الجهل يمنع تنظيم النسل في الأردن

01 فبراير 2015
الإنجاب المتكرر يأتي كنتيجة للجهل (Getty)
+ الخط -

اكتشفت نجلاء خليل (36 عاماً)، متأخرة، أنها أخطأت عندما لم تخطّط أو تتخذ الاحتياطات اللازمة قبل إنجاب أطفالها. اليوم، تدرك أنه لا يمكن التراجع عن الخطأ، بعدما صارت أمّاً لثمانية أطفال، أكبرهم 16 عاماً، وأصغرهم ما زال رضيعاً. لا يكفيها الوقت للقيام بجميع الأعمال المطلوبة منها، كالاهتمام بشؤون أولادها، وإنجاز الأعمال المنزلية، كإعداد الطعام وتنظيف البيت وأمور كثيرة أخرى. أحياناً، تتمنى أن يطول النهار لتتمكن من إتمام جميع مهامها.

رداً على سؤال حول سبب إنجابها ثمانية أطفال، تقول إنه "الجهل". في كل مرة، كانت تكتشف أنها حامل بالصدفة، وأحياناً بعد أشهر قليلة على الولادة السابقة. خبر حملها كان يفرح عائلتها وزوجها على الرغم من وضعه الاقتصادي الصعب. يكرر "الولد بيجي وبتجي رزقته معه".

كثر الأطفال وبقي دخل العائلة على ما هو عليه. لا يزيد عن 500 دينار (نحو 700 دولار) في الشهر، وهو بالكاد يكفي لتلبية احتياجات الأسرة الأساسية. تقول خليل: "كنت أخجل من مراجعة الطبيبة النسائية من أجل تنظيم النسل. استخدمت الأدوية، لكنني كنت أنسى تناولها في الوقت المحدد". اليوم، تتمنى ألا تنجب المزيد.

في المقابل، لا تشعر أم علي (30 عاماً)، بالندم لإنجابها سبعة أطفال. على العكس، هي سعيدة، وخصوصاً أنها أنجبت الصبي بعد ست بنات. تقول: "لطالما خشيت أن يتزوج زوجي مجدداً من أجل الصبي، وخصوصاً أنه كان يغضب كلّما عرف أنني حامل ببنت. والدته أيضاً كانت تغضب".

من جهته، يقول أستاذ علم النفس والإرشاد في الجامعة الهاشمية، جلال ضمرة، إن "الإنجاب المتكرر يأتي كنتيجة للجهل والسلطة الذكورية، وخصوصاً في المجتمعات الفقيرة والقروية، التي تعتقد أن زيادة الإنجاب تعني زيادة عدد الأفراد المنتجين لمساعدة رب العائلة". برأيه، هناك عامل آخر أيضاً يتمثل في "الفهم الخاطئ للدين. يعتقد البعض أن الدين يحض على الإنجاب ويمنع تنظيم النسل". ويؤكد أن المشكلة تبقى في "عدم وجود تخطيط استراتيجي بعيد المدى للعائلة الأردنية. فالمرأة تنجب لأسباب مختلفة، منها لإرضاء الزوج، وانجاب الصبي، من دون الاكتراث للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية وغيرها".

من جهتها، تلفت أمين عام المجلس الأعلى للسكان، سوسن المجالي، إلى "ارتفاع نسب الفقر والبطالة لدى العائلات التي ترتفع فيها نسب الإنجاب". وبحسب أرقام المجلس، فإن معدل الإنجاب ثابت منذ عام 2002، وهو 3.5، علماً أن المجالي تعتبره مرتفعاً. تضيف: "يتحقق التغيير عندما لا يحتكر الزوج قرار الانجاب، ويصبح تشاركياً".
المساهمون