تواصل عائلات المهاجرين غير الشرعيين المفقودين اعتصامها في مدينة عنابة شرقي الجزائر، مطالبة السلطات الجزائرية بالتحرك لدى السلطات التونسية للكشف عن مصير أبنائها، لظنها أنهم موجودون في سجون تونسية.
ومنذ يناير/كانون الثاني 2016 غادر الشقيقان نذير ويوسف يونس مع عدد من المهاجرين سواحل مدينة عنابة الجزائرية باتجاه السواحل الإيطالية، لكن الرياح لم تسعف قاربهما للوصول إلى إيطاليا، واتجه بهم دون قصد إلى منطقة قريبة من المياه الإقليمية التونسية، بحسب عائلاتهم، التي تعتقد أنهم وقعوا في قبضة البحرية التونسية في منطقة طبرقة، غير البعيدة عن الحدود والمياه الإقليمية الجزائرية.
في ذلك اليوم انطلق 14 مهاجراً غير شرعي من سواحل سيدي سالم بمدينة عنابة باتجاه السواحل الإيطالية، قبل أن يتحطم القارب قرب السواحل التونسية. نجا منهم خمسة مهاجرين وتوفي واحدٌ، لكن ثمانية منهم كانوا على متن القارب لم يُعثر لهم على أي أثر حتى الآن. وتتضارب المعلومات بين غرقهم، وتمكنهم من السباحة إلى نقطة التقطتهم فيها البحرية التونسية.
وتؤكد والدة الشقيقين يونس التي تشارك منذ عام 2016 في الاعتصامات والوقفات المطالبة بكشف مصير المهاجرين المختفين لـ"العربي الجديد" أنها تلقت معلومات عن تواجدهم في سجون تونسية، بحسب ما أورده سجناء جزائريون سابقون كانوا موقوفين في تونس.
وقال يوسف، وهو مهاجر غير شرعي كان موقوفاً في سجن تونسي، أنه تبلّغ في السجن بأن عدداً من المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين نُقلوا إلى سجن في منطقة غار الملح في بنزرت التونسية.
ومثل والدة المهاجرين المختفيَين يوسف ونذير، لا تزال عائلات المهاجر بوسامة صالحي، وتامر بلال، وزايدي أسامة، تنتظر كشف مصير أبنائها. وطالبت هذه العائلات السلطات الجزائرية بفتح تحقيق في مصير أبنائها.
وقبل أشهر اعتصمت عائلات المهاجرين المفقودين أمام مقر القنصلية التونسية في مدينة عنابة شرقي الجزائر للمطالبة بكشف مصيرهم، لكن السلطات التونسية ترفض التعاطي مع هذا الملف إعلامياً.
وفي وقت سابق، نقلت العائلات الجزائرية احتجاجها إلى تونس، واعتصمت أمام مقر السفارة والقنصلية الجزائرية في تونس. وطالبت الدبلوماسية الجزائرية بالتحرك لدى السلطات التونسية للاطلاع وكشف مصير المهاجرين، لكن العائلات تؤكد أنها واجهت صدّاً من القنصل الجزائري في تونس، الذي حمّل العائلات مسؤولية السماح لأبنائها بالقيام بتلك المغامرة.
وسبق لمجموعة من المهاجرين غير الشرعيين أن اختفت قرب السواحل التونسية عام 2008، ومنذ ذلك الوقت تطالب عائلاتهم التي انتظمت في إطار جمعية "عائلات المهاجرين السريين المفقودين"، مقرُّها في مدينة عنابة شرقي الجزائر، بكشف مصيرهم.
وبحسب رئيس الجمعية الإعلامي كمال بلعابد، الذي فقد ابنه في تلك المغامرة، إن الجمعية التي شكلت ملفاً كاملاً عن القضية، واستندت إلى معلومات عن وجودهم في سجون تونسية لم تجد أي تفاعل رسمي جاد لكشف مصيرهم.