الجندي مصطفى وهبة... إبن اللبوة الأسير في عرسال

اللبوة

عبد الرحمن عرابي

avata
عبد الرحمن عرابي
09 اغسطس 2014
FD003230-AF7F-412A-B2F2-AC6C6D6657D2
+ الخط -
تتأمل زوجة الجندي مصطفى وهبة في صورته مليّاً. إنها الصورة الأخيرة التي أرسلها من الموقع العسكري في جرود عرسال، قبيل هجوم المجموعات المسلحة السورية على الموقع وأسره إلى جانب جنود آخرين. يُخالط الدمع عيني السيدة وهي تطالب الدولة اللبنانية بكشف مصيره، "أريد أن أعرف إذا كان زوجي حياً أو شهيداً، أقبل مصير مصطفى مهما كان، لكن بقاء مصيره مجهولاً غير مقبول".

تشير السيدة إلى والدة مصطفى العجوز: "لقد اشتد المرض على والد ووالدة مصطفى منذ انقطاع أخباره، ونريد جميعاً جلاء الموضوع".

يبعد منزل عائلة وهبة عن عرسال كيلومترات قليلة، ويقع في أحد أحياء القرية الفقيرة. تستقبلك عبارة "اللبوة لن تركع" قبيل الوصول إلى المنزل عبر الطريق غير المعبّدة.

في الساحة الصغيرة أمام الدار، تستقبل عائلة وهبة الجيران القادمين للسؤال عن مصير معيلهم الوحيد. تحضر القهوة المرة سريعاً للزوار، كأنها جزء من عزاء غير معلن فرضه مصير مصطفى المجهول على المنزل والجوار.

تقلّب زوجة الجندي الأسير في هاتفها الجوال في صوره القديمة بحثاً عن مواساة لها. أما والدته فاحتضنت صورتين قديمتين لمصطفى بالزي العسكري، الأولى في حفل زفاف شقيقته والثانية في استوديو تصوير.

يجلس محمد، أحد أشقاء مصطفى، بين زوجة شقيقه ووالدته. يقلّب الرجل كفيه لدى سؤاله عن آخر المستجدات: "لا بصيص أمل لدينا. لا أحد يخبرنا شيء عن مصطفى، الموظف الوحيد في العائلة والمعيل الأساسي". يعمل شقيق محمد في محل للحلاقة في اللبوة، أما والده العجوز فقد أقعده المرض إلى جانب أحد أبنائه المعوقين في المنزل.

يكرر محمد الكلام نفسه بعبارات مختلفة، فالمعطيات القليلة الوحيدة التي ترد إلى العائلة من وجهاء اللبوة تُفيد بأن اسم مصطفى مطروح لإطلاق سراحه. "لا تأكيد إن كان حياً أم ميتاً"، يقول أحد وجهاء القرية الذي تولّى نقل اسم مصطفى إلى هيئة العلماء المسلمين، التي تفاوض المجموعات المسلحة لإطلاق سراح الأسرى العسكريين.

يشير الرجل إلى أهمية إطلاق مصطفى "لقطع الطريق أمام المصطادين في الماء العكر من أبناء اللبوة، الذين حرّضوا أقرباء مصطفى على قطع الطريق أمام قافلة المساعدات الإنسانية التي حاولت دخول عرسال قبل أيام".

يشوب التوتر علاقة أبناء اللبوة وعرسال منذ انطلاقة الثورة السورية. أهالي عرسال تبنوا الثورة واحتضنوا اللاجئين السوريين. في المقابل، وقف أهالي اللبوة إلى جانب حزب الله، وزاد من حدّة اصطفافهم تساقط صواريخ المعارضة السورية على قريتهم.

وصل الخلاف إلى ذروته مطلع العام الحالي عندما قطع أهالي اللبوة الطريق الوحيد المؤدي إلى عرسال بالسواتر الترابية. يقول بعض أهالي اللبوة إنه لا إجماع في القرية على معاداة عرسال، الجارة السنية الأكبر في البقاع الشمالي. ويأملون في إعادة الهدوء إلى النفوس من خلال إطلاق وهبة.

وعلى الطرف الآخر، تقول مصادر في هيئة العلماء المسلمين إن "إسم وهبة مطروح في المفاوضات الجارية مع المسلحين، أسوةً بغيره من العسكريين الذين تعمل الهيئة على إعادتهم إلى أهاليهم".
حتى ذلك الحين، يبقى القلق مسيطراً على عائلة وهبة التي أعلنت رفضها المشاركة في قطع الطرقات، بانتظار عودة ابنها.

ذات صلة

الصورة
نازح يستعد للعودة إلى سورية من البقاع اللبنانية، 14 مايو 2024 (فرانس برس)

سياسة

كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في بيان اليوم الثلاثاء أن شاباً سورياً توفي في أحد مشافي دمشق إثر تعرضه للتعذيب على يد أجهزة النظام السوري.
الصورة
لبنان (أنور عمرو/ فرانس برس)

مجتمع

تتكرّر حوادث التحرش والاغتصاب في لبنان، وبرزت معلومات حول توقيف مدير مدرسة وأستاذ رياضة وموظف أمن، بتهمة تحرش بقاصرات في إحدى المدارس في بلدة كفرشيما
الصورة

سياسة

أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، اليوم الأربعاء، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بـ"عملية هجومية" في جنوبيّ لبنان بأكمله.
الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
المساهمون