مبعوث الجامعة العربية لـ"العربي الجديد":هناك فرصة للإنقاذ في ليبيا لا ينبغي إهدارها

30 مارس 2019
الجمالي: مرحلة حاسمة تعيشها ليبيا (فيسبوك)
+ الخط -
أوضح مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا، صلاح الدين الجمالي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن اجتماع الرباعي عالي المستوى بشأن ليبيا، يأتي في إطار مرحلة حاسمة تعيشها ليبيا، التي ستحتضن مؤتمراً وطنياً جامعاً يضم كل الأطراف الليبية، بإشراف أممي، من دون أن يتم التدخل في محتواه من قبل الأمم المتحدة. ويعتبر الاجتماع ثاني لقاء للرباعي منذ بعث هذه المبادرة بإيعاز من أمين عام الجامعة العربية منذ سنتين، وسيتداول الوضع في ليبيا بكل تطوراته.


ومن المنتظر أن يحسم اجتماع الرباعي عالي المستوى بشأن ليبيا، الذي سيُعقد مساء اليوم السبت في تونس، الخطوات الأخيرة لاستكمال المسار السلمي من أجل إنهاء المرحلة الانتقالية وإرساء المؤسسات المستقرة في ليبيا عبر "الملتقى الليبي الجامع" الذي سيُعقد قريباً.

وسيحدد "الملتقى الليبي الجامع" ملامح المرحلة المقبلة، وهي إجراء انتخابات حرة وديمقراطية قبل نهاية هذا العام، وتكوين حكومة جديدة ديمقراطية منبثقة عن نتائج الانتخابات، وإنهاء المرحلة الانتقالية التي اتسمت بتعيينات مباشرة أو مسقطة أضرت بالواقع الليبي.

ويجتمع اليوم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ومفوضة الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، وأمين عام الاتحاد الأفريقي، يونس جبريل، بالمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، للتشاور حول الخطوات المقبلة.

وشدد الجمالي خلال حديثه لـ"العربي الجديد" على أنه بيّن خلال تقديمه لتطورات الأمور، أمس، أمام اجتماع وزراء الخارجية المضيق، أن من الممكن لهذه الانتخابات أن تتم قبل نهاية العام، ولا سيما أن الأوضاع أصبحت أكثر هدوءًا بعد تصفية المليشيات ومكافحة العصابات الإرهابية وعصابات الجريمة المنظمة التي عبثت بالجنوب الليبي.

وشرح الجمالي تصريح غسان سلامة على هامش لقائه بوزراء الخارجية العرب الجمعة، والذي تضمن وصفاً لهذه المرحلة بـ"الفرصة الأخيرة لإنقاذ الوضع في ليبيا"، قائلاً إنه يشاطره في جانب من هذا الوصف، "فالفرصة اليوم ملائمة أكثر من أي وقت مضى لإجراء انتخابات وإنهاء الانقسام، لأن الوضع الأمني مستقر، والشعب الليبي ينتظر الانتخابات، ولا يجب إحباطه، لأن إحباطه لا يمكن التنبؤ بنتائجه، وهذا ربما ما أراد المبعوث الأممي قوله، لكن لست متشائماً لأن مليونين ونصف المليون من الشعب الليبي سجلوا في القوائم الانتخابية، ولا يجب إحباطهم وتخييب آمالهم، خاصة مع إدراك قوى أجنبية أن الأزمة يجب أن تنتهي"، ورأى أنه "في المجمل، إذا لم يتم اقتناص هذه الفرصة فلا يمكن التنبؤ بالانقسامات التي قد تحصل وتؤثر على الوضع هناك".

واستدرك مبعوث الجامعة العربية مذكراً بلقاءاته التي جمعته بمسؤولين ليبيين من كل الأطياف وبالمجتمع المدني، معولاً على أن تواصل الأوضاع استقرارها، ما دام الشعب اليوم يطالب بالانتخابات ويشعر بتوحده من أجل هدف إنهاء المرحلة الانتقالية، بيد أنه يخشى دائماً من أن تتأخر الأزمة وتتعمق جذورها، وتعصف الانقسامات السياسية بالبلاد، مضيفاً "السياسيون قد يتلاعبون بالوحدة الليبية نتيجة تحالفات بعضهم أو مصالحه، وهذا ما قد يمثل خطراً على الوضع في ليبيا".

ولم يتناول لقاء المبعوثين بوزراء الخارجية العرب، مسألة تدخل القوى الإقليمية ودول عربية في الداخل الليبي، ما عطل عملية التسوية السياسية، وفق ما أكده الجمالي، الذي أفاد بأن الجامعة العربية ترفض كل أشكال التدخل، مهما كان شكلها ومصدرها، إلا أن هذه النقطة لم تُثر حتى لا تعصف بالتوافق العربي الهش على حد وصفه.

المساهمون