وقف الفلسطيني محمود شاهين رفقة ابنته الصغرى حلا المصابة بمتلازمة داون أمام مقر دائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير في مدينة غزة، ممسكاً بجواز سفره المُصفر (بدون أرقام)، وهو الذي يُصدر للأشخاص الذين لا يمتلكون هوية فلسطينية كونهم من النازحين العائدين بعد قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994.
وشارك شاهين رفقة عشرات الغزيين الذين يعانون من ذات المشكلة في الوقفة الاحتجاجية، اليوم الاثنين، إذ يمتلك هؤلاء وثائق سفر صادرة رسمياً، غير أن السلطات المصرية والأردنية ترفض سفرهم عبر المعابر ما يحرم الآلاف من حقهم في التنقل والسفر.
وأعادت السلطات المصرية خلال السنوات الماضية مئات المسافرين الذين حاولوا مغادرة القطاع عبر معبر رفح الحدودي كون جوازات سفرهم مصفرة، ما حرم الكثيرين منهم من الالتحاق بفرص عمل ومنح دراسية أو تلقي العلاج.
ويقول شاهين لـ "العربي الجديد" إن الأزمة ليست مقتصرة عليه، إذ يمتلك هو وابنته وزوجته جواز سفر مصفرا ما يحرمهم من السفر بها لعلاجها في الخارج، إذ تعاني من مشاكل في القلب، بالإضافة لمشاكل سمعية ما يجعل فرصة تلقي العلاج بغزة أمراً صعباً.
ويوضح أنه قام بآخر محاولة للسفر رفقة ابنته الصغرى قبل نحو شهرين، إلا أن السلطات المصرية عند معبر رفح أعادته بعد اجتيازه للجانب الفلسطيني من المعبر بسبب جواز سفره المصفر ما حرم ابنته فرصة تلقي العلاج بشكل أفضل خارج غزة.
أما الفلسطيني أيمن مطر فتبدو معاناته مختلفة عن سابقه، إذ تمكن من الحصول على عقد عمل في إحدى الدول العربية لشغل وظيفة معلم، إلا أن جوازه المصفر حال دون تمكنه من السفر على مدار الشهور الماضية لإتمام التعاقد.
ويقول مطر لـ "العربي الجديد" إنه دخل القطاع عام 2011 بجواز سفره المصفر ولم يغادره منذ تلك الفترة حيث كان يعمل معلماً خارج القطاع، وبقي دون عمل على مدار الأعوام الماضية بسبب غياب التوظيف في القطاع الحكومي نتيجة للانقسام الداخلي.
ويشير إلى أن أزمة جواز السفر المصفر الذي تصدره منظمة التحرير الفلسطينية تقف حائلاً أمام آلاف الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية المحتلة، إذ لا يستطيع هؤلاء التنقل عبر مصر والأردن اللذين ترتبط الأراضي الفلسطينية بهما جغرافياً.
ويطالب مطر الرئيس الفلسطيني محمود عباس والجهات المصرية والأردنية بحل هذه الأزمة، والسماح لهم بالتنقل بحرية عبر المعابر المختلفة في ظل تفاقم المعاناة اليومية الناتجة عن عدم إنجاز لم الشمل للكثير من العائلات الفلسطينية.
ويقول منسق حراك أصحاب الجوازات المصفرة بغزة، مثنى النجار، إن أكثر من 35 ألف فلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزة بدون هوية فلسطينية، كونهم من الأشخاص الذين عادوا بعد قدوم السلطة الفلسطينية عام 1994.
ويوضح النجار لـ "العربي الجديد" أن أكثر من 5 آلاف غزي لا يحملون الهوية الفلسطينية (بطاقة التعريف)، في الوقت الذي يوجد فيه أكثر من ألفي شخص يحملون جوازات سفر مصفرة صادرة عن منظمة التحرير الفلسطينية، غير أن حامليها لا يستطيعون السفر.
ويؤكّد أن السلطة الفلسطينية مطالبة بالتحرك والعمل على حل هذا الملف، سواء بالاتفاق مع السلطات المصرية والأردنية بالسماح لهم بالسفر أو إتمام معاملات لم الشمل، لصالح آلاف الأسر الفلسطينية، كي يسمح لها بالتنقل بحرية عبر المعابر المختلفة.