الجزائر تستدعي سفير تونس بشأن تصريحات وزير البيئة

07 مايو 2017
تصريحات المؤخر لاقت تنديداً واسعاً (فيسبوك)
+ الخط -

تسببت تصريحات أدلى بها قبل أيام وزير البيئة والشؤون المحلية التونسي، رياض المؤخر، في أزمة دبلوماسية جديدة بين الجزائر وتونس، بعدما استدعت وزارة الخارجية الجزائرية سفير تونس، عبد المجيد الفرشيشي، وطالبته بضرورة تقديم حكومة بلاده لتوضيحات بشأن تصريحات المؤخر.

 

وأفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، والذي لم يوضح من هو المسؤول الجزائري الذي استقبل السفير التونسي، أن الوزارة أبلغته أن تصريحات الوزير التونسي حول الموقع الجغرافي محل تساؤلات.

وكان المؤخر قد صرّح من إيطاليا قائلاً "ذات مرة ذهبت في تربص إلى الولايات المتحدة الأميركية، سألوني من أين أنت، قلت من تونس، طريقة نطق تونس بالإنكليزية تحدث خلطاً بينها وبين إندونيسيا، قلت إنها تقع بين ليبيا، فيقولون ليبيا القذافي والإرهاب، وبين الجزائر، فيقولون الجزائر الشيوعية، وعندما لاحظت أنهم لم يستوعبوا الموقع قلت لهم: إنها تحت إيطاليا، نعم تحت إيطاليا، أنا هكذا أرى تونس تحت إيطاليا".

من جهته، رفض الوزير التونسي التعليق على بيانات الأحزاب السياسية التي جاءت منتقدة تصريحاته، معتبرا أن للجميع الحرية في التعليق على الشأن السياسي بالشكل الذي يراه، على أن يكون مسؤولاً عن تبعاته.

ونفى في تصريح لـ"العربي الجديد" أن تكون هناك أزمة دبلوماسية محتملة بين تونس والجزائر نتيجة تصريحاته الأخيرة، وأنه ليس منزعجاً منها، لأنها كانت بحضور صحافيين وتم إخراجها من سياقها، مشيراً الى أن سفير الجزائر بتونس نفسه، قد يكون أدلى بتصريح في هذا الاتجاه.

ولم تغيّر توضيحات وزير الشؤون المحلية والبيئة شيئاً في مواقف الأحزاب والمنظمات المنددة، لا سيما أن أغلب المواقف من تصريحاته صدرت من أطراف مكونة للائتلاف الحاكم والموقعة على وثيقة قرطاج التي يفترض أن تكون في صف الحكومة وتدعمها، إذ ندد الاتحاد العام التونسي للشغل بتصريحاته، واصفاً إياها بـ"التصريحات غير المسؤولة"، ومعتبراً الإساءة إلى الجزائر إضراراً بمصالح تونس وبعلاقتها الأخوية العريقة معها.

وذكر الاتحاد العام التونسي للشغل، في بيانه، أنه كان على الحكومة التونسية أن تلعب دوراً رئيسياً في إخراج ليبيا من وضع الاقتتال والتناحر عبر مبادرات فعّالة مشتركة مع الجزائر، فضلاً عن أنه عليها العمل على تجاوز تصريحات المؤخر وتطوير العلاقات مع الجارتين.

من جانبه، سارع حزب نداء تونس إلى إدانة تصريحات المؤخر، مبرزاً أن العلاقات المتينة بين البلدين لا يمكن أن يتم إفسادها عبر تصريحات كلامية عابرة مهما كان قائلها.

وأردف النداء أن البلاد متشبثة بعمقها المغاربي ومكوناته، وأن الأفق المغاربي هو الأفق الطبيعي للمشروع الوطني العصري، فيما شجبت حركة النهضة، ما وصفته بتصريحات غير مسؤولة، داعية إلى احترام ثوابت العلاقات بين البلدين وتدعيمها.

 

دلالات