يطمح مارك فيلموتس في إعادة فترة الجيل الذهبي لمنتخب بلجيكا في الثمانينيات وتحديداً في كأس العالم المكسيك، حينما بلغ لاعبو منتخب "الشياطين الحمر" قمة المجد وأصبحوا في مصاف الأبطال الحقيقيين في بلادهم، ووصلوا إلى نصف نهائي المونديال قبل أن يأتي الخروج على يد مارادونا ورفاقه.
وشارك فيلموتس في ثلاثة نهائيات لكأس العالم في مدى 16 سنة من مسيرته الاحترافية، وكان أحد رموز الكرة البلجيكية في التسعينيات كما يطلق عليه موقع "فيفا"، قبل أن يعتزل نهائياً وهو في الرابعة والثلاثين، ليعمل كمدرب مع بعض الفرق، ثم كمساعد أول في المنتخب، وأخيرا الرجل الأول منذ 2012.
الأستاذ
يملك فيلموتس مؤسسة تقوم بالعناية الرياضية للاعبين، وإدارة مسيرة الصغار في الكرة البلجيكية، وتساعده في هذه المهمة زوجته، الشريك الرئيسي له في مشواره الكروي، وترك مارك التدريب لفترة طويلة، قبل أن يعود من بوابة منتخب بلاده، بعد أن طلب منه ديك أدفوكات - مدرب بلجيكا من قبل - أن يصبح ساعده الأيمن ثم الرجل الأول في الفريق بعد رحيل المدير الفني الهولندي.
ويقول فيلموتس عن مهنة التدريب: "التدريب بمثابة اكتشاف تحد جديد، كانت السياسة أحد الخيارات، لقد طلب مني أن أدافع عن برنامج لتطوير الرياضة عند الشباب، لكن وجدت الأمر أفضل من حيث التطبيق في كرة القدم، لذلك اخترت العودة إلى مكاني الأصلي، والبدأ مع المجموعة الشابة في الكرة البلجيكية".
ورجل بكل هذه المواصفات القيادية استحق أن يكون المدرب القوي لبلجيكا، خصوصا أن هذا الفريق يضم مجموعة كبيرة من المواهب الشابة، والأسماء المميزة التي تحتاج إلى شخص يعرف كيف يجعلهم جميعا داخل قالب واحد، وفيلموتس الأفضل في هذا المجال، مع خبرات حقيقية في مجال السياسة والتنظيم الاجتماعي.
المركز الأول
احتلت بلجيكا المركز الثاني في تصنيف المنتخبات العالمية مؤخرا، ويعتبر الفريق الحالي هو الأفضل أوروبيا من منظور فيفا، خصوصا أن الأرجنتين هي صاحبة الصدارة، وبالتالي يأتي فريق فيلموتس على رأس كافة المنتخبات الأوروبية، من خلال أداء ثابت ونتائج قوية، مع حفنة من النجوم الشبان في مختلف ملاعب القارة العجوز.
صعدت بلجيكا إلى النهائيات بعد تصدرها المجموعة الثانية، وحقق الفريق 23 نقطة من 7 انتصارات، مع تعادلين وهزيمة واحدة، ليصعد مباشرة إلى فرنسا 2016، ويقع في مجموعة متوازنة رفقة منتخبات إيطاليا، أيرلندا، والسويد. ويقول فيلموتس عن هذا الموقف، "لم نحصل على شيء بعد، الجميع يرشحنا للوصول بعيدا، لكن الأمر لا يعدو مجرد كلام على ورق".
ويعود المدرب بالذاكرة إلى مونديال 2014، عندما صعد المنتخب إلى ربع النهائي بعد أداء قوي أمام أميركا في الثمن، لكنه اصطدم بمنتخب الأرجنتين، ليخرج بعد الهزيمة بهدف دون رد، لذلك يعتبر مسار البطولة أمراً مهماً في تحديد مستقبل البلجيك، وهو الأمر الذي يعرفه فيلموتس جيدا، ويحاول دائما إبعاد الضغوطات عن لاعبيه، في الطريق نحو النهائي.
خطة مثالية
"كل واحد حر في إبداء رأيه، لكنني لا أملك أية شكوك حول مسيرتي وفريقي، أضع كامل الثقة في جميع اللاعبين، ونعد العدة للاستمرار معا لفترة طويلة، فالناتج الأخير لن يتوقف على ما سيحدث في اليورو، بل نضع مونديال روسيا في الحسبان من الآن"، هكذا تعامل مارك فيلموتس مع وسائل الإعلام قبل أيام قليلة من انطلاق منافسات فرنسا 2016.
يملك الفريق نجوماً في كل خط، لكن لك أن تتخيل وجود كاراسكو، دي بروين، هازارد في تشكيلة واحدة بالثلث الهجومي الأخير، فبلجيكا تستطيع أن تضرب بقوة من الأطراف، مع التحكم في الفراغات بين الخطوط، عن طريق تركيبات هجومية متنوعة، وأداء خططي يقترب من درجة الاكتمال.
ولا ترتبط القوة الهجومية بثلاثي الوسط فقط، بل هناك أكثر من اسم في الأمام، كميتشي باتشواي ولوكاكو وأوريغي وبنتيكي، لاختيار مهاجم واحد فقط في المركز 9، خلال خطة 4-2-3-1 التي تناسب بشدة كل هذه المواهب، مع وجود ثنائي محوري بقيادة فيتسيل الأساسي دائما، ومعه لاعب آخر من بين كل هؤلاء فيلايني وديمبلي ونايغولان.
في النهاية، يجب على الفريق البلجيكي أن يكون شغوفاً، عاشقا ومتيما بهذه اللعبة، من أجل القيام بالمهمة على أكمل وجه، ويتعين عليه أن يصبو إلى الأعلى دائماً. ما يمكن أن يجعلك حقا أن تشعر بالحسرة، أنه يمكنك القيام بجميع التحضيرات، وتختار التشكيلة المثالية، لكن عندما تدخل أرض الملعب، ينقلب كل شيء بسبب نقص التركيز في 90 دقيقة، لذلك يتوجب الحذر من الآن.