الجمعة... يوم اللمة
الجمعة هو يوم مميز لدى معظم الأسر عربياً وإسلامياً، إذ يعد بمثابة يوم اللمة العائلية الممتعة، وفي ماض ليس ببعيد لم أكن مهتمة بهذا اليوم وكنت أعتبره يوماً ثقيلاً بسبب كثرة الأعباء المنزلية التي لا تكاد تنتهي.
صدقاً تغيرت فكرتي وإحساسي لهذا اليوم المبارك وأصبحت استمتع بممارسة الأعمال الروتينية للبيت وأجدها خفيفة وأن هناك بركة بوقتي أنجز فيه الكثير.
ولكي تجذب صغار العائلة لهذه اللمة وتغرس في أنفسهم حبها حرصت على ابتكار أساليب جذب وعروض مغرية كأني أشبه بأحد المولات التجارية التي تسعى في حملاتها الإعلانية إلى استقطاب أكبر عدد من الزوار لحضور العروض، وخصوصاً أن هناك منافسين لهذه اللمة في بيوت أهل زوجات إخواني.
في يوم الجمعة نتبادل الأسرار والاعترافات بالحكايات والمواقف التي حدثت خلال الأسبوع كأصدقاء، وخصوصاً مع الجيل الثالث وعنفوانهم الذي يضيف تشويق وإثارة لحكايتهم ويحدث أن يكون فيه لحظات للنصح والإرشاد وإيجاد حلول وطرح مقترحات وتبادل خبرات والتخطيط لمناسبات سعيدة ورسم لأحلام مستقبلية جميلة ووعود بتحقيق رغبات تعزز من تقاربنا وتفاهمنا كأصدقاء وأسرة.
الجمعة هو يوم للتوثيق الفوتوغرافي أو البث المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي للحظات المهمة في اليوم ومشاركة المسافرين بها من أفراد العائلة.
يوم مفتوح للقاء الأجيال وتذكر الحوادث العائلية القديمة وسرد الحكايات الشعبية مثل "الجرجوف" ووريقة الحناء والدجرة وشدو الملالات (مهجل تراثي) الحلوة ولعب بعض الألعاب الشعبية السهلة التي نلعبها داخل البيت مثل الخُميس.
الجمعة، يوم للأغاني الصاخبة والرقص على إيقاعها مصحوباً بالقهقهات العالية كأنها لمجموعة من المختلين عقلياً.
وللأكل في يوم الجمعة نكهه خاصة وروح مختلفة بالرغم من أنه يتم تناول بعض الأطباق خلال الأسبوع، ولكنه يوم للنفس المفتوحة على الأكل طوال اليوم والتكييف على الشاي بالحليب العدني.
اللمة العائلية التي تزين وجهك بابتسامة جميلة وتضيء روحك تجعلك على قيد الحياة، تحيطك بالحب وتستند إليها كجدار لتزدهر وتبقيك على قيد الحياة. اللمة العائلية المبهجة هي خير الحياة فخيركم خيركم لأهله.