعمل 81 بالمئة منهم موقعاً أو أكثر للتواصل، يُسافر 26 بالمئة من هؤلاء المستخدمين إلى مناطق وبلدان تواجد الأشخاص الذين ينوا صداقات معهم لمقابلتهم.

استعمال الشاشات المتعددة
يستعمل أبناء هذا الجيل أكثر من 5 شاشات متعدّدة في اليوم. كما أنّهم يعيدون الأمجاد إلى التلفاز بينما كان الجيل السابق سبباً في تدهور عمله ومشاهدته. ويشاهد 72 بالمئة من أبناء الجيل التلفاز يومياً، بينما يستعمل 57 بالمئة منهم الهواتف الذكيّة. كما أنّ الأطفال يستعملون اللابتوب بنسبة 39 بالمئة، بينما يستعملون جهاز الكمبيوتر (ديسكتوب) بنسبة 33 بالمئة. وتصل المدّة التي يقضيها الأطفال على أجهزة الكمبيوتر في اليوم إلى أكثر من 3 ساعات، لقضاء أمور لا تتعلّق بالدراسة، أي ما نسبته 41 بالمئة، بينما كانت هذه النسبة 22 بالمئة فقط في الجيل Y السابق.
ويُفضّل أبناء الجيل الجديد استعمال "الآيباد" (تُنتجه شركة "آبل") على استعمال "التابليت" (تُنتجه شركة "سامسونغ). فيستعمل 33 بالمئة من الأطفال الأيباد يومياً، بينما يستخدم التابليت 12 بالمئة فقط منهم.
وقد أظهرت الإحصاءات أنّ 60 بالمئة من أبناء هذا الجيل يحبّون شراء التلفاز، بينما يتفاعل 55 بالمئة منهم مع شراء الهواتف، ويتفاعل 52 بالمئة منهم مع شراء الكمبيوترات.

ألعاب الفيديو إلى ارتفاع
وأوضحت الدراسة أنّ أبناء الجيل Z أقلّ حركة. وأظهرت الإحصاءات أنّ 66 بالمئة من الأطفال بين سنّ السادسة والحادية عشرة يعتبرون أنّ ألعاب الفيديو هي السبب الرئيسي لتسليتهم، بينما بلغت نسبة المراهقين الذين يعتبرون ألعاب الفيديو سبباً رئيسياً لتسليتهم 51 بالمئة. وهيمنت هذه الألعاب على اللهو في الخارج، بينما اعتبر هؤلاء الأطفال أنّ الرياضة والحركة أمر له علاقة بالصحة وليس ضرورياً جداً. وقد أدّى ذلك إلى وصول نسبة البدانة لديهم إلى 18.4 بالمئة.

"هاكرز" أذكياء
وتوضح الإحصاءات عن أعمال القرصنة الإلكترونيّة، أنّ نسبة كبيرة من القراصنة (هاكرز) هم من هذا الجيل. ويُعتبر اختراق المواقع بالإضافة إلى اختراع تطبيقات الغشّ عنصر ذكاء لدى الأطفال من هذه الفئة العمريّة.
في المغرب مثلاً، كان أحد أشهر الهاكرز يبلغ من العمر 17 عاماً عند اختراقه مواقع حكوميّة تحت اسم "البلاكروت". وتمكّن آخر، كان في العمر نفسه أيضاً من اختراق بريد زوكربرغ على "فيسبوك". واستطاع هاكر عُماني، يبلغ من العمر 14 عاماً، ويُطلق على نفسه اسم "دكتور الظلام" من اختراق خمسة مواقع حكوميّة من بينها موقع وزارة الإتصالات.
ويعتبر البعض أنّ ذلك سيؤدّي بأبناء هذا الجيل، إلى فهم التكنولوجيا وأعماقها على عمر العشرين، بينما كان الجيل السابق سيفهم نفس الأمور على عمر الثلاثين.
إنّه الجيل الجديد!

دلالات
المساهمون